Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/05/2008 G Issue 13016
الأحد 13 جمادى الأول 1429   العدد  13016
منتدى دافوس الاقتصادي
د.خليل إبراهيم السعادات

في عام 1971 أسس - كلاوس شواب - وهو أستاذ في علم الاقتصاد منتدى دافوس الذي بدأ كناد صغير لرجال الأعمال الأوروبيين بمدينة دافوس بسويسرا، وتحول هذا النادي إلى مؤسسة ضخمة تضم النخبة التي تقود العالم في غالبية المجالات.

ويلتقي في هذا المنتدى ألف من ممثلي الشركات الكبرى أو أكثر والقادة السياسيين بهدف النقاش في المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وكيفية حلولها وتقع مدينة دافوس قرب سلسلة جبال الألب السويسرية وفيها حوالي 12000 شخص، وقد اشتهرت برياضاتها الشتوية للطبقة الغنية لممارسة رياضة التزحلق على الجليد.

وقد اكتسبت دافوس شهرتها العالمية باحتضانها سنوياً للملتقى الاقتصادي العالمي حيث تصبح في شهر يناير من كل عام عاصمة العالم لاستقطابها أبرز وأكبر الشخصيات والمفكرين في مجالات الاقتصاد والمال والأعمال والسياسة حول العالم.

وقد انطلقت أول دورة للملتقى الاقتصادي العالمي عام 1971 وكانت متخصصة في إدارة الأعمال والمؤسسات، ثم توسعت الأنشطة لتضم أهم مواضيع الساعة ومتطلبات المستقبل في النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية، وتعتمد الهيئة المنظمة للملتقى سياسة انتقائية للغاية - وذلك بحسب أحد المواقع في الشبكة المعلوماتية - في اختيار الشخصيات التي يقع استدعاؤها في كل دورة، ويتم الحجز لحضوره قبل عام على الأقل، ويعد المنتدى أحد المنابر التي تتبنى ما يسمى العولمة حيث يجمع هذا اللقاء السنوي رؤساء دول ووزراء وأعضاء برلمانات وإعلاميين وأكاديميين بالإضافة إلى شركات دولية عابرة للقارات وممثلي المنظمات غير الحكومية لتكوين تصورات مشتركة معهم حول القضايا الدولية والإقليمية الأساسية المطروحة على جدول الأعمال في كل عام، وذلك على مستوى المؤتمرات السنوية أو الجلسات الاستثنائية غير العادية وهي جلسات شكلت ظاهرة جديدة لانعقاد المنتدى خارج مقره الأصلي.

ويعقد المنتدى اجتماعاته السنوية في دافوس حيث تم وضع مسودات لخطط ومشاريع اقتصادية مشتركة وعلى الرغم من أنه رسمياً منظمة غير حكومية ولا تستهدف الربح ومفتوحة لمن يرغب إلا أن شروط عضويته تحتم أن يكون دخل الشركة لا يقل عن مليار دولار في السنة إلى جانب اشتراك عضوية سنوي 12.500 دولار، أما الاشتراك في المؤتمر السنوي فيتكلف 6250 دولار، وإذا أرادت الشركة في وضع موضوعات المؤتمر قبل انعقاده فتتكلف 250.000 دولار، وإذا أرادت أن تكون شريكا دائما فتدفع 78.000 دولار.

ويحضر المؤتمر السنوي مجموعة من التحف الاقتصادية إلى جانب رؤساء الحكومات والوزراء وبعض منظمات المجتمع المدني المختارة إلى جانب بعض المحامين والصحفيين والأكاديميين، وقد رأى قادة العالم أن الاجتماعات السنوية ليست بكافية لدرء مخاطر العالم فوجبت الحاجة لعقد اجتماعات إقليمية من 5 إلى 10 اجتماعات على مدار العام في أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط من أجل التسريع لعملية الانفتاح والاندماج الاقتصادي والتعبئة السياسية.

وكان نصيب ما يسمى الشرق الأوسط ثلاثة اجتماعات إقليمية بدأت في 2002 حتى 2005 في الأردن تستهدف دمج المنطقة في الاقتصاد العالمي ومناقشة مستقبل الشرق الأوسط السياسي والاقتصادي وما يتطلبه ذلك من استقرار لتنشيط وجذب الاستثمارات.

وهناك من يرى أن المنتدى يخدم مصالح الدول الكبرى والشركات العالمية ويقوم بدور تعبوي ودعائي لهذه المصالح ويتماشى مع سياسات منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي في هذه الأمور وعلى الله الاتكال.

* كلية التربية - جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد