Al Jazirah NewsPaper Friday  25/04/2008 G Issue 12993
الجمعة 19 ربيع الثاني 1429   العدد  12993
رياض الفكر
انشر تأثم
سلمان بن محمد العُمري

طرحت في مقال سابق، وبعنوان (انشر تؤجر)، ظاهرة الرسائل التي تفد من مجتهدين عبر الهواتف المحمولة (الجوال)، ويختم أصحابها رسالتهم بهذه العبارة.

وذكرت في تلك المقالة أن بعض الرسائل تحمل بعض الأقاويل والمعلومات، بل والشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة، واستغلال العاطفة الدينية لدى المسلمين، واعتزازهم بدينهم، ومما طرحته في المقالة السابقة أن الموضوع حري بالمناقشة والطرح، وأؤكد على ذلك الاقتراح الآن عبر وسائل الإعلام، وخطب الجمع، وأئمة المساجد، ومن قبل التربويين والأدباء أيضاً، والتحذير من أن تكون العواطف غير المنضبطة مزلقاً لمشاكل دينية ودنيوية، حينما تكون هذه الرسائل مملوءة بالمغالطات العقدية والفقهية، ومخالفة للتوجيهات الشرعية، وتدخل في الأمور البدعية، وضربت على ذلك أمثلة: كقولهم إن فلاناً رأى أن ليلة القدر هي في ليلة كذا، أو صيام آخر يوم من أيام العام الهجري، أو من عمل كذا فله أجر كذا، ومن لم يعمل فإنه يصيبه كذا، وغيرها من الرسائل التي تروّج معتقدات خاطئة ومخالفة للدين، أو رسائل أخرى تسيء إلى مجتمعات، ودول، وهيئات، وأفراد، ومشايخ، وولاة الأمر، ثم يطلب من القارئ نشرها ابتغاء الأجر، وأي أجر في هتك الستر إن كان هناك ثمة جرم، وللشائعات نصيب من هذه الرسائل، بل هناك أخبار مدسوسة ومخصوصة يروّج لها بعض المفسدين، حينما يتقمصون ثوب الصلاح والإصلاح، ويستغلون عواطف الناس الدينية.

ومع هذه الرسائل، هناك رسائل أخرى تحمل التحذير من أدوية مخصوصة، كما أخبرني ابن العم الشاعر أديب العُمري.

أعود إلى القول إن تلك الأدوية وردت في قائمة، تحمل اسم دكتور نصح بعدم تعاطي هذه الأدوية، والتحذير منها، ولم يذكر رقم قرار وزارة الصحة، أو بيانا عنها، ولا مكان عمل الدكتور، وكم من رسالة أحدثت شقاقاً ونزاعاً وخلافاً، وأساءت إلى أشخاص أو هيئات، أو تسببت في إرباك لأناس لا ذنب لهم، ولا علاقة لهم، ثم شاعت أخبار مغرضة بحقهم وتلقفها بعض (المساكين)، وبلا تحفظ قاموا بإعادة الرسالة ليس لأفراد، بل لعشرات، ومن استقبلها قام بهذه المهمة حتى وصلت الرسالة إلى مئات الألوف، بل تضاعفت إلى الملايين، فكل يعتقد أن هذه الرسالة لم تصل لصاحبه، ويبتغي الأجر والبر بإيصال هذه الرسالة لأقاربه ومعارفه وأصحابه.

وقد أحسنت وزارة الصحة بإصدارها بياناً ينفي ما تناقلته المواقع الإلكترونية، ورسائل المحمول، كما أنها عملت خيراً حينما خصصت رقماً مجانياً للرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بالأدوية وغيرها.

أيها الأحبة المتعجلون، يا من تحبون الخير: ألم تسمعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع)، هل تعرفون سند الخبر الذي وصل إليكم؟ وهل هو ثقة؟ وهل نقل عن ثقة؟ وما مصدر الخبر؟ وهل يتعلق الخبر بجانب الغيبة والنميمة، ويدخل تحتهما؟ وماذا ستحدثه الرسالة من مشاكل أو فتن أو قلاقل، وما ستسببه من بلبلة وهرج؟ وكم ستتحمل في هذه الرسالة من وزر من يتلقفها ويتقبلها؟ ولكي لا تخسر حسناتك، أقول: امسح تؤجر أو انشر تأثم.. والله من وراء القصد.



alomari1420@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد