Al Jazirah NewsPaper Friday  25/04/2008 G Issue 12993
الجمعة 19 ربيع الثاني 1429   العدد  12993
الرؤى والمنامات
التأويل بدلالة الأسماء
عايض بن محمد العصيمي

الأسماء معاشر القراء في الرؤى لها مدلولات ومعاني تدل عليها قال الإمام البغوي رحمه الله: (والتأويل بالأسامي، كمن رأى رجلاً يسمى راشداً يعبر بالرشد، وإن كان يسمى سالماً يعبر بالسلامة).

وقال ابن قتيبة رحمه الله تعالى: (فأما التأويل بالأسماء فتحمل على ظاهر اللفظ كرجل يسمى الفضل تتأوله إفضالاً، ورجل يسمى راشداً، تتأوله راشداً، وسالماً تتأوله سلامة، وأشباه ذلك كثير). ودليل هذا عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعافية في الآخرة وأن ديننا قد طاب) رواه مسلم.

قال الطيبي: (إن تأويله هكذا قانون في قياس التعبير على ما يرى في المنام بالأسماء الحسنة كما أخذ العاقبة من لفظ عقبة، والرفعة من الرفع، وطيب الدين من طاب) (شرح المشكاة: 9-3005).

ومثاله أيضاً حديث عبدالله ابن عمر - رضي الله عنهما - في رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: في المدينة: (رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى نزلت بمهيعة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة، وهي الجحفة) رواه البخاري.

قال المهلب: (شق من اسم السوداء: السوء والداء فتأول خروجها بما جمع من اسمها، وتأول من ثوران شعر رأسها أن الذي يسوء، ويثير الشر يخرج من المدينة).. (فتح الباري: 12-444).

والسفرة في المنام سفر، والبصر يدل على البصيرة في الدين، والنعناع على النعمة، والمروحة على الراحة والفرج بعد الشدة، والغنم غنم... وهكذا.

وأخيراً ورد من حديث أبي بكر بن أبي شيبة وأحمد في المسند وابن ماجة، عن أنس رضي الله عنه يرفعه: (إن للرؤيا كنى وأسماء، فكنوها بكناها، واعتبروها بأسمائها، والرؤيا لأول عابر). والحديث ضعيف فيه: (علي بن يزيد الرقاشي) وهو ضعيف. والله تعالى أعلم. زادنا الله إيماناً وعلماً وعملاً.

***

وقفة: (يكنس الشارع ببدلته العسكرية): رأى أحد

الأشخاص في المنام وقد كان ضابطاً برتبة لواء: أنه يكنس الشارع بمكنسة معه وقد لبس بدلته العسكرية. فسأل من فسرها له: فقال: إن صدقت رؤياك كان تقاعدك قريباً. فوقع كما قيل.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد