Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/05/2008 G Issue 13004
الثلاثاء 01 جمادى الأول 1429   العدد  13004
مصر: مساجد للنساء فقط.. والجدل قائم

القاهرة - (د ب أ)

في تحرك غير مألوف في المجتمع المصري طالبت بعض الجمعيات النسائية في البلاد بتخصيص مساجد للنساء فقط، وقدمت عدة طلبات للمجلس القومي للمرأة ليتخذ الإجراءات اللازمة من أجل مخاطبة الجهات الرسمية للعمل على وضع هذا المطلب موضع التنفيذ.

وذكرت تلك الجمعيات أنه نظراً لكثرة النساء المترددات على المساجد وتشابك القضايا المتعلقة بهن يرجى تخصيص مساجد لا يدخلها الرجال على أن تقوم النساء بكافة الوظائف داخل المسجد من رفع للأذان وإلقاء خطبة الجمعة والدروس الدينية بالإضافة إلى إمامة المصليات.

وقد تم رفض هذه الطلبات ليس فقط لغرابتها ولكن لأن هذه الجمعيات حديثة الإشهار ولم تقم بعد بدور فعال داخل المجتمع وهو الهدف الذي أنشئت من أجله وقد تم إعطاؤها مهلة لمراجعة نشاطها قبل اتخاذ قرار بإغلاقها.

وأكدت دكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة أنه توجد حوالي 200 منظمة نسائية في مصر، بعض هذه الجمعيات يفتح أبوابه لعضوية الذكور سواء في مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية مثل رابطة المرأة العربية وجمعية النهوض بالمرأة، وبعضها الآخر مغلق العضوية يقتصر على النساء وهذه الجمعيات تسعى إلى تمكين المرأة، بمعنى توسيع فرص الخيارات أمامها وبناء قدراتها وبناء وعيها بذاتها وبدورها والمساواة بينها وبين الرجل، وتقوم هذه الجمعيات بالتدريب والتأهيل وتوفير فرص العمل من خلال القروض والمشروعات الصغيرة وتسعى إلى زيادة دورها في التنمية البشرية وتوعية المرأة بالحقوق والواجبات وتوفير البطاقات الشخصية والبطاقات الانتخابية والدفاع عن المرأة المهمشة الفقيرة والدفاع عن النساء المعنفات والنهوض بالمرأة سواء على مستوى التمكين الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي والقانوني.. وأضافت إن هذه هي الأهداف التي يتم على أساسها التصريح لهذه الجمعيات بالعمل وغير ذلك مرفوض.

وأثار اقتراح تخصيص مساجد للنساء علماء الأزهر، حيث اعتبر بعضهم أنه يأتي في إطار البحث عن الشهرة وإثارة الجدل في المجتمع. وقال د. مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية إنه لم يثبت في تاريخ الإسلام أنه تم تخصيص مساجد للنساء (سواء في عصر الرسول أو العصور التالية له، وجرت العادة على تخصيص أماكن للنساء داخل المسجد خلف الرجال).

وأشار الشكعة إلى أن الأصل في الإسلام أن المرأة ليس عليها صلاة الجماعة، والصلاة في بيتها أفضل مستنداً في هذا الصدد لحديث النبي محمد الذي قال فيه (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها).

وأضاف الشكعة بالقول إن هذا الاقتراح بدعة في سياق الحديث عن المساواة المطلقة بين الرجال والنساء، وهذه دعوى مضللة تحدث انشقاقاً في صفوف الأمة، فضلاً عن أنه لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها بالأذان عبر الميكرفون.

أما الشيخ يوسف البدري فيرى أن تخصيص مساجد للنساء (يجوز) باعتبار أن (الله تعالى شرع الإسلام للرجال والنساء معاً)، ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هذا الطلب غريب (لأن الله لم يفرض على المرأة صلاة الجماعة.. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: خير مساجد المرأة أظلم بقعة في عقر دارها).

وأكد البدري أن المرأة إذا ذهبت للمسجد (فلا يجوز أن تؤذن لأن صوت المرأة عورة، وقد ورد في السنة النبوية أن السيدة الشيماء رضي الله عنها طلبت من النبي أن تؤذن لأهل دارها فكان يرسل إليها أحداً من الصحابة ليؤذن). وفي ختام تصريحاته حول هذه القضية، أكد البدري أن (هذا الأمر لا يجوز إطلاقاً).

أما الدكتورة عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية فقد تساءلت (عما يضير النساء في الصلاة في مساجد الرجال؟) قائلة إن (النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يصلين خلف صفوف الرجال، بالإضافة إلى أنه لا يجوز أن ترفع المرأة صوتها بالأذان أو الخطبة).

وأشارت إلى أن (هذا الطلب ليس وراءه سوى الشهرة وإثارة الجدل، وأن صاحباته يبحثن عن مجد وشهرة على حساب الإسلام وثوابته بصرف النظر عن النتائج التي يمكن أن تثير بلبلة عند عامة المسلمين).

ومن جهته قال د. أبو سريع إمام الأستاذ بجامعة الأزهر: إن (المساجد لله تعالى وأنها للرجال، وعلى المرأة أن تصلي في بيتها.. ولكن إذا ذهبت المرأة للمسجد فلا مانع، لقول النبي صلى الله علية وسلم - لا تمنعوا إماء الله مساجد الله).

وأكد د. أبو سريع إمام أن (المرأة لا يجوز لها أن تؤذن بصوتها ولا أن تكون خطيباً تعتلي المنبر ولكن لها أن تؤم النساء بشرط أن تقف وسطهن وأن لا يرتفع صوتها بالميكرفون). وعلى الجانب الآخر، وقف المفكر الإسلامي د. جمال البنا المعروف بآرائه المثيرة للجدل، حيث رحب بالفكرة وأكد أنها قابلة للتجربة (ولا تتعارض مع ثوابت الدين).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد