Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
دفعة 2008
فهد الحوشاني

في هذا العام أطلقت الإدارة الأمريكية سراح عدد من معتقلي قوانتانامو كان آخرهم سامي الحاج حيث يُحسب لقناة الجزيرة استمرارها في المطالبة بالإفراج عنه منذ اعتقاله، ولا يزال في ذلك المعتقل بشرٌ لم تتم محاكمتهم لذلك لا أحد يعرف هل هم أسرى أم مخطوفون أم معتقلون نفتهم أمريكا من الجغرافيا لتتخلص من سطوة القانون ولكنها لن تفعل ذلك مع التاريخ! أصوات كثيرة من داخل أمريكا ومن أوربا حاولت أن تصل إلى صيغة تضمن حقوق الإنسان بعد أن فرغت تلك الجملة من معناها داخل أسوار المعتقل!

ومع كل دفعة يُفرج عنها لا ندري هل لنا أن نشكر إدارة السجن على أريحيتها ومكرمتها وهي تقاوم رغبتها بملء الزنازين ببشر ما زالوا منذ سنوات اعتقالهم (متهمين) و(مشتبهاً بهم) أم أن إخراجهم بهذه السهولة وعلى شكل دفعات ما هو إلا بسبب أنها لا تأخذ موضوع إنسانياتهم على محمل الجد ولا ترى لهم أي حقوق!! فهي سجنتهم ومن حقها إخراجهم بدون قرار عفو ولا محاكمة ولا توجيه تهم ولا يحزنون! أغلبية أولئك وقعوا ضحايا مرتين المرة الأولى لسراب الجهاد الذي أغرتهم فيها عمائم جماعة طالبان التي أسقطت دولتها بفكرها المتشدد وتريد الآن أن تعيد سلطتها بالقتل والدم الذي يُراق لأجل (كرسي) الحكم! المرة الثانية عندما وقعوا ضحية لقانون مكافحة الإرهاب الذي هو الإرهاب بعينه وما أقسى أن يسلب حريتك وينتهك كرامتك من يدعي أنه مخلتف عنك بحضارته ومدنيته وديموقراطيته..

مَنْ سيعوِّض الذين خرجوا من سجون قوانتناموا مقهورين ليس فقط على ما واجهوه في السجن من ظلم وتعذيب لم يخطر على قلب بشر بل لأنهم أُهدرت حقوهم وذهبت هباء عدة سنوات من أعمارهم بعد أن أُلقوا في غياهب السجن الرهيب والفريد من نوعه في انتهاك جميع الحقوق والآن يطلق سراحهم بدون أن توجه لهم أي تهمة؟! إلى أي درجة وصلت الاستهانة بقيمة الإنسان وكرامته لتصبح رخيصة مبتذلة، سهل اصطياده وبيعه وشراؤه وسجنه وأسهل من ذلك الإفراج عنه!! شخصياً لا أريد أن يسقط المحافظون الجدد شعارات أمريكا أمام أعيننا كأوراق التوت لنرى ما لا نريد أن نراه! نريد أن نستمر في (تصديق) أن أمريكا هي بلد الحريات والديموقرطيات..

لقد أسقطت الطائرات البرجين وبعدهما بساعات أسقط المحافظون كل أبراج الحريات التي بناها الأمريكان الأوائل.. وبعيد سقوط البرجين قال نائب الرئيس الأمريكي تشيني إن أمريكا ليس لها أن تحكم بالقانون ولكن بالأشخاص!! فهل ستبني أمريكا أبراج ديموقرطيتها مثلما هي تعيد الآن بناء برجي منهاتن!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد