Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
إدارة الأزمات
عبدالله الرفيدي *

تعتبر الدولة التي تدخر فوائضها المالية في يومها الأبيض ليومها الأسود من الدول الذكية. وكان أباؤنا في السابق يقولون لنا: ادخر فقد يأتي يوم تبحث فيه عن المال.

والغريب في الأمر أن اليوم الذي نحتاج فيه المال قد أتى ولكن أتى متزامناً مع وقت ارتفعت فيه الفوائض المالية بشكل كبير جداً لم يكن يتوقعه أحد.

وهذا يحتاج إلى قراءة أو تعريف واضح من أصحاب الرأي والنظرية.

فنحن اليوم نتمتع بدخل مالي عالٍ جداً ولكن يوازيه ارتفاع جنوني في الأسعار، وللأسف فإن المعالجة لخلق وضع متوازن قد كان بطيئاً أو غير كافٍ، خاصة أن معظم الارتفاعات في السعر مفتعلة وليست متأثرة كما يُقال بالتضخم المستورد.

ويلاحظ أن هناك دولاً لا تملك النفط استطاعت أن تتبوأ مركزاً مهماً في خارطة الدول الصناعية، وأخرى تملك النفط ونجحت صناعياً واستطاعت أن تدخر للمستقبل ما يفيض عن حاجتها المالية.

وليس عيباً أن أدعو أصحاب الخبرة والتخطيط والتنفيذ لإدارة الخطط الإستراتيجية الوطنية لخلق مصادر دخل متعددة تستطيع الدولة من خلالها الوفاء أمام مواطنيها بالتزاماتها دون خوف من تغيرات مفاجئة قد تؤثر وتؤدي إلى توقف عجلة التنمية واللجوء إلى الدَين وبالتالي نشوء بطالة وما يتبعها من مشكلات خاصة وأن نصف الشعب من الشباب.

ويبقى السؤال لدينا مشروعاً.. هل لدى وزارة المالية وشقيقاتها خطط للطوارئ والأزمات يتم اللجوء إليها في مثل ذلك الوضع؟، هل هناك آلية رقابة دقيقة ومتمكنة تكافح التاجر الطامع؟ هل هناك قدرة على سن أنظمة تأتي حسب الظروف للتحكم السريع في وضع ما؟

ومن الملاحظ لنا أن سن الأنظمة أمر سهل ولكن التطبيق والرقابة والثواب والعقاب أمر صعب فعدم وجود الثاني يلغي فائدة الأول.

والسؤال الأخير: هل لدينا خطط إستراتيجية قومية للاستثمار وحماية اقتصاد الوطن والرغبة في صناعة اقتصاد مكتفٍ ذاتياً؟

إنني لا أرى صعوبة في الإجابة.. فهل من مجيب؟

* رئيس قسم الاقتصاد



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد