Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/05/2008 G Issue 13013
الخميس 10 جمادى الأول 1429   العدد  13013

الرياضة والأخلاق

 

إن الرياضة في الإسلام تربي الإنسان على الأخلاق الكريمة والقيم الفاضلة، وأن يبتعد الرياضيون بها عن التعصب والصخب ويتصفوا بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي تحميهم من اللعب الفوضوي في الشوارع بعيداً عن التوجيه السليم واللعب الصحيح، وهي تهذب، وتقوي أواصر الألفة والمحبة بين الفرق المنافسة في المباريات والبطولات وأن تتقبل الهزيمة أو الفوز بكل روح رياضية. والرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس، وما جدوى أن يحقق هذا الفريق البطولة تتدلى على صدورهم أوسمة متجردة من معاني الأخلاق الفاضلة، فالرياضة ليست وسيلة لتحقيق الغايات فقط، بل الرياضة وسيلة وغاية لتهذيب النفس قبل ترويض الجسد، فتحقيق الشهرة يحتاج إلى جهد ومثابرة ومقدرة على الصبر والإبداع، وهناك الكثير من الرياضيين الذين وصلوا إلى النجومية لكنهم سقطوا سريعاً، وذلك بسبب عدم التزامهم بالأخلاق الرياضية.

لذلك ينبغي على الرياضيين احترام المبادئ السامية للرياضة عامة فهي تاج الرياضة وأن يلتزم بها المتسابقون، والمتنافسون في مختلف الألعاب الرياضية، عند الفوز أو الهزيمة فلا يؤثر عليهم الفوز، ولا تثيرهم الهزيمة، فالمنافسات، والمباريات الرياضية تجري في جو من التفاهم والانسجام، وفي حدود الذوق والنظام والأدب، لا يفخر غالب على مغلوب، ولا يحقد مغلوب على غالب، لأن المقصد كما ذكر الباحثون في مختلف العصور اعتبار المسابقات، والمنافسات، والمباريات، وسيلة تربوية وجسدية، وعقلية، مصحوبة بتهذيب خلقي، وتقويم نفسي، تجعل اللاعب الرياضي ينال مرتبة سامية بين الجماهير الرياضية. لكن من السلبيات ما يصدر عن فئة خاصة -وإن قلّت- من المجتمع الرياضي عامة من ممارسات وأفعال لا تتصل بالأخلاق الرياضية ب(صلة) ولا تتصل بأخلاقنا الرفيعة المتعاهد عليها منذ عرفت الرياضة في بلادنا، وبدلاً من أن نتخذ الرياضة -على كافة أشكالها- (وسيلة) للتنافس والمحبة والترفيه عن النفس، نتخذها (غاية) لإرهاق النفس وإعيائها بالأمراض المختلفة والآفات، وكثيراً ما نردد (الروح الرياضية) ملء الأفواه إلا أن الكثير من الرياضيين يرددونها ولا يطبقونها أو لا يعرفون معناها، وأبسط دليل على هذا الواقع في المباريات، انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، وتبادل الشتائم والألفاظ النابية بين بعض الجماهير ونزول بعض الجماهير إلى الملعب أو استخدام أشعة الليزر وإعاقة هذه الجماهير الحركة المرورية في المنافسات الرياضية والكتابة على المرافق العامة والمساكن عبارات رياضية لا تليق بالرياضة.

وكما أن للرياضي صفات أخلاقية يجب التحلي بها، هناك أيضاً قيم أخلاقية للجمهور المتواجد في الملاعب يجب التحلي بها كي يقدم كل من الرياضيين والجماهير صورة حضارية تنقل التطور الرياضي في بلادنا الغالية وتعكس الأخلاق الرياضية والوعي الرياضي.

والشاعر يقول:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

عبدالعزيز السلامة - أوثال


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد