بعد تسجيله لثلاثة أهداف (هاتريك) في مرمى نادي أتلانتا ضمن فعاليات الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الايطالي.. وفرض اسمه على مدرب المنتخب الايطالي السيد روبيرتودونادوني ليضمه لتشكيل المنتخب المشارك في بطولة أُمم أوروبا المقبلة..

خطف ديلبيرو الملقب ب(أليكس) الأضواء من النجوم المتألقين خلال هذا الأسبوع.. تألقه لم يكن هذا الأسبوع فحسب بل كان تألقاً متواصلاً منذُ انطلاق الموسم.. في الأسبوع الماضي تمكن من المساهمة بشكل فعال في قيادة اليوفنتوس لتحقيق فوز مهم على نادي آي سي ميلان في الكلاسيكوالايطالي..

الفوز المهم ثبت أقدام اليوفنتوس في المنافسة على المراكز الأولى المؤهلة لدوري الأبطال الأوروبي.. دونادوني تحدث عن أليكس بأنه لاعب مهم وسيفيد أبطال العالم في تحقيق اللقب الأوروبي، وبأنه قد يشركه للعب كصانع ألعاب خلف المهاجمين.. لكن (أليساندرو) عارض اللعب خلف المهاجمين وأصر على اللعب في نفس المركز الذي تألق فيه طوال فترات هذا الموسم.. اللعب كمهاجم ثان هوالمركز الذي طلب ديلبيروالمشاركة فيه..

حيث إنه تمكن من تسجيل سبعة عشر هدفاً في بطولة الدوري جعلته منافساً قوياً للفوز بلقب الهداف خلف مواطنه بوريللومهاجم نادي جنوه بتسعة عشر هدفاً وزميله في الفريق الهداف الفرنسي المتألق ديفيد تريقية بثمانية عشر هدفاً..

أليكس بالإضافة لامتلاكه موهبة التهديف يمتلك شخصية قيادية قادرة على تحقيق الانتصارات وهوصانع ألعاب ماهر يتقن تجهيز الكرات لزملائه بشكل يمكنهم من التسجيل.. ولد دلبيروفي بلدة كونيجليانوفي يوم 11-9-1974م.. بدأ مسيرته الكروية عندما كان في سن السابعة من عمره مع نادي (آي سي سان فينديميانو) في مركز حراسة المرمى وسط إلحاح شديد من والدته (برونا) مدبرة المنزل ووالده جينوو الذي يعمل كهربائيا..

سبب إصرارهما هو أن الشقيق الأكبر لأليساندروديلبيرو (استيفانو) كان لاعباً محترفاً في نادي سامبدوريا.. ولكنه تعرض لإصابة أنهت مستقبله في الملاعب.. سوء الحظ والإصابة التي تعرض لها استيفانو دفعت والديه للموافقة على إصرار أليكس باللعب في نادي ولكن كحارس مرمى حتى تنتهي مبارياته وهوواقف وسط المرمى دون أن يتعرض للاحتكاك باللاعبين الآخرين.. لكن اخاه استيفانو (وكيل اعماله حالياً) قال لأبويه: ألا ترون بأن أليكس يجيد اللعب في مركز الهجوم.. فهو يسجل الأهداف دائماً في تمارين الفريق عندما يغير مركزه.. لا أحد يستطيع منافسته.. اقتنع الوالدان وانتقل أليكس ليكون مهاجم الفريق بدلاً من حارس مرماه.. ديلبيروكان من عائلة متوسطة الحال لا يمكنها السفر للخارج أثناء العُطل.. لذلك عمل كسائق شاحنة للتوصيل ليساعد في تحسين دخل أسرته... بدايته كمحترف مع الأندية الإيطالية في موسم 1991-1992م مع نادي بادوفا في السيريا(بي).. تألقه ومهارته دفعت مسؤولي اليوفنتوس للتعاقد معه ليلعب موسم 1993-1994م أول مواسمه في السيريا (أ) (الكالتشيو).. ديلبيرو سحب الأضواء من جميع نجوم اليوفي آنذاك وعلى رأسهم النجم الايطالي الأول روبيرتوباجيوو الهداف المتألق جيانلوكا فيالي وأصبح المحبوب الأول لجماهير (السيدة العجوز).. تعرض أليكس لإصابة مؤثرة في موسم 1998-1999م.. الإصابة كانت قطعا في الرباط الصليبي في مباراة فريقه ضد فريق أودنيزي الإيطالي بعد اشتراكه مع المدافع زانكي الذي انتقل ليلعب لليوفي في الموسم الذي يليه (وعرف زانكي بأنه سبب غير مباشر في إصابة دلبيرومحبوب جماهير اليوفي).. غياب ديلبيروعن الملاعب كان له الأثر السلبي على نتائج ناديه حيث تحصل اليوفنتوس في ذلك الموسم على المركز السادس بعد أن كان البطل المتوج في الموسم الذي سبق إصابة أليكس.. مرحلة العلاج والتأهيل استمرت لمدة 8 أشهر..عاد بعدها ديلبيرو من الإصابة الخبيثة وكانت عودته تدريجية من حيث المستوى.. ابعضهم قال: إنه انتهى وبعضهم قال: إنه أصبح بطيئاً بعد الإصابة.. ولكن الملك أثبت للجميع عكس ذلك.. عوض بطيء حركته وتقدمه في العمر بالخبرة الكبيرة التي يمتلكها وبالمهارة القوية التي يتمتع بها.. يجيد أليكس استخدام جسمه في الاستحواذ على الكرة وكسب الأخطاء عند محاولة لاعبي الفريق الخصم اعتراضه.. وتغير أسلوب لعبه بالكامل بشكل ذكي حتى يتماشى مع تكنيك حركته بعد الإصابة وتقدمه في العمر(شتان بين حركة ديلبيروصاحب العشرين عاماً وبين حركة ديلبيروصاحب الثلاثين عاماً).. هذا العامل هوما دفع ديلبيرو للعودة من جديد ليكون الملك في إيطاليا كما يُلقب هناك.. الآمال معلقة عليه من جديد ليقود المنتخب للفوز ببطولة أوروبا 2008م... فاز ديلبيروبالعديد من البطولات مع اليوفي والمنتخب الايطالي.. لعل أبرزها سبع بطولات دوري وبطولة أوروبا أبطال الدوري 1996م وبطولة العالم للأندية 1997م.. وكأس العالم مع الأزوري 2006م حيث سجل الهدف الثاني في مرمى المنتخب الألماني محققاً الحلم الذي طالما راوده.. ديلبيروجدد عقده مع اليوفنتوس بداية الموسم الحالي لمدة ثلاث سنوات بأعلى مرتب يتقاضاه أي لاعب إيطالي (6 ملايين يوروسنوياً) بعد تردد كبير من قبل مسؤولي التعاقدات في اليوفي ووسط إصرار شديد من وكيل اللاعب وشقيقه (استيفانو) الذي هدد بنقل أليكس للعب في صفوف ميلان خاصة وأن المدرب كارلو أنشيلوتي رحب بضمه.. أثبت ديلبيرو بأن التجديد معه كان أحد أفضل الخطوات التي قام بها مسؤولو التعاقدات قبل انطلاق الموسم.