Al Jazirah NewsPaper Friday  25/04/2008 G Issue 12993
الجمعة 19 ربيع الثاني 1429   العدد  12993
الشيخ سالم الخامري رئيس هيئة أبي بكر للرسالة (2-2):
السلوك الإيجابي في عملك الميداني بصمتك في تعاملك مع الآخرين

حاوره - محمد بن سليم اللحام*

استعرضنا في الجزء السابق من حوارنا مع فضيلة الشيخ سالم بن حاج الخامري رئيس مركز هيئة أبي بكر الصديق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة جيزان جوانب شتى حيث بين فضيلته درجات إنكار المنكر التي يشترك فيها المجتمع مع منسوبي الهيئة وما هو إختصاص رجال الهيئة في هذا الشأن كما انتقد سلبية البعض في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أوضح بشكل وافي حدود الحرية الشخصية في الإسلام وانتقد من يطالب بالحريات الشخصية في غير مكانها وبين الرابط في الإسلام بينها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ألقى الضلال فضيلته على ضرورة التفريق بين الحقيقة والمشاهدات العابرة والتي قد تنضوي تحتها تفاصيل غير ظاهرة في عملية قبض الهيئة على مشتبه به أمام الناس مشيراً إلى خطورة إلقاء اللوم وسوق التهم لدى البعض.

هذا جانب مما استعرضناه مع فضيلته في العدد السابق ونترككم مع تكملة هذا

العلاقة الناجحة

* (حسن الظن، والسلوك الإيجابي، والتعامل بأخوية) من العناصر التي تثمر العلاقة بين الهيئة والمجتمع فهل من كلمة في هذا الجانب؟

- إن حسن التعامل مع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين من الأمور التي حث وحض ورغب فيها ديننا الحنيف بتعاليمه السمحة، وفي ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وقال الله تعالى في حق نبيه صلى الله وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

ولقد ضرب لنا عليه الصلاة والسلام أروع الأمثال في حسن تعامله مع الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ويكفي في ذلك قصته مع الغلام اليهودي الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم عند مرض موته فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام فنظر ذلك الغلام لوالده فقال له: (أطع أبا القاسم) فنطق بالشهادتين ومات على الإسلام، الله أكبر إنها دعوة عظيمة من صاحب الخلق العظيم أنقذت ذلك الغلام من سوء المآل فحري بنا ونحن نقوم برسالة عظيمة هي رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نتأسى به ونحتذي حذوه صلى الله عليه وسلم، فحسن الظن خلق عظيم يثمر المحبة والألفة بين الناس، وعلى العكس من ذلك فإن سوء الظن يزرع الشقاق ويقطع حبال الأخوة، ويمزق أواصر الألفة والمحبة ويزرع البغضاء، والله تعالى يحذرنا من ذلك {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا ظننت فلا تحقق).

وكذا السلوك الإيجابي في العمل في الميدان فهو البصمة التي تدل عليك في تعاملك مع الآخرين وبه يتم تحقيق كل ما تصبوا إليه وتؤمله.والتعامل بأخوية من صفات المؤمنين، والله تعالى يقول: {{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم)، فالمخطئ والمقصر والعاصي أخوة لنا يحتاجون منا أن ننتشلهم وننقذهم من هوة المعصية والخطأ والتقصير، فإذا وجدوا منا حسن التعامل ودماثة الخلق فإن النتيجة ستكون بإذن الله إيجابية، وكم واجهنا من مثل هؤلاء ولقد رأيناهم بحمد الله وفضله في أحسن حال.

حفظ العقل

* بما يصف فضيلتكم تعاطي الخمر ووهم السعادة المزعوم؟ وهل من كلمة لمن يتعاطاها؟

- لا يشك أحد من الناس بأن سعادة الإنسان معقودة بحفظ عقله، به يعرف الخير من الشر والضار من النافع، والهدى من الضلال، به يرفع الله شأن الإنسان وبه فضّله وكرّمه على كثير ممن خلق.

لقد أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم عظيمة كان من أهمها نعمة العقل والتفكير، ومن هنا اهتم الإسلام بالمحافظة على هذه النعمة الكبرى، فحرم الله تناول ما يفسد تلك النعمة أو يضعفها، واتفقت الشرائع السماوية كلها على وجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ومن أجل ذلك حرم الإسلام الخمر والمخدرات لإنقاذ العقل من شر تلك المادة الخبيثة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}.

والخمر والاتجار به ومتعاطيه عرضة لغضب الله تعالى ومقته يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الخمرة أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته).

ونصيحتي لمن ابتلي بشرب هذا الداء العضال أعني الخمر أن يتقى الله تعالى أولاً وآخراً، وليعلم أن شارب الخمر لا تقبل له صلاة أربعين يوماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مخمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر خبثت صلاته أربعين صباحاً فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قيل وما طينة الخبال قال: صديد أهل النار) أخرجه الترمذي.

وليحذر رفقاء السوء فإنهم السبب الرئيس في إضلال العبد وإغوائه وإيقاعه في المحرمات، وليتذكر دوماً هادم اللذات ومفرق الجماعات الموت، فالموت قد يأتي بغتة، بل قد يأتيه وهو في حال سكره والعياذ بالله، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من مات على شيء بعثه الله عليه) رواه أحمد، فكيف يكون مصيره لو لقي ربه على سوء خاتمة.

أسباب المحرمات

* ما أسباب وقوع الشباب في تعاطي المحرمات؟ وكيف أسهمت الهيئة في إصلاحهم؟

- لعل من أهم أسباب وقوع الشباب في المحرمات:

1- البعد عن الله تعالى: قال الله تعالى {{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، وهذا من أعظم الأسباب وأهمها فنجد كثيراً ممن وقعوا في الحرام وبخاصة الشباب كان بسبب بعدهم عن الصلاة وعن طاعة الله ومرضاته.

2- ضعف الوازع الديني، وفقدان التربية الإسلامية الصحيحة.

3- رفقاء السوء: والرفيق السيئ له أثر كبير في انحراف الشاب ووقوعه في الحرام.

4- الفراغ: فكلما وجد الشاب فراغاً ولم يجد من يملأ له هذا الفراغ بدأ يفكر وبدأ الشيطان في إغوائه.

وقد أسهمت الهيئة بفضل من الله تعالى ثم بجهود الرجال المخلصين فيها في إصلاح كثير من الشباب، ويتركز دور الهيئة في جانبين مهمين الجانب الأول: هو الجانب التوعوي وذلك من خلال القيام ببرامج توعوية تتضمن النصح والإرشاد وبيان خطر المحرمات والمخالفات الشرعية، والجانب الآخر: هو الجانب الوقائي وذلك من خلال الحيلولة دون وقوع الجريمة من خلال قيام الأعضاء بجولات ميدانية مسبقة لوأد الجريمة ومنعها قبل وقوعها من خلال الكشف على أماكن الدعارة ومصانع الخمور ونحوها.

المعاكسات والتسكع

* كيف تصف دور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكافحة المعاكسات والتسكع؟ ولماذا؟

- تقوم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة في هيئاتها ومراكزها المنتشرة في أرجاء البلاد بدور عظيم في كثير من جوانب عملها ومن ذلك جانب مكافحة المعاكسات والتسكع حول المدارس وفي الأسواق والمنتزهات والأماكن العامة، فنجد بحمد الله تعالى منذ الصباح الباكر التواجد المشرف لأعضاء الهيئة حول مدارس البنات وذلك عن طريق الجولات الميدانية الصباحية وعند انصراف الطالبات وقد حظي هذا الوجود بتقدير كبير من المسؤولين ومن أفراد المجتمع.

كما تقوم الهيئة بتوزيع الأشرطة والمطويات والكتيبات النافعة والمفيدة على الطلاب والطالبات.

كما تقوم الهيئة كذلك بضبط حالات شاذة من المعاكسين ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.

الشباب والفراغ

* الشباب.. والفراغ عاملان لهما ارتباط في المعاكسة؟ نريد توضيح وبيان مدى العلاقة القائمة بينهما وهذه الظاهرة؟

- الوقت هو حياة الإنسان فلابد من استغلاله بالنفع لنفسه ولمجتمعه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) ولما كان الفراغ قاتلاً للأوقات بخاصة وقت الشباب كان الاهتمام أشد وأقوى لأن الفراغ في حياة الشاب أمره خطير وشره مستطير قال الشاعر:

إن الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة

ولذلك إذا اجتمع للشاب عاملا القوة والوقت (الفراغ) ولم يجد ما يشغله ومن يشغله بما ينفع فإن جانب الانحراف يكون حينئذ أقوى.

ومن خلال النظر في قضايا المعاكسات التي تم ضبطها نجد أن أكثر المعاكسين هم من هذه الفئة العمرية وأكثرهم ممن لم تشغل أوقاتهم بما ينفع.

الأمر والأمن

* كيف يسهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره؟

- يقول الله تعالى: {{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، فهذه الآية تدل دلالة واضحة أن تحقيق الإيمان الذي لم يخالطه شيء من الشرك سبب في حصول الأمن والاهتداء التامين ونحمد الله على نعمة الأمن التي تعيشها بلادنا المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الموحد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وما كان هذا ليتم لولا الله ثم تحكيم الشريعة الإسلامية وأصبحت المملكة العربية السعودية مضرب المثل في الأمن وتسجل بمداد من ذهب لرجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - جهوده الأمنية المتواصلة منذ تقلده منصب وزير الداخلية.

ويأتي دور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكملاً لما تقوم به وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات للحفاظ على الأمن العام في هذه البلاد المباركة.فالناظر في أعمال هذا الجهاز يجد أن أعظم ما يأمر به أفراده من المعروف هو الدعوة إلى توحيد الله تعالى وأعظم ما ينهون عنه من المنكر هو الشرك بالله تعالى بشتى أشكاله وصوره، ومن ذلك محاربة السحر والشعوذة وإلقاء القبض على من يمارسهما، وما يلحق بالجانب العقدي من محاربة الإحداث في الدين والابتداع فيه، فهذا هو الجانب الأول وهو الأمن العقدي.

وجانب آخر هو الأمن الأخلاقي: ويكون بالحيلولة دون وقوع المنكرات والمخالفات الشرعية، وتكثيف الجولات الميدانية في الأسواق والمنتزهات والأماكن العامة ومدارس البنات.

وكذلك الأمن الفكري: وذلك بتوزيع الأشرطة والكتب والكتيبات والمطويات التي تبين خطر هذا الفكر الضال المنحرف الخارج عن تعاليم الإسلام وبيان دور الهيئة وجهودها في مكافحة الإرهاب في مختلف المحافل بإيضاح المنظور الشرعي في الإرهاب الذي ابتلي العالم به واكتوت بناره هذه البلاد المباركة والموقف الشرعي المفترض من جميع أبناء المجتمع حيال هذه المشكلة.

المجاهرة بالمعصية

* كيف يتعامل رجل الحسبة مع المجاهر بالمعصية وفقاً للأحكام الشرعية؟

- إن من أظلم الظلم أن يسيء المرء إلى من أحسن إليه وأن يعصيه في أوامره وأن يخالف تعاليمه ويزداد هذا القبح وذاك الظلم إذا أعلنه صاحبه وجاهر به ولم يبال بما رآه أو سمعه.. فما هو الحال إذا كان المحسن المتفضل هو الله تعالى والعاصي عبد من عبيده..

ولقد حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية وبين الله تعالى أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب قال الله تعالى: {{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، ويقول الله تعالى: {{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وفي الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك الله أن يعمهم بعقاب) رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) رواه البخاري ومسلم وهكذا سنة الله تعالى في الكون فما أعلن قوم التجرؤ على الله بالمعاصي والتبجح بها إلا وأهلكهم الله وقضى عليهم ودمرهم..ومن صور المجاهرة بالمعصية والتي تفشت في المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله التخلف عن الصلاة مع الجماعة - مع القدرة عليها، ومنها ما يشاهد بين أوساط بعض الشباب المسلم من التشبه بالغرب وتقليدهم في الكلام واللباس والمركب وقصات الشعور والحركات وما شابه ذلك حتى صار بعضهم يفتخر بذلك ويتعالى به، ومنها ما تقوم به بعض النساء - هداهن الله - من التبرج كالسفور عن الوجه كله أو وضع اللثام أو النقاب أو البرقع بشكل ملفت للأنظار، والخروج إلى الشوارع والطرقات والأسواق - لحاجة أحيانا ولغير حاجة أحايين - مع ما قد يصاحب ذلك من التعطر والتزين..

ومن هذا المنطلق يتعامل رجال الحسبة مع كل من يجاهر بالمعصية وذلك بنصحه وإرشاده فإن لم ينتصح أو عاد لفعله مرة أخرى فإنه يتخذ في حقه الإجراء اللازم حسب ما تقتضيه التعليمات.

المعاكس بعدها

* هل بالإمكان وصف حال المعاكسين بعد ضبطهم في هذا العمل؟ وكيف وصفوا دافعهم لهذا العمل؟ وما تعليق فضيلتكم على ذلك؟

- هناك من المعاكسين من قد اعتاد على مثل هذا العمل السيئ المشين فيكون حاله عند القبض عليه مستهتراً وتظهر عليه علامات اللامبالاة، وهذا الصنف نقوم معه بواجب النصيحة والتذكير، وهذا قليل والحمد لله، ولكن الأعم الأغلب من المعاكسين نجد منه قبول النصيحة وتظهر عليه علامات الندم والحسرة، والبعض الآخر لقضاء وقت الفراغ.ولعل دافع كثير من الشباب هو اندفاعهم نحو الشهوة التي قد تصل ببعضهم إلى الفاحشة أو مقدماتها والعياذ بالله.وهؤلاء الشباب وإن اختلفت دوافعهم إلا أنهم بشر وفي مرحلة عمرية مهمة وهي مرحلة المراهقة وهذه تتطلب منا أن نتعامل معهم تعاملاً يقتضي الرفق بهم والشفقة عليهم وإيضاح ما فيه من الخطأ وبيان الطريق الصحيح الذي يجب عليهم سلوكه، فهم جيل الأمة ومستقبلها الواعد، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

* إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد