Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/05/2008 G Issue 13012
الاربعاء 09 جمادى الأول 1429   العدد  13012
حزب الله ينتقم لمغنية من شعب لبنان
عبدالله بن راشد السنيدي

إن كل من أمعن النظر ماضياً ويمعن النظر حالياً على ضوء الأحداث التي وقعت في لبنان بعد الحركة غير المسبوقة التي قام بها في بيروت (حزب الله) سوف يصل إلى نتيجة واحدة وهو أن هذا الحزب ليس هدفه مقاومة إسرائيل فقط، بل إنه وُجد لأجندة أخرى خارج الوطن

فهو قد وُجد حتى يحارب بالوكالة عن الآخر الذي لا يريد أن يحرر أرضه بنفسه! وجد لكي يخفف الضغوط والأضواء عن طرف آخر أيضاً لكي يستمر في إنجاز مشروع هو محل اعتراض المجتمع الدولي!

والدليل على ذلك أنه كان يفترض من هذا الحزب أن يقوم بإنهاء دوره العسكري وتسليم سلاحه للسلطة اللبنانية بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ويصبح حزباً سياسياً فقط، حيث لم يعد هناك حاجة لبقائه قوة عسكرية بعد الانسحاب الإسرائيلي، إلا أنه بالعكس من ذلك وبالذات بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي على إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري فقد عزز هذا الحزب من نشاطه العسكري وأوجد حجة جديدة من أجل الاستمرار في هذا النشاط وهي تحرير (مزارع شبعا) التي احتلت سنة 1967م ضمن هضبة الجولان السورية، مع أن سوريا لم تعترف رسمياً بتبعية هذه المزارع للبنان، وقال إن ذلك سيتم بحثه مع لبنان بعد تحرير الجولان، وذلك لكي يستمر حزب الله في مهمته المرسومة وهو الأمر الذي أدى إلى دعم هذا الحزب بالسلاح حتى أصبح قوة تفوق قوة الدولة اللبنانية.

ولذلك فإن هذا الحزب لكي يغرس مفهوم دوره في المقاومة لدى الناس اختلق سنة (2006م) حرباً مع إسرائيل ادعى فيها الانتصار مع أن لبنان قد تدمر في هذه الحرب، ثم بعد ذلك عمل على التأثير السلبي على أعمال الحكومة حيث قام بسحب وزرائه من الحكومة ثم أجبرهم على تقديم استقالاتهم حيث طرح شروطاً تعجيزية على الأكثرية ليغطي السبب الحقيقي وهو عرقلة سير إقامة المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وعدم تركيز الجهود الدولية على أحد حلفائه الذي يسعى لإمتلاك السلاح النووي، لكي يتمكن هذا الحليف من استكمال مشروعه النووي.

وفي سبيل تحقيق هذين الهدفين قام حزب الله وحليفته حركة أمل بالحيلولة دون انتخاب رئيس جديد للبنان رغم المحاولات الإقليمية والدولية التي بذلت، ورغم المبادرة التي طرحتها الجامعة العربية وجهود الأمين العام للجامعة العربية في هذا الصدد، لأنهم يريدون رئيساً موالياً لهم ينفذ أجندتهم ويحقق توجهاتهم بما فيها ما ذكر سلفاً حول المحكمة الدولية والسلاح النووي الإيراني.

كما قام حزب الله وفي إطار تحقيق هذه الأهداف مؤخراً بحركته الفوقية المتغطرسة على الساحة اللبنانية عندما نزل إلى شوارع العاصمة بيروت فقام بقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس وإغلاق مطار بيروت وإيقاف الوسائل الإعلامية المعارضة له.

من ناحية أخرى جميعنا يذكر عندما قتل أحد زعماء حزب الله في سوريا وهو (عماد مغنية) هدد حزب الله وتوعد بالانتقام من إسرائيل لكونها (حسب رأيه) هي التي قتلته. وبدلاً من الانتقام من إسرائيل فقد انتقم حزب الله لمقتل مغنية أخيراً من شعب لبنان المغلوب على أمره، إضافة إلى أن هذه التصرفات غير العقلانية إنما يريدون بها عدم الوصول إلى الحقيقة في مقتل الحريري وعدم تطبيق العدالة حتى ولو كان ثمن ذلك غالياً على لبنان وشعب لبنان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد