Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/04/2008 G Issue 12995
الأحد 21 ربيع الثاني 1429   العدد  12995
كاتب وكاتب
نادر بن سالم الكلباني

كاتب يُلامس في كتاباته أو أفكاره شيئاً في نفسك فتحبه وتحب كل ما يكتب، وتحرص على أن تقرأ له، فتكون أنت أداة ليحبه كثيرون غيرك بترديد أفكاره والإشادة بكتاباته ومقالاته.. وكاتب تقول إنك لا تحبه ولا تحب ما يكتب، لكنك تقرأ له كل ما يكتب.. هذا الكاتب الذي يفرض أن تقرأ له على الرغم من عدم اقتناعك بأفكاره أو معتقداته كما تقول، يحدث في نفسك أحد أمرين: إما أنه يُحاكي رغبة دفينة في نفسك لا يسمح مقامك أو وضعك أن تقولها.. أو أن تتحدث عنها كما يفعل هو، أو أنه يستفز فيك حراك عقلك لتعاود التفكير في الأمور أكثر من مرة لتعزيز قناعاتك والثبات على ما أنت عليه. أنت في كل الأحوال تحتاج لكليهما، فالذي يكتب ليحاكي ما في نفسك من أفكار وقناعات، يعينك على اكتشاف مساحات جديدة تثري بها معرفتك وتعزز قناعاتك، والذي يظهر الرأي الآخر ويخالف ما تراه، يستثير حراك عقلك ويحفزك للمزيد من المعرفة والاطلاع حتى تعزز ما تؤمن به من أفكار وقناعات، وبين هؤلاء تأتي مجموعة من الكُتَّاب الذين يقرأ لهم أحياناً وربما تقرأ لهم من باب الصدفة، فتستحسن أو لا تستحسن ما يكتبون.. لكنك في العموم لا تحرص على متابعة ما يكتبون، وهؤلاء يشكِّلون الغالبية العظمى من مجموع الكُتَّاب الذين ينشرون مقالاتهم في الصحف أو في وسائل الإعلام.. وقد أكون أنا واحداً منهم.

الشيء الأكيد أن نجاح الكاتب الذي تحبه والذي لا تحبه لا يُقاس أبداً بحجم ردود الفعل التي تُنشر على ما يكتب، لأنني أجزم أن الغالبية العظمى من القراء لا يظهرون ردود أفعالهم سواء كانت ثناءً أو غير ذلك في وسائل الإعلام، إنما نجاحه الحقيقي أن تقرأ له سواء أحببت ما يكتب أو لم تحب، وهذا أمر يشعر به الكاتب بعيداً عن صخب ردود الفعل وتصنيف الكُتَّاب.. والله المستعان.



naderalkalbani@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد