Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/05/2008 G Issue 13013
الخميس 10 جمادى الأول 1429   العدد  13013
مشروع (السنبلة) النابع من القيصرية
د. زيد المحيميد *

خرجت أم سعد من بيتها في صباح يوم مشرق ورفعت يداها إلى السماء واتكأت على عصاها وقالت ( يالله عونك ورضاك)، وذهبت إلى جارتها أم علي وطرقت عليها الباب بعصاها وبقوة، وبعد وقت ليس بالقصير فتحت جارتها الباب وقالت لها وبعنف: (كم مرة قلت لكي رني الجرس علشان أسمعه، وسمعي مثلك عارفة يأم سعد ضعيف).

ردت عليها أم سعد وقالت: (المعذرة ياخيتي والله يعيننا على هالمشي ومن تالي يتعبنا، وأنت تعرفين أن القيصرية بعيده، ولا حنا واصلين إلى بعد ساعة، وهذا السبب اللي يخلينا ننهج من فجر الله إلى القيصرية).

قالت أم علي: (صدقتي والله، ويالله مشينا، وحتى بنتي نوره الله يصلحها تبي تأخر اليوم عن الجية عشان تعاوني مثل العادة عندها موعد بالمستشفى، وأنت يأم سعد متى تجي بنتك تعاونكي، أشوفها من تالي ما تجي)، قالت أم سعد: (البنت الله يعافيها حول ولاده ولا تقدر تساعدني وكان الله بعونها، وابجهد نفسي ها الشهرين، وتعرفين لنا سنين وحنا على ها الحالة يام علي نبيع في ها القيصرية والحمد لله على كل حال، ومعتادين على هالشغلة، وحالنا تحسنت بعض الشيء).

قالت أم سعد: (بنتي تقول إن فلانة نسيت أسمها - يالله حسن الخاتمة - بدأت تفتح لها محلات (أكلات شعبية) في السوق وبعض الأحياء الجديدة بعد، وتكسب ذهب، وحنا قابعين في ها القيصرية أكثر من عشرين سنة وما تغيرنا أبد ياكافي، ولا في أحد من ها الوزارات اللي نسمعها في التلفزيون تبي تحسن ظروفنا أعوذ بالله، ومدت يد العون لنا وساعدتنا، وخاصة حنا نكد على أسرنا من سنين طويلة)، وبعد حديث طويل حول هذا الموضوع وصلت أم سعد وأم علي القيصرية.

قامت أم صالح من محلها في القيصرية وحيتهما، وقالت: (ياالله حيهن تفضلوا وخوذوا معي فنجال قهوة قبل ما تفتحون).

قالت أم علي: (كنا نتكلم يام صالح عن هالوزارة اللي ما أدري وش أسمها، نبيها تجي تشوف شغلنا وش نبيع وش نصنع، ويقولون أنها مهتمة بالحريم وبيعهن في المحلات التي تبيع السلع النسائية، ويقولون بعد أنها وجدت معارضة ما أدري منين ها المعارضة جت، ليتهم يجون يشوفون شغلنا في ها القيصرية، ويحكمون علينا وعلى شغلنا).

قالت أم صالح: (هذه يقولون إنها وزارة العمل ووزيرها الدختور غازي القصيبي، وأنا أسمع عنه كل خير ويا ليت يوجد طريقة نقدر نقوله فيه مشاكلنا والضغوط التي نتعرض لها ويقولون جزاه الله خير إنه مهتم بتوظيف وتوطين الحريم، ولكن نبي أقرب طريق يوصلنا له وعرض موضوعنا عليه).

هنا قالت أم سعد: (عندي طريقة نكتب له مكتوب نقول له عن أحوالنا في هالقيصرية، ونعلمه خبر أن هالإدارات ما تهتم فينا ومنها هالغرف التجارية وغيرها من الإدارات في المنطقة، وأنه هذه حال القيصريات في المدن الثانية، ونبصم حنا حريم القيصرية).

هنا قالت أم صالح ( خير البر عاجله، بسرعة هذي بنتك يأم علي (نورة) - الله يحفظها لك - جابها زوجها وهي متعلمة تعرف تكتب خليها تكتب المكتوب ونبصم عليه كلنا، ونرسله للدختور غازي).

قالت أم علي: ( يالله يانورة أشربي القهوة وخوذي تمرة واكتبي لنا حنا يالحريم الموجودات).

قالت نورة: (وش تبون أكتب..تراني جاهزة).

اكتبي!

الدكتور غازي القصيبي وزير العمل... الله يخلي لك أعيالك

السلام عليكم ورحمته وبركاته

حنا حريم اللي نشتغل بالسوق، نكتب لك ها المكتوب نطلب من الله ثم منك النظر في حالنا، وإننا سمعنا إنك جزاك الله خير مهتم بعمل الحريم، وحنا الحريم نعول أسر بكاملها نصرف عليها من محلاتنا بها القيصريات، الشي الثاني المعارضة التي تعرضت لها قراراتك الأخيرة وخاصة التي تخصنا معشر الحريم، ونحن نمد إليك يد العون أن نكون نحن نقطة الانطلاق لعمل المرأة بما يوافق شريعتنا السمحة، ومشروعك المستقبلي الذي يخدم وطننا الغالي، سوف تسأل نفسك وتقول كيف؟، ونقولك عن طريق تطوير مقدرتنا ومقدرة بناتنا وبنات جيراننا على البيع بأنواعه بواسطة تدريبنا على الطرق الحديثة بالبيع والشراء عن طريق الحريم المتعلمات وآخذات الشهادات الكبيرة، وتعليمنا كيف أن نكون صانعات من الدرجة الأولى، ويستأجر لنا ولبناتنا أماكن في المحلات النسائية كخطوة ثانية، وإعطائنا بعد ذلك قروض ومساعدات مالية من الجهات المانحة لمثل تلك المشاريع لفتح محلات خاصة لنا في الأسواق كخطوة ثالثة، لنصبح فاعلات لخدمة هذا الوطن الغالي، ويسمى هذا المشروع كما نراه (مشروع السنبلة)، وجعل تلك القيصريات الموجودة والمشابه لها في مختلف مناطق المملكة (حاضنات لسيدات أعمال المستقبل)، وعن كيفية عمل المشروع نتركه لك ولوزارتك، فهذا هو عملكم، وسوف ترون فيه ما يناسب طموحنا، وآمالنا، وتطلعاتنا، وبما يتوافق مع ديننا الحنيف، وكل ذلك من خلال (مشروع السنبلة) النابع من القيصرية...

والله يحفظكم ويرعاكم، التوقيع: البائعات في السوق.

* كاتب وأكاديمي سعودي


zeidlolo@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد