Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/04/2008 G Issue 12994
السبت 20 ربيع الثاني 1429   العدد  12994
يارا
عبد الله بن بخيت

يثير الحوار الوطني (الأخير) بعض الأسئلة والإشكاليات أهمها تداخل وضع المرأة مع سوق العمل. حقيقية ساطعة تم تجاهلها سنوات. هناك ذريعة تردد باستمرار حول البطالة. ترى هذه الذريعة أن البطالة الحقيقية هي تلك التي يعاني منها الرجال وإذا سمحنا للمرأة بالعمل هذا يعني أننا نزيد البطالة ونفاقمها. قد يبدو هذا العذر عمليا وبريئا ولكن بالتدقيق فيه سنجد أنه يسير في نفس سياق رفض عمل المرأة من حيث المبدأ. فالذي يقرأه على سطحه لا ينظر إلى أن المرأة إنسان أو على وجه الدقة إنسان سعودي له الحق في كسب العيش الكريم. فهو ينظر إلى المرأة كشيء طارئ على المجتمع ويجب تنحيته حتى نحل الإشكالية الأساسية. تهميش المرأة في الماضي صنع عند هؤلاء قناعة بأن مصالحها شكل من أشكال الرفاهية يلتفت لها وقت الراحة وما تبقى منها يكون ملحقا بالرجل وجزءا صغيرا من ميزانيته. عذر المزاحمة هذا يأتي أيضا عند الحديث عن سياقة المرأة. يعني أن الحلول والمشاكل تأتي على حساب المرأة على أساس أن من انتظر طويلا يكون من واجبه أن ينتظر أكثر. عندئذ يصبح تهميش المرأة جزءا من الحل وتصبح أيديولوجيا الصحوة أيديولوجيا بناءة تقدم الحلول العملية للاقتصاد دون أن يعلم بذلك الاقتصاديون أنفسهم.

على كل حال مشكلة البطالة لا تعود إلى قلة المعروض من الوظائف. المشكلة تقع في مكان آخر ما زال محل نقاش. لم يتحدث أحد أن عدد الوظائف قليلة والمتقدمين كثر. في تصريحه مؤخرا يقول وزير العمل الدكتور غازي القصيبي: (مشكلتنا أننا نحاول توظيف من لا يرغب في الوظيفة عند من لا يرغب في توظيفه) هذا التصريح للمسؤول الأول عن التوظيف الأهلي يقدم لنا مشكلة أخرى لا علاقة له بالتنافس على الوظائف بل قد يكون الحل بتشجيع عمل المرأة. سيسهم توظيف المرأة على الأقل في تخفيف عدد المتعاقدين الأجانب ورفع مستوى دخل الأسرة السعودية بدفع المرأة للمشاركة في الكسب. هناك وظائف لا حصر لها من الصعب إقناع الرجال بالعمل فيها نتيجة البعد التاريخي لها لكن عندما تجد المرأة فرصة العمل كوافيرة (حلاقة) على سبيل المثال لن تجد تلك الممانعة الأسرية التي يمكن أن يواجهها الحلاق الرجل. فالفرصة متاحة لإعادة ترتيب المفاهيم المتعلقة بالعمل. عدم الرغبة التي يتحدث عنها وزير العمل قد لا تعاني منها المرأة. يجب أن تعرض الوظائف المتاحة على الجنسين. فليس من العدل ولا من الوطنية أن تترك الوظائف التي يرفضها الرجال لغير السعوديين. نتفاخر دائما أن تعليم المرأة أصبح في مستوى تعليم الرجل. هذا التفاخر يجب أن ينعكس على الوظائف, أو أن التحاق المرأة بالوظيفة ومنافستها للرجل هو الانعكاس الطبيعي لهذا التفاخر واختباره الحقيقي.

فاكس 4702164


Yara.bakeet@gmail.com*
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد