Al Jazirah NewsPaper Friday  25/04/2008 G Issue 12993
الجمعة 19 ربيع الثاني 1429   العدد  12993
إرهابهم .. قالوه بألسنتهم!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

ليس بوسع أحد أن ينكر أن صورة الولايات المتحدة الأمريكية قد اهتزت في العالم اليوم بسبب الغرور الذي ينتهجه المحافظون الجدد، والسلوك المغامر الذي يسيرون عليه داخل وخارج الإدارة الأمريكية الحالية. خصوصاً في ضوء ما يجري في العراق وفلسطين وغيرهما من بلاد العالم الإسلامي.

فهي من تسبب في تدمير العراق بعد أن قامت بالعدوان عليه واحتلاله في: 05-02- 1424 هـ الموافق: 09-04-2003 م. خمس سنوات عجاف مضت قتل خلالها ما يزيد على مليون عراقي منهم: (200) طبيب من ذوي التخصصات النادرة، و(600) أستاذ جامعي، وتم تشريد (2,5) مليون عراقي داخل بلادهم، (2.5) مليون عراقي في الخارج منهم (2.2) مليون عراقي في سوريا والأردن وحدهما. إضافة إلى أن 70% من الشعب العراقي يفتقر لمياه شرب صحية، و20% يعانون من سوء التغذية، و80% يفتقرون إلى مرافق صحية في منازلهم مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 60% من الأيدي العاملة.

وهي من سمحت بحصار غزة الذي يقطنه مليون ونصف المليون فلسطيني، فازدادت المعاناة وألوان الحصار يوماً بعد يوم حتى أغلقت كافة المعابر البرية والتجارية. وتشير التقارير إلى أن الخسائر الشهرية المباشرة تقدر بحوالي (45) مليون دولار شهرياً. وظهرت مقدمات كارثة إنسانية، من ذلك: انقطاع التيار الكهربائي المستمر مما سيترتب عليه توقف الخدمات الصحية والبيئية والاتصالات. إضافة إلى نقص خطير في إمدادات حليب الأطفال والأدوية. وارتفعت ألسنة اللاءات المشهورة: (لا لفتح المعابر، لا لإمدادات الوقود).

وهي من انتهكت حقوق الإنسان في سجن غوانتانامو سيئ الصيت. فقد مضى ما يقرب (6) سنوات على بدء السلطات الأمريكية بنقل أسرى الحرب من أفغانستان وغيرها إلى القاعدة العسكرية في خليج غوانتانامو في كوبا - الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث (11) من سبتمبر وتحديداً بعد غزو أفغانستان - واحتجازهم وتجريدهم فيها من كثير من حقوق الأسرى العادية من الاعتقال التعسفي والانتهاكات اللامحدودة لآدمية البشر ترتكب من قبل سلطات الدولة الأمريكية، التي نصت قوانينها على حضر هذه الاعتقالات والانتهاكات. فانتهجت سياسة تحقير معتقدات المحتجزين ودينهم و كتابهم المقدس، والاعتداء عليهم خلال أدائهم للصلوات والأدعية التي يمارسونها، إلى غير ذلك من حدوث حالات تعذيب بدنية ونفسية واعتداءات جنسية متعددة و متكررة، إضافة إلى الاعتداء عليهم بالضرب المبرح الذي أفضى في حالات كثيرة إلى كسور ونزيف للدم وفقدان للوعي.

ما سبق بيانه عن أوضاع المنطقة هو ما أكده سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - وزير الداخلية - خلال تكريمه للمشاركين في الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الجامعات العربية حين قال: (إن ما تمر به المنطقة العربية من اضطرابات هي من صنع الآخرين وليس من صنع العرب).

فالإرهاب الأمريكي هو الذي مزق العراق ودمر شعبه واستنزف موارده، وهو الذي أتى بالقاعدة إلى الأراضي العراقية. والإرهاب الأمريكي هو الذي شجع الاحتلال الصهيوني لحصار غزة لمصادرة المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وهدم البيوت والاعتقال والاغتيال إضافة إلى محاربة المقاومة الفلسطينية وإسقاطها. والإرهاب الأمريكي هو من انتهك حقوق الإنسان في سجن غوانتانامو الذي يمثل بقاؤه مساهمة كبيرة في تغييب القوانيين المنصفة، وعاراً على منظومة حقوق الإنسان.

إن جاز لي أن أختم بشيء فهي الإشارة إلى دراسة نشرت مؤخراً في مجلة (واشنطن كوار ترلي) بعنوان: (ما بعد العراق، مستقبل التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط)، يخلص الباحث (برادلي بومان) إلى نتيجة، وهي: (أن التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تسبب سابقاً في تفجير الإرهاب، ويساعد حالياً على انتشاره).













drsasq@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد