Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/04/2008 G Issue 12998
الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429   العدد  12998
وتاليتها ...
د. هند بنت ماجد الخثيلة

التقنية نعمة لا يعرف قيمتها إلاّ من تعامل بها وعرف ما يمكن أن تختصره من جهد ووقت، وما يمكن أن تقدمه من إتقانٍ وعمل جدير بالإعجاب والاحترام.

قد يقال: وهي نقمة أيضاً، وهذا صحيح، ولكن هناك من لا يعرف قدرها ولا يحسن استخدامها وتوظيفها فيما ينفع، وفيما يعود بالخير على نفسه ومجتمعه، الصغير والكبير.

أكبر خدمة تقدمها التقنية هي الإنترنت، هذه الظاهرة العلمية التي أحدثت انقلاباً في مفاهيم الإنسان، وغيّرت خرائط تفكيره وتوقُّعاته!

من الإنترنت يمكن اعتبار البريد الإلكتروني - الإيميل - ثورة في حدِّ ذاته. من حيث كونه بريداً لحظياً يمكن بواسطته وفي لحظات التواصل وقضاء الحاجة الحياتية.

نفرح جميعنا، ويسعد خرِّيجونا حين يدخلون إلى الإنترنت ويبحثون عن مواقع الشركات التي تتهافت لوضع بريدها الإلكتروني على المواقع الإلكترونينة، وتضع طلبات التوظيف الجميلة، وتنشر الإعلانات المبهرة التي تدعو الخريجين والخريجات إلى تعبئة الطلب فقط! .. شيء جميل هذا الذي يقع في قلب كل خريج، فيبادر هؤلاء إلى تعبئة هذه الطلبات، وإرسالها إلى الإدارات الخاصة بالتوظيف، ويجلسون منتظرين .. فلا ردود، ولا يحزنون!

يعيد الخريجون الكرة مرة أخرى، ولكن هيهات، فقد انتهت فترة التقديم وتم التوظيف، وتبدأ الاتصالات فيما بين المتقدمين لمعرفة من تم اختياره ليتفاجأ معظم هؤلاء بأنّهم وزملاءهم لم يكونوا من بين المقبولين والملتحقين بتلك الشواغر (الإلكترونية)، فهل ذلك يعني أنّه لا أحد جدير بهذه الوظيفة؟ وهل لا أحد يستحق أن يرد على طلبه سلباً أو إيجاباً كما يحدث في بلدان العالم التي تحترم الإنسان وتقدِّر الجهد؟!

لم تبق الوظائف شاغرة، بل ملئت بما تحتاجه من أعداد، لكن تلك الأعداد توزعتها معايير ليس للبريد الإلكتروني علاقة بها!

فللذين لديهم حسابات بنكية عالية الأرقام نصيب في توظيف من يريدون، حتى وإن لم يستوفوا شروط الوظيفة، إنّما من حيث المؤهلات أو الخبرات.

ولمن يمتلك سحر الواسطة نصيب، حتى وإن كان ذلك على حساب المتفوقين والنابغين والمتقنين من الخريجين!

ولمن له حق التوظيف بالوراثة العمودية أو الأفقية نصيب في تلك الوظائف، حيث تصبح مكالمة واحدة، أو كلمتان في وريقة أهم من أعلى درجات التحصيل والتميُّز!

أمّا مَن لا حول له ولا قوة ولا مال ولا (أولاد حلال) فسينضمون إلى قوافل البطالة، وإلى قوائم الإحباط والقهر، وإلى جداول (التحسُّف) على سنين التحصيل العالي وما استغرقه من مالٍ وجهد وعرف ... وتاليتها!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد