Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/05/2008 G Issue 12999
الخميس 25 ربيع الثاني 1429   العدد  12999
للرسم.. معنى
العسكرية والإبداع التشكيلي
محمد المنيف

حينما يأتي ذكر العسكرية بكل فروعها وتخصصاتها يتبادر إلى الذهن الخشونة والقوة والصرامة، وهذا أمر طبيعي ومصدر اعتزاز لكل منسوبي تلك القطاعات التي أوكل لهم حماية الوطن، لكن الأمر لا يصل إلى إغفال الجانب الإنساني لهؤلاء؛ كونهم بشراً يملكون قلوباً محبة ووجداناً يرى الحياة بمنظار التفاؤل، ويعشقون كل شيء جميل أبدعته يد الإنسان وعبرت به عن مشاعرها تجاه الحياة. كما أن في تفاعلهم كمشاهدين أو ممارسين للإبداع ما يؤكد أن الوطن بخير وأمن وأمان، منح المبدعين فيه فرص التنافس من خلال وسائل تعبيرهم الفنية المختلفة.

هذا الواقع نراه في الاهتمام بالفنون التشكيلية وإبداعات الموهوبين والمبدعين طلبة ومعلمين ومعلمات وعسكريين من قِبل المسؤولين الكبار في مختلف قطاعاتنا العسكرية والأخذ بأيدي هؤلاء الموهوبين ودعمهم من خلال المدارس التي تتبع كل قطاع، منها مدارس الأبناء بالحرس الوطني ومدارس الأبناء بوزارة الدفاع، إضافة إلى ما يرى من إضفاء اللمسات الجمالية على المرافق العسكرية، ولنا في وزارة الداخلية ومبنى رئاسة الحرس الوطني وقيادة الأركان أمثلة حية باحتضانها لوحات الفنانين التشكيليين السعوديين، ازدانت بها المكاتب والممرات وقاعات الاجتماع والاستقبال.

لقد أعاد لي معرض منسوبي إدارة الثقافة والتعليم بوزارة الدفاع الذي أقيم هذا الأسبوع بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي الكثير من المشاهد لهذا الاهتمام؛ فقد ضم نخبة متميزة من أعمال المعلمين والمعلمات والطلبة من منسوبي مدارس الأبناء بالوزارة، وكان لحضور اللواء الركن الأمير بندر بن عبدالله وافتتاحه المعرض واقتطاع جزء من وقته المليء بالمهام التعليمية والتربوية واستماعه بكل هدوء إلى شرح المعلمين والطلبة للوحات والأعمال الفنية ما يؤكد حجم الدعم والتشجيع من القطاع العسكري بمثل هذه العطاءات التي تشكل وسيلة تعبير حضارية.

إنَّ الفن بعمومه والفن التشكيلي بشكل خاص لا ينحصر المبدعون فيه في حدود المختصين والدارسين له بقدر ما نشاهد أسماء كثيرة تنافس بأعمالها الفنية، مع أنها لم تتلقَّ تعليماً أكاديمياً في هذا المجال، ومنهم العسكريون والأطباء وغيرهم، مع ما يحظى به هذا الفن على المستوى المدني والعسكري من مسؤولين يمتلكون رقي الذائقة والثقافة العالية المستوى تجاه فنون الإنسان وتقديرها ودعمها.

أختم القول إن للفن التشكيلي حظوة وعشقاً لكل محب للجمال دون النظر إلى نوع التخصص الذي يحتاج بعضه إلى الصلابة، كما أن الأمر يتعلق بالفرد وكيفية استفادته من نعمتي البصر والبصيرة.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد