Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/05/2008 G Issue 13012
الاربعاء 09 جمادى الأول 1429   العدد  13012
يارا
عبدالله بن بخيت

إنقاذ طفل أم سقوط طفل هذا هو السؤال الذي أحاول أن أتحسسه من الخبر الذي نشرته جريدة الحياة يوم أمس الأول. يقول الخبر إن مازن (اسم الطفل) سقط في حفرة يزيد عمقها على 10 أمتار ولا يتجاوز قطرها 40 سم في شارع رئيس في جدة..) ثم يتناول الخبر جوانب إنقاذ الطفل من قبل رجال الدفاع المدني والطريقة الذكية التي استخدموها لتجنب أي أخطار أثناء العمل. ثم يتجه الخبر إلى الحالة النفسية للطفل باستشارة استشارية نفسية إلخ، وفي الصورة نشاهد أحد رجال الدفاع المدني يحمل الطفل وعلى وجهه ابتسامة رضا.

لم يستغل الدفاع المدني حسب ما جاء في الخبر تلك الحادثة ويعمد إلى كشف ملابسات الحفرة أو على الأقل استغل الخبر ووجه الناس أو الدوائر الرسمية أو الشركات إلى الاحتياطات التي يجب أن تتخذ عند إحداث مثل هذه الحفرة. فكما يعرف الإخوة في الدفاع المدني يوجد في البيوت خطر مشابه. لا أتذكر أن هناك معايير معينة محددة يفترض الالتزام بها عند بناء الخزانات الأرضية. فالناس يختلفون في درجات وعيهم بالسلامة وكذلك العمال الذين يقدر لهم فتح هذه الخزانات والعمل بها. تشكل هذه الخزانات دائماً خطراً حقيقياً على أصحابها. هذه الحادثة كان يجب أن تكون فرصة للدفاع المدني لكي يوجه من خلالها الرسائل التي يريدها أن تصل إلى الناس.

لكن السؤال لماذا يوجد حفرة بعمق عشرة أمتار في شارع رئيس في وسط المدينة. من هو المسبب الرئيس في سقوط الطفل. لا يوجد حفرة في وسط البلد وفي شارع رئيس إلا بسبب ولا بد أن يكون خلفها مشروع أحدثها؟

تعاني كثير من شوارع المملكة من إهمال بعض الشركات. بجولة بسيطة في أي مدينة ستطالع حفراً وبقايا إنشاءات بعضها قديم مزمن وبعضها قيد العمل دون أي إشارة تنبيه أو لفت نظر أو سياجات تمنع الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك يلاحظ أن المملكة هي الوحيدة التي لا تقيد مقاولي البناء بوضع سياجات تحدد منطقة البناء وتمنع الوصول إليها، ولا يوجد قوانين تنظم سلامة العمال في مقر العمل: كلبس الخوذة والقفازات ومنع لبس بعض الملابس التي قد تؤدي إلى خطر على العامل. يلاحظ أن كل جنسية من العمال يلبسون ملابسهم الوطنية بغض النظر عن صلاحيتها للعمل.

رغم الجهود الطيبة التي يبذلها رجال الدفاع المدني إلا أن هناك ثغرات كبيرة تعقد عملهم. يقولون الوقاية خير من العلاج. كان يفترض في الدفاع المدني أن يضع أنظمة وقوانين واضحة وصارمة للأعمال، يقابلها من جهة أخرى متابعة دقيقة. فبدلاً من انتظار المشكلة حتى تقع يمكن بالمتابعة والدوريات التفتيشية أن نتفادى وقوعها. بذل الإخوة في الدفاع المدني جهوداً كبيرة مميزة لتوعية المواطنين عبر مجموعة من الحملات الناجحة ولكن هذه الحملات لا يمكن أن تؤدي دورها دون وجود ما يساندها من قوانين وأنظمة ورقابة. يقول المثل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها هو وأخوه بسبب غياب الأنظمة والقوانين.

فاكس 4702164


yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد