Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/05/2008 G Issue 13012
الاربعاء 09 جمادى الأول 1429   العدد  13012
مركاز
إدارة الأدباء
حسين علي حسين

من واقع معايشة وقراءات متعددة، وجدت أن 99% من الأدباء يحتاجون إلى من يدير أمورهم؛ فقد تدخل منزل الأديب وتجده مثل مغارة علي بابا، مليئاً بالأسرار والغبار والفوضى والعفن، وسوف تجد هذا الأديب لا يعرف اختراعاً اسمه معجون الأسنان أو الصابون، ومنهم من تستطيع تربية البراغيث والقمل في قمة رأسه، ومنهم الذي تطعمه وتعطيه مساعدة مالية، وفي اليوم التالي تجده قد ملأ المجالس شتماً وردحاً في حضرتك!

وهناك الأديب الذي يضع القرش على القرش، ويستخسر أن يشتري حذاءً جديداً لنفسه، وهناك أدباء من الممكن أن تدخلهم في خانة اللصوص؛ فالعمل الذي ينشرونه ويأخذون ثمنه في بيروت ينشرونه في كل مكان مع طلب الأجر والإلحاح في الطلب، وليس لهم مشكلة في القضايا التي تثار أو المشاكل التي تقع بين دور النشر على الكتاب!

وأنا أعرف أدباء يذهب معك أحدهم إلى مطعم أو مقهى فيطلب ويسترسل في الطلبات وحالما يملأ بطنه من الأكل وصدره من الدخان ينسل ويترك لك دفع المغارم وهو متفضل عليك. مثل هذه العينة من الأدباء كيف بالله توكل إليهم إدارة الأندية أو الجمعيات الثقافية، ليس في المملكة ولكن في كل مكان في العالم؟ فالأدباء بصمة واحدة، وان اختلفت أو تعددت الأمكنة!

لكن هناك أدباء قلة كانوا يديرون أمورهم بإرادة من حديد، وكانوا مثالاً للجدية والاحترام، وحالما تذكر مثل هذه الخصال يستذكر المرء نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز، وإن كان هؤلاء - أيضاً - لهم في إدارة أمورهم وليس أمور الناس، فهذه قضية مختلفة. وأبقى مع إدارة الأدباء لأناشد المسؤولين الذين يهمهم أمر المواهب أن يوكلوا أمر الأندية الأدبية للأدباء والمثقفين مع نخبة من الإداريين، خصوصاً الذين يفصلون بين نزواتهم وواجباتهم؛ حتى لا تكون المواهب ضحية لصراعات كراسي بسيطة ليس وراءها إضافة إلى وجع الدماغ إلا الفلس، وكلنا يعرف ماذا تأخذ الأندية وماذا تعطي.. ضعوا في كل ناد واحداً أو اثنين مهمتهم الرئيسية ليس إدارة الأدباء فقط ولكن إدارة النوادي والنهوض بها بعيداً عن الصراعات والحزازات والنزوات.

بدأت المشاكل مع الحديد، وتمددت لتشمل الأرز والحليب واللحوم والبيض والليمون وعشرات من الأصناف المأكولة والملبوسة وتلك التي تشم وتضم؛ لذلك لن نستغرب إذا زينت النساء أعناقها بالقطع الحديدية وقدم الرجل لضيوفه البصل والطماطم كفاكهة بدلاً من الموز والتفاح!

ولن نستغرب إذا وجدنا المتسوق يجر عربته في السوبر ماركت وقد ملئت بحبات من البيض وغرامات من الأرز والسكر والفواكه، وهي مأساة أصابتنا؛ فقد كنا نضحك على الأجانب وهم يشترون كميات بسيطة حتى فطن هؤلاء الأجانب فأخذوا يسقوننا من الكأس التي يشربونها عن رضا ونشربها نحن غصة غصة!

فاكس: 2054137 - 01


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5137 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد