Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/05/2008 G Issue 13012
الاربعاء 09 جمادى الأول 1429   العدد  13012
وجدان عربي
محمد الدبيسي

فولاذي بامتياز.. صلد عتيد عنيد.. بمكوناته من الشعور واللاشعور والوعي ولائِه.. والذاكرة وصفحاتها..!!

** ... منذ الفتنة الكبرى.. إلى آخر حرقة- في أي من أجزائه -لم تولد بعد.. وهو

يقاوم الإرادة.. ويمانع تحول الشعور إلى موقف.. والموقف إلى فعل..!.. أبيٌ الكبرياء.. يغرق في جراحه.. ويدب كسيحاً ليتخطاها.. إلى بحر من الجراح والمآسي الأخرى..!

** وعلى الرغم من كل المطولات والقراءات التي أرهق الفلاسفة والمفكرون والشعراء والروائيون أرواحهم وكابدوا العناء المرير وهم يدونونها؛. تخليداً لسيرة واقعه..وتوثيقاً لهزائمه.. وهو ذاته لا يتغير ولا يهتز........!

** ..وإن كان ثمة تغير أو هزة تُذكر.. كلما أُريقت كرامة... وأُذل إنسان ودُمرت دول وشعوب وغُيرت جغرافيا.. وتجرَّع التاريخ هواناً إلى هوان..! فهو من السعة والامتداد بحيث يمتص كذاكرة إسفنج.. تلفظ رغاوي الكدر..و..... لتعيد امتصاصها من جديد..!

** في سيرته الوجعى إيقاعات تؤرخ مسيرة ثقافته وقيمه ومُثله الأزهى.. لا تبتدئ ب(النابغة الجعدي) حينما قال: (ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا..) ولا تنتهي ب(المتنبي) حينما قال:

(أريد من زمني أن يبلغني

ما ليس يبلغه من نفسه الزمن)

** إلى حكمة شاردة صاغها (غازي القصيبي) مشخصاً حال وجدانه العروبي.. لحظة كمد:

(تذكري أن الجرح عندما يتعب من البكاء.. يبدأ بالغناء..).....

** فإذا به وجدان يغني أبدا........!! متجاوزاً أفق (القصيبي) المثقل بخيبة أمل.. إلى أماسي فرح لا نهار لها.. ورقص واهتزازات أجساد تتناغم وزلازل التاريخ والجغرافيا..!

** (وجدان) ولهٌ صبٌّ متيم بلا عفة.. مع كل فجر هزيمة يولد فنان.. ومع كل مشهد احتراب.. يتبرعم مليون شاعر.. (وجدان عربي) اخترع (تميم بن مقبل) مبكراً خياراً وجودياً له: ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر..



md1413@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد