Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/04/2008 G Issue 12998
الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429   العدد  12998
مهندس الخبر الذي مات
سليمان بن محمد العيسى

كان مهندساً بارعاً في صناعة الخبر.. يكفي أن تعطيه ملمحاً من ملامح الخبر.. فيحيله إلى خبر مكتمل العناصر تتوفر فيه المعلومة الجيدة والتفاصيل الدقيقة بأسلوب سهل جميل.

نعم إنه الزميل العزيز عبدالعزيز الغامدي مدير عام وكالة الأنباء السعودية الذي رحل عن دنيانا قبل يومين.. كان إعلامياً من طراز الإعلاميين المطبوعين.. عمل طوال حياته في وكالة الأنباء السعودية حتى تسلم سدتها.. ولم يتغير سلوكاً طيباً وخلقاً نبيلاً.. واتسم - رحمه الله - بالصمت الهادئ والإيثار في تعامله مع كل زملائه.. لم أسمع يوماً أحداً يشكو منه.. ولم أرَ يوماً أحداً يغضب عليه.. أحب زملاءه فأحبوه زميلاً يمد لهم يد التشجيع فمنحوه تقديرهم وأعطوه جل إخلاصهم وتفانيهم في عملهم.. لم يتبرم يوماً من مشقة العمل في وكالة الأنباء السعودية وفيها من العناء الشيء الكثير تبعاً للملاحقة والسرعة التي يتطلبها بث الخبر وأجزم أنه لم يكن - رحمه الله - يرتاح في بيته ومع أسرته من كثرة الاتصالات التي ترد إليه إجازة لخبر.. أو مشورة في صياغة.. أو متابعة لتقرير أو معلومة.

زرته - رحمه الله - قبل وفاته في المستشفى.. وكنت أقرأ في عينيه عزيمة الإيمان واحتساب الأجر فيما أصابه وقد عانى من مرض لم يمهله طويلاً.. ورغم ما قاساه من آلام إلا أنه كان طري العبارة كريم الإحساس مع كل مَنْ زاره.

.. أبا سعود

أعرف أنك لن تقرأ كلماتي هذه.. لكن حزننا عليك كان كبيراً ورحيلك عنا كان أليماً.. ومن حقك علينا.. أن نترحم عليك.. وأن نكتب عن سجاياك وقد خدمت وطنك بكل إخلاص المسؤولية وجدارة العطاء رحمك الله.. وأسبغ عليك شآبيب مغفرته.

والعزاء الجميل.. بالصبر والسلوان لكل أبنائك.. وأسرتك.. وأصدقائك ومحبيك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد