Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/05/2008 G Issue 13013
الخميس 10 جمادى الأول 1429   العدد  13013
إضاءات نفسية
د. محمد بن عبد العزيز اليوسف

زاوية تهتم بكل ما يتعلق بالطب النفسي والتنمية البشرية وتطوير الذات.. نستقبل كل أسئلتكم واقتراحاتكم.

أنا طالبة في الكلية وعندي حالة ما أدري كيف أوصفها لك.. صديقتي المقربة لي جداً كانت هي من جعلتني أتمسك بصداقتها واستمررنا وكل شيء تمام ولكن كانت تأتيني حالة إذا كان بيننا مشكلة مثل سرعة في نبضات القلب وهذي أحسها طبيعية، لكن يا دكتور تطور الحال حتى إذا كانت علاقتنا تماما وما فيه أي مشكلة مجرد أن أراها أشعر بحالة غريبة خوف وقلق وشعور بالغثيان حتى إذا كلمتني على الجوال أو الماسنجر بالرسائل الكتابية فقط لدرجة أنني أنهي المحادثة أو المكالمة سريعاً والآن مجرد تفكيري أنني سأذهب إلى الكلية أحس بالقلق وشعور بالغثيان لدرجة أني أحاول الانسحاب من المكان سريعاً، مع العلم أنني أندم أشد الندم على ذلك، فأنا أتمنى أن أجلس وأتكلم وأستمتع ولكن فوق طاقتي هذا الشيء حتى هي ما تتركني لوحدي وأنا على أعصابي أتمنى ذهابها بسرعة وإذا ذهبت لمحاضراتها مثلاً أحاول أن أعطلها قليلاً وأكلمها ونضحك وكل شيء يكون طبيعياً, إذا تناسيت الحالة يصبح الوضع عادياً لكن أحياناً لا أستطيع وتتطور الحالة مع باقي صديقاتي كذلك.

أرجوك يا دكتور ساعدني، صديقتي آخر سنة لها في الكلية وأنا أتمنى أن أستمتع بما بقي من الوقت معها ومع الباقين؟

- أختي الكريمة يبدو أن ما حدث معك هو ما نسميه بالارتباط الذهني الشرطي classical conditioning وأعني به من الناحية النفسية التسلسل الآتي للأحداث: حدثت مشكلة بينك وبين صديقتك المقربة، ويبدو أنك من الشخصيات العاطفية شديدة الانفعال، ولذلك فمن الطبيعي كجزء من الانفعال النفسي الحاد في مثل هذه المواقف أن يشعر الشخص بارتفاع التوتر لديه مع ما يصاحب ذلك عادة من أعراض جسدية من بينها زيادة نبضات القلب, الرجفة, التعرق, الكتمة في الصدر والغثيان. ويبدو أنك قمت بتوجيه تركيزك أكثر نحو هذه الأعراض بدليل أنك تتذكرين جيداً ذلك الإحساس وارتفاع نبضات القلب.. هنا أحياناً يبدأ الذهن بربط صورة الشخص الذي حدث معه الموقف أو حتى صوته بالمشاعر السلبية التي صاحبت الموقف معه, وهو ما يفسر استحضارك للشعور بالقلق والغثيان في حضور صديقتك يدعم ذلك كثيرا خوفك أصلا من ظهور هذه الأعراض أمامها، وهو الأمر الذي يزيد من توترك وبالتالي ظهور أعراض القلق والخوف الجسدية, ولذلك فليس غريباً أنك عندما تتناسين التفكير في هذه الأعراض وتندمجين مع صديقتك في الحوار والضحك تمر الأمور بشكل عادي جداً.

بالنسبة إلى تعميم الحالة هنا لتشمل كل المكان والوجوه التي تذكرك بهذه المشاعر, أي عدم الرغبة حتى في الذهاب للكلية هو أمر طبيعي من الناحية النفسية فالمكان الذي نستحضر فيه ذكريات مشاعر سلبية لابد أنه سيتحول إلى مكان غير مرغوب بالنسبة لنا, ولو حدث العكس فهذا هو غير الطبيعي حقاً.

لذلك فإحدى الشكاوى الشائعة التي اعتدت على سماعها في العيادة هي حدوث كتمة في الصدر وغثيان عند الاقتراب، فقط من مقر العمل عند عدد من الأشخاص، مع التأكيد على أن هذه الأعراض تختفي تماماً بمجرد استدارة السيارة بعيداً عن مكان العمل أو الشعور بحرارة شديدة في كامل الجسد بمجرد ارتداء الزي العسكري عند بعض العسكريين. وعند التعمق أكثر في بيئة عمل هؤلاء يتضح أنها مليئة بالمشاحنات والتوتر الدائم والعلاقات الإنسانية المضطربة، ولذلك فمن الطبيعي أن يحدث ربط ذهني بين بيئة العمل التي بهذا الشكل والشعور بالقلق والتوتر المصحوب بأعراض جسدية مختلفة أحياناً في نوعها والأهم من ذلك أيضاً طريقة التعبير عنها عند كل شخص.

الأمر أختي العزيزة بسيط -بإذن الله تعالى- والمطلوب فقط هو تقبل حدوث مثل هذه الأعراض كما هي وإعطاؤها وقتها وعدم التركيز عليها بل الحرص على الانتظام في الكلية وقضاء وقتك بشكل طبيعي مع صديقتك, وضعي في اعتبارك أن الأعراض قد تظهر من جديد وهي بالفعل مزعجة لكنها ليست خطيرة ولن تتطور -بإذن الله- إلى أي شيء خطير وبتقبلها وممارسة حياتك بشكل طبيعي ستجدين أنها بدأت بالتلاشي شيئاً فشيئاً... وفقك الله.

حبوب الزاناكس والإدمان

هل أخذ نصف حبة أو حبة من xanax يؤدي إلى الإدمان.. علماً أني أصبحت أتناوله بعد حادثتين قبل سنتين، بعد وفاة والدتي رحمها الله، وخسارة فادحة في الأسهم، وحياتي - ولله الحمد- حالياً مستقرة عائلياً, وظيفياً ومالياً.

شكر الله جهدكم ونفع بكم.

- أخي الكريم الزاناكس xanax هو أحد الأدوية النفسية التي من المعروف طبياً أنها قد تسبب الإدمان، لذلك فهو لا يصرف إلا بوصفة طبية خاصة ومقيدة.. هذا بشكل عام، لكن في حالتك أنت تحديداً، وحيث إنك ذكرت أنك تستخدم ومنذ سنتين فقط نصف حبة إلى حبة، فالذي يبدو لي أنك -باذن الله- لم تصل إلى مرحلة الإدمان بمعناه الفيزيائي الجسدي بدليل أنك لم تضطر لزيادة جرعة الدواء مع الوقت لعدم فاعلية الجرعة السابقة وهو ما يسمى طبياً tolerance الذي يعتبر أحد أهم علامات الإدمان لمثل هذه النوعية من الأدوية.. وقد تكون تعلقت بهذا الدواء نفسياً وارتحت كثيراً لمفعوله، لكن نصيحتي لك أخي الكريم وبما أنك -ولله الحمد- حالياً مستقر تماماً من جميع النواحي هي التوقف عن استخدام هذه الحبوب بعد استشارة طبيبك.. وقد يكون هذا هو الوقت المناسب لإيقافه. وفقك الله.

الحرية النفسية

* ما المقصود بالحرية النفسية؟

- الحرية النفسية هي إحدى التقنيات الحديثة المرتكزة بشكل أساسي على مفهوم مسارات الطاقة في الجسم, يطلق على العلاج بهذه التقنيات اسم EFT اختصاراً، وهي ليست من تقنيات العلاج النفسي المعترف بها طبياً؛ نظراً لافتقارها للبحوث والتجارب العلمية المقننة والمنضبطة لإثبات فعاليتها علمياً.

يشير المتحمسون لهذه التقنيات إلى أنه بإمكان الشخص عن طريق الربت (أي النقر الخفيف بالإصبع) على مواضع معينة من الجسم كالجبهة وما بين الحاجبين التخلص من المشاعر السلبية والمخاوف بمختلف أنواعها.. والحقيقة أن ظهور نتائج إيجابية لمثل هذه التقنيات مع بعض الأشخاص هو أمر وارد، لكن السؤال الأهم هنا أورده كمتخصص هو: هل النتائج جاءت بتأثير عامل (الإيحاء) فقط وبذلك تكون نتائج وقتية محدودة لا تلبث إلا أن تزول مع مرور القليل من الوقت وزوال التأثير الإيحائي للمعالج أم أنها تتجاوز ذلك إلى تأثير علمي حقيقي كما هو الحال مع بقية الوسائل العلاجية المعروفة والتي جرى بحثها عبر مئات السنين. والحديث عن الإيحاء وتأثيراته النفسية يطول ولعلي أخصص له مساحة أكبر في الأسابيع القادمة بإذن الله.

إضاءة

الخطوة الأولى والأهم للإنجاز هي توقع النجاح وقبول احتمالية الفشل.

* دكتوراه في الطب النفسي - كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي- الرياض


e-mail: mohd829@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد