Al Jazirah NewsPaper Monday  12/05/2008 G Issue 13010
الأثنين 07 جمادى الأول 1429   العدد  13010
أوتار
نواة المواهب
د. موسى بن عيسى العويس

المشروعات العملاقة لا تؤتي أكلها إلا بعد حين، ومؤسسة (الملك عبدالعزيز للموهبة والابتكار) إحداها. من هناك من (مجمع الأمير سلطان)، في مدينة (بريدة) حاضرة (القصيم) انطلقت بواكير الموهبة، واشتعلت جذوة الإبداع، وأشرقت شمس الابتكار. احتضنها (التعليم) وهو الوعاء الحقيقي، والرحم الأصيل، وقادها فكر البيئة الاجتماعية المنفتحة. تكاتفت سواعد عديدة، والتقت طموحات كبيرة، وتآزرت آمالٌ عريضة، فترعرع الغرس وأينع.

* هناك وضع مختلف كل الاختلاف، هناك بيئة متحررة كل التحرر من قيود الروتين، ومنعتقة كل الانعتاق من أسر التقليد. تكيفوا مع النظام لكنهم لم يخضعوا له كل الخضوع، وهنا يكمن سرّ الانطلاقة القوية. تعاملوا مع الخطوط العريضة لسياسة التعليم، وتجاهلوا ما سواها. تمردوا على كل شيء، لكنه التمرد المحمود، التمرد الفاعل المتفاعل.

* أفذاذٌ من أبناء الوطن تنادوا وتناذروا على خدمة الإنسان، آمنوا به كعنصر أساسي وحقيقي للاستثمار، فكان لرجالات (المنطقة) سبق العطاء في مضمار التنافس، ووجدوا ثمار ذلك يلوح أمامهم صباح مساء.

* شعورٌ بالانتماء من الطالب حتّم عليه الوفاء، وإذا بطالب الأمس معلم فيه هذا اليوم، وإذا ببعضهم رجل أعمال يسدد الدين، فراح مدفوعاً بالوطنية يتلمس حاجات المؤسسة العملاقة التي نهل من عطائها. تفكير إيجابي يحدو العاملين فيه، في وسط جوٍ تفاعلي، مفعم بالحيوية والنشاط، يندر أن تجد له شبيهاً أو نظيراً.

* هناك مؤسسات وليس أفرادا يديرون العمل أحسنت (وزارة التربية) في تسليمها لهم. القيادة العليا تقف هناك حافزة ومنظمة للحراك الثقافي في (المجمّع) خاصة، وفي المنطقة عموماً، يقودها (أمير المنطقة) بهدوء وحكمة، وعقلانية واتزان. أما الآخرون من حوله فيستلهمون منه أبعاد الرؤية. أرض خصبة للعطاء، وقيادات تربوية متنوّرة وخلاّقة للعمل بصورة نادرة في الوجود. بيئة حيّة، الأولوية فيها للموهبة والتفوق دون مزايدات، أو مجاملات، أو محسوبيات، لا تشعر وأنت تجتال بين جنباتها أثراً لتيار، أو حزب، أو فئة، مما قد شاب، أو يشوب غيرها من المؤسسات.

* نظام التعليم هناك قد يختلط على المشاهد لأول وهلة، لا تدري هل أنت بين باحثين في علم الفلك والأرصاد، أم بين مهتمين بعالم التقنيات الحديثة والعلوم العصرية، أم بين المنغمسين في مجال العلوم الإنسانية واللسانية، أم بين مختصين في عالم (الأحياء). أم بين مهندسي علم الإدارة والاقتصاد. الموهبة تقود وتنتج، ولا أثر للتخصص.

* هناك كل شيء يدعو للتفاؤل إلا لعالم (المرأة)، فلم نسمع، أو نرى لها أدنى حراك، أو نشاط غير مألوف، بل ضرب على قدراتها ومواهبها سياجٌ متين سوى ما تتفق به مع ما حولها من البيئات.

* مشاهد رائعة، في بيئة واعدة، ونقلات غير مسبوقة في مناطق كثيرة، واقعٌ يملي عليك أن تقول: التغيير والتطوير، والموهبة والابتكار قادمة من هناك، فلتتجه الأنظار ولنترقب، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.



dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد