Al Jazirah NewsPaper Monday  12/05/2008 G Issue 13010
الأثنين 07 جمادى الأول 1429   العدد  13010
عذاريب
غيرنا أشطر
عبد الله العجلان

لم يكن الخروج المهين لممثلي الوطن الاتحاد وقبله الأهلي من الأدوار التمهيدية للبطولة الآسيوية بالحدث المفاجئ على الأقل بالنسبة لنا كمتابعين وراصدين لما كان يجري محلياً من أخطاء وتجاوزات في عدد من اللجان، أثَّرت سلباً على طبيعة ومستوى ومخرجات المسابقات، وعلى قدرة وكفاءة الفرق مثلما رأينا مؤخراً في الأهلي والاتحاد، وقبل ذلك الهلال والشباب آسيوياً والنصر والوحدة عربياً..

مقابل ما نحن فيه، وفي الوقت الذي صرنا نتراجع ونتأخر كثيراً، نجد أن الآخرين وفي دول أقل منا خبرة وإمكانات يتطورون في كل شيء، وخصوصاً في المسائل الإدارية والتنظيمية ،وأيضاً الملاعب والمنشآت، وبدلاً من أن ننافس على البطولات أصبحنا غير قادرين على المنافسة على صدارة المجموعات، وكأننا نمارس الكرة ونخوض المنافسات الآسيوية والعربية لأول مرة..!

هي في رأيي قضية لا تتحمّل مسؤوليتها الجهات التابعة لاتحاد الكرة فحسب، وإنما تشمل الأندية ذاتها، فهي ترتكب أخطاء فادحة فيما يتعلّق بالتحضير والاستعداد الفني والبدني والعناصري لهذا النوع من البطولات المعقدة.. لذلك فإن الخروج من هذا المأزق والعودة إلى سابق حضورنا وتفوّقنا يتطلب أولاً الاعتراف بأن غيرنا بات الأجدر والأفضل والأسرع منا في التطوير والتغيير، كما يستدعي مراجعة تصرفاتنا وقراراتنا والسعي إلى استقطاب الكوادر المؤهلة والعقول القادرة على النهوض بالكرة السعودية (أندية ومنتخبات) إلى حيث المكانة اللائقة بوطن يستاهل الحب والتضحية، ويستحق دائماً وأبداً أن يكون عزيزاً شامخاً في القمم..

من يديرها؟!

إلى جانب توقيتها الغريب والسيئ، وتأثيرها السلبي فقد عادت للواجهة من جديد إشكالية اختيار رئيس للهلال بديل عن الأمير محمد بن فيصل، وإن كانت هذه المرة تختلف عن سابقاتها بوجود أكثر من مرشح، وهنا يتضح أن الإشكالية ليست في العثور على الرئيس وإنما في نظام وآلية اختياره سواء بالبحث والتزكية أو بانتخابه من بين عدة مرشحين كما هو حاصل حالياً..

في الهلال وربما في كل الأندية تتم عملية تسمية رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وفق اجتهادات ومواقف شخصية، أكثر من اعتمادها على تنظيم واضح وآلية معروفة تسري على الجميع، وتستخدم في كل الظروف.. وما يدور الآن هو تجسيد للمشكلة ولحاجة ناد كالهلال لضبط هكذا عملية تمثّل منعطفاً مهماً لمصيره ومستقبله..

لاحظوا كيف قرَّر عدد من أعضاء شرف الهلال ترشيح الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وكيف أعلن الأمير بندر بن محمد عن استعداده لتولي منصب الرئاسة، وفي الحالتين أجزم أن كثيراً من الهلاليين متفقون على جدارة وتأهيل الأميرين بندر وعبد الرحمن، وأن كلاً منهما قادر على إدارة الشؤون الهلالية بنجاح خلال المرحلة المقبلة، إضافة إلى أن هذه الأجواء التنافسية هي في النهاية لمصلحة الهلال، ولكنها في ذات الوقت قد تؤدي إلى انقسامات وصراعات غير معلنة نخشى أن تتطور لاحقاً بسبب عدم توفر الأسلوب الإجرائي الذي يضع خطوات الترشح ثم الانتخاب أو الاتفاق على رئيس ضمن آلية مفهومة تكون الإطار القانوني للجميع..

من المؤسف ألا يوجد في ناد بحجم ومكانة وشعبية الهلال مكتباً تنفيذياً أو أمانة عامة لهيئة أعضاء الشرف يمكن الاحتكام إليها في استقبال الترشيحات ثم اختيار الرئيس من قِبل أعضاء الشرف المخولين لتنفيذ هذه المهمة بالطريقة النظامية المناسبة، وفي الوقت المناسب والفرص المتساوية والمتاحة أمام كل من يحق له ترشيح نفسه للرئاسة أو حتى لعضوية مجلس الإدارة..

رئيس التحدي

قبل أربعة مواسم كان رئيس الرائد عبد العزيز التويجري ضيفاً على برنامج المواجهة مع الزميل بتال القوس، وكان في ذلك المساء قادماً للتو من محافظة الرس وبعد خسارة موجعة وقاسية لفريقه على يد الحزم وفي مباراة حددت الصاعد للدوري الممتاز، وقتها لم أقابل ولم أعرف الأستاذ التويجري لكنه ظهر في البرنامج إنساناً متوازناً وصريحاً ومباشراً، وحينها كتبت أننا أمام إداري محنك وإضافة جميلة للرياضة السعودية ومكسب كبير لنادي الرائد..

مرَّت الأيام وتعرَّض الرائد لهزات وأزمات هبطت به إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، ووجدها معارضو التويجري - وهم قلة - فرصة سانحة لمهاجمته، بل محاربته وراهنوا على فشله في قيادة رائد التحدي واستحالة عودته إلى دوري الأولى.. وفي هذه الأثناء وفي ظل الأوضاع المحبطة والأجواء المتوترة كان التويجري هادئاً وصامداً، يعمل ويخطّط ويتحرّك في كل الاتجاهات لبناء فريق قوي قادر على العودة إلى الأولى ليس لمجرد البقاء فيها وإنما للمنافسة على الصعود إلى الممتاز..

الآن وبعد كل ما جرى في السنوات الأربع الماضية وفي لحظات الحسم المثيرة غداً الثلاثاء.. ها هو عبد العزيز التويجري الرئيس يكسب التحدي للرائد قبل وأهم من أن يكون مكسباً شخصياً لنفسه وتاريخه ومسؤولياته، كما قدَّم للآخرين درساً في فن الإدارة وأصول الرئاسة، وفي كيفية العمل بإخلاص وثقة واحترام للجميع بمختلف مواقعهم وتوجهاتهم وقناعاتهم طالما أنها للرائد ومن أجل مصلحته ولا شيء غيره..

* * * * *

* هكذا جاءت النهاية الطبيعية والمتوقّعة لكل من تسوّل له نفسه التمادي في بث مسلسل العبث وقلة الأدب..!

* بتكليفهم الحكم مطرف القحطاني، كرَّر النصراويون نفس الغلطة التي ارتكبها الهلاليون باختيار الكثيري لمباراة اعتزال سامي الجابر.

* أياً كان الطرف الآخر (الاتحاد أم الهلال) في نهائي الأربعاء، فإن الشباب يبقى الفريق الأجدر والأجمل والأكثر استحقاقاً لنيل بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.

* الأهداف الشبابية الخمسة لا تلغي تألق وحضور الحزم في المسابقة وفي الموسم عموماً..

* مهمة الهلال أمام العميد هي بالتأكيد صعبة وشاقة لكنها ليست مستحيلة.

* نقل مباراة البارحة من الرياض إلى جدة تعد مكافأة للاتحاد أكثر من كونها عقوبة للهلال..!!

* أجواء وتعليقات ومؤتمرات حفل تكريم النجم الكبير ماجد عبد الله يجب ألا تتحول إلى لغة هابطة وعبارات استفزازية تسيء لمعنى وقيمة مناسبة طال انتظارها..



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد