Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/04/2008 G Issue 12994
السبت 20 ربيع الثاني 1429   العدد  12994
في مؤتمر صحفي للإعلان عن المنتدى العربي الأول لمكافحة الغش التجاري بجدة
عمرو موسى: من حق المواطن العربي أن يحصل على سلعة غير مغشوشة لا تضر بصحته

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي - طارق محيي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن مسألة الغش التجاري باتت تؤثر على صحة المواطن العربي سواء الطفل أو الشاب أو المرأة أو الشيخ وكل فئات المجتمع... مشدداً على حق المواطن العربي في أن يحصل على سلعة غير مغشوشة لا تضر بصحته.

وحذر موسى - في مؤتمر صحفي للإعلان عن المنتدى العربي الأول لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية المستهلك الذي يعقد في جدة في شهر أكتوبر القادم- من أن قضية الغش التجاري لا تقتصر فقط على المنتجات الصناعية بل امتدت إلى مجال الأدوية والغذاء، مشيراً إلى أن الغش في الغذاء أدى إلى زيادة الأمراض.

كما شدد موسى على أهمية قضية الجودة وأن يتم مراعاة الأسعار في ظل مستوى معين من الجودة. وقال موسى: إن اهتمام الجامعة العربية بهذا المنتدى يأتي في إطار توجه الجامعة العربية نحو الاهتمام بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً في هذا الصدد إلى الإعداد الذي يجرى للقمة العربية الاقتصادية المقرر عقدها في الكويت بداية العام القادم.

ورداً على سؤال حول إمكانية أن تقوم محكمة الاستثمار العربية بدور في مكافحة الغش التجاري.. قال موسى: إن هذا موضوع مهم، مؤكداً أنه سيطرح هذا الأمر على مستشاريه القانونيين لبحث ما إذا كان هذا من ضمن اختصاصاتها، وإذا لم يكن من اختصاصاتها فيجب أن يكون كذلك. وأوضح أن من ضمن الأهداف المراد تحقيقها من هذه المنتديات هو الإعداد لانطلاقة اقتصادية تليق بدور المجتمعات العربية في إطار التطور الكبير الذي حدث في العالم.

من جانبه.. أكد الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة أن الإسلام لا يفرق في الحماية بين الغنى والفقير وأن الحماية يجب أن تتوفر للمنتج والمستهلك على السواء.

وقال كامل - في رده على أسئلة الصحفيين بشأن إذا ما كانت المطالبات بالحماية من الغش والتقليد يمكن أن تؤدى إلى حرمان الفقير من السلع الرخيصة لصالح كبار رجال الأعمال - إن الفقر لا يمكن أن يكون سببا للسرقة ويجب أن نواجه المشكلة بعيدا عن العواطف وبالنظر جيدا إلى مستقبل أجيالنا القادمة.

وتدخل الأمين العام للجامعة العربية قائلاً: إن المنتدى يجب أن يأخذ في الاعتبار النقاط الخاصة بحاجة الفقراء إلى الحصول على سلعة رخيصة.. مثل الأدوية في حال إذا كان البديل رخيصاً ومتوفراً.

وأشار الشيخ صالح إلى الصعوبات التي تواجه المنتجين في مواجهة المنتجات المغشوشة الأقل سعراً.. مشدداً على ضرورة أن تكون هناك مواصفات لكل سلعة، ولا يسمح لها أن تتداول إلا إذا كانت مطابقة للمعايير والمواصفات.

ورداً على سؤال حول الضوابط التي سيتم تطبيقها لتحديد جودة السلع ومن الذي سيتولى تطبيقها... قال الشيخ صالح: إن هناك في الدول العربية هيئات بعضها مفعلة وأخرى غير مفعلة والمنتدى الذى سيعقد في جدة سيكون من بين أهدافه تفعيل دور هذه الهيئات كي تقوم بدورها في الرقابة.

وأوضح الشيخ صالح كامل أن هدف المنتدى تنبيه كافة الأطراف المعنية بهذه المعايير، وليس المستهلك فقط من أجل تنمية المجتمع بأكمله؛ لأن المجتمع إذا لم يحترم الملكية الفكرية فإن هذا المجتمع سيصبح منعزلا في زمن العولمة.

وحول ما إذا كان المنتدى يمكن أن يطلق دعوات المستهلكين إلى مقاطعة سلع مغشوشة معينة.. قال الشيخ صالح كامل إن من مهام شركة (حماية العالمية) التي تنظم المنتدى الكشف عن مواطن الغش، وإذا اكتشفت غشا فإنها سوف تعلن عنه بهدف حماية المستهلك، وبالطبع فيفترض أن المستهلك لن يشتري سلعة يعلم أنها مغشوشة.

ورداً على سؤال حول الجانبين القانوني والرقابي في مكافحة الغش التجاري والتقليد.. قال الشيخ صالح كامل: (في دولنا العربية هناك نقص شديد في الناحية التشريعية في مسألة تجريم بعض الممارسات اللأخلاقية المتعلقة بالغش التجاري، لذا يجب أن نطور قوانيننا لكي تجرم هذه الأشياء حتى تكون كل جريمة لها عقوبة معروفة في القانون).

وأضاف: إن حماية المستهلك من الغش يندرج تحت عنوان أكبر وهو (القيم الأخلاقية). وتابع أنه لن تقوم لنا قائمة ما لم نحي القيم الأخلاقية، وكل الأديان السماوية تحض على القيم الأخلاقية، لكن للأسف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا نمارس هذه الأخلاقيات ونسينا كل ما يأمر به الدين من عدم الغش ومن هذا المنطلق جاء اهتمام الغرفة الإسلامية للصناعة والتجارة التي أتولى رئاستها كأول هدف في خطتها يجب العمل على إنجازه.

وأضاف أن هذا الموضوع له أثر مدمر على حياة المواطن العربي وهو يدخل في إطار القيم ولا يمس الناحية الاقتصادية فقط بل يتعداها إلى الصحة والتنمية حيث يمكن أن تعيق التنمية في المجتمع إذا كان لا يحترم حقوق الملكية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد