Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/05/2008 G Issue 13004
الثلاثاء 01 جمادى الأول 1429   العدد  13004

دفق قلم
ثقافة الطفل
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

العناية بالطفل ركنٌ من أركان بناء الحياة البشرية على وجه الأرض لا تكتمل مسيرة بناء الأمم إلا به، ولا يتم التطوُّر المثمر إلا بالحرص على تقويته وحمايته، أما إذا أردنا أن نعرف ترتيب أمتنا المسلمة في سلَّم العناية بثقافة الطفل في هذا العصر بين الأمم الأخرى، فإن النتيجة ستكون مؤسفة، لأن الفرق بيننا وبين الآخرين كبير جداً في القيام بهذه المسؤولية الكبيرة، فنحن ما زلنا في آخر السلَّم الذي تسابق الآخرون في صعوده، ووصل أكثرهم إلى قمته.

تداعت إلى ذهني صور متعددة من صور العناية بثقافة الطفل ونموه الفكري في ألمانيا، واليابان، والصين، وفي أوروبا وأمريكا، حينما قرأت خبر افتتاح مهرجان ثقافة الطفل الأوَّل المقام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض من خلال بطاقة الدعوة التي وصلتني، وهو مهرجان أقيم بالتعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ووزارة الثقافة والإعلام، وشعرت بالسعادة لإقامة مثل هذا المهرجان المهمِّ المعنيِّ بسواعد المستقبل المنتظرة التي تواصل مسيرة البناء والتطوير.

وهناك قواعد مهمة تحرص المجتمعات البشرية المتحضرة على مراعاتها في مجال تربية وتثقيف الطفل، مرتبطة بعقيدة المجتمع وقيمه وما يحسن من عاداته وتقاليده، وهي قواعد مهمة لبناء جيل جادٍ نافع لأمته ومجتمعه، أشارت إليها قوانين ثقافة الطفل في عدد من دول العالم التي سبقتنا في هذا المجال، وفي مقدمتها ألمانيا واليابان. من أهم تلك القواعد:

1- بناء شخصية الطفل في إطار تعاليم دينه الذي يؤمن به، لتنمية الجانب الروحي تنمية قوية منسجمة مع تعاليم الدين، أو المعتقد الذي ينشأ الطفل في إطاره.

2 - التركيز على تقوية جانب التفكير السليم والإبداع، والقدرة على التطوير والابتكار وحسن الاختيار.

3 - العناية بلغة الطفل (اللغة الأم) وتقويتها، وتعليمها وتطبيقها في الفترة الذهبية لتعليم اللغة من عمر الإنسان، منذ الولادة إلى سنِّ السابعة، والتركيز على هذا الجانب حتى يتقن لغته قبل إتقان أية لغة أخرى يحتاجها.

4 - تحقيق الانسجام الكامل بين التعليمات الدينية، والأخلاق والسلوك الاجتماعي، وأساليب التعامل، حتى لا تحدث (الازدواجية) عند الأطفال، فيصبحون ضحيَّة للاضطراب والقلق واهتزاز الشخصية وضعفها.

ولن يتحقق هذا الانسجام إلا بوجود التناسق بين السلوك داخل الأسرة والمجتمع، وبين كل ما يتلقاه الطفل في المدرسة، وعبر وسائل الإعلام في وطنه، وفي المهرجانات واللقاءات العامة.

5 - تثقيف الطفل ثقافة أصيلة منسجمة مع عقيدته، وقيمه حتى لا يصبح ضحية -فيما بعد- لثقافاتٍ أخرى تناقض ثقافته الأصيلة وتصادمها.

إنَّ ثقافة الطفل عمل كبيرٌ يحتاج إلى هذه القواعد، وإلى العناية بالضوابط التي تحمي ثقافته من الانحراف والتشويش.

نحيِّي هذه الخطوة نحو العناية بثقافة الطفل، ونأمل أن تظل هذه القواعد نصب أعيينا لتقوية هذا الركن المهم من أركان بناء مجتمعنا.

إشارة:

أعطني في مسيرة الحق طفلاً

واحداً مسلماً أبيَّاً غيورا

وأرحني ممن يعاني ويشقى

ليسمى في قومه دكتورا

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد