Al Jazirah NewsPaper Monday  19/05/2008 G Issue 13017
الأثنين 14 جمادى الأول 1429   العدد  13017
عذاريب
بطولة الإنصاف
عبد الله العجلان

أجمل ما في بطولة الشباب الأخيرة (كأس خادم الحرمين الشريفين) أنها أنصفت تفوق وبروز وتميّز فريق الشباب، مثلما كانت تتويجاً ذهبياً وفي المكان والزمان المناسبين لعقل وجهد وفكر وتخطيط ودهاء الرئيس المهذب والأنيق خالد البلطان، هذا الذي عاد مجدداً لإثبات أنه قائد فذ وإداري محنّك وبارع في صياغة النجاح وإنتاج ألذ وأجمل وأغلى البطولات..

الأمر الآخر والأهم أنها أعلنت بالحقائق والأرقام وبوضوح تام أن الشباب بترسانة نجومه وروعة إدارته ووفاء ودعم الأب الروحي له سمو الأمير خالد بن سلطان، قادم بقوة في المواسم المقبلة لإحراز المزيد من البطولات، وأن البطولة الأخيرة ما هي إلا بداية حصاد البذل والتعب وسنوات البناء..

هنيئاً لنا وللكرة السعودية قبل الشبابيين بعودة الإعصار لسابق مجده وإنجازاته، وبقدومه هذه المرة أكثر سحراً وإمتاعاً وجمالاً وإشراقاً..

وليمة الانضباط

كل من شاهد وتألم وتقزّز من منظر الحسن كيتا في النهائي وهو يعود لمزاولة واحدة من كوارثه المتواصلة. سيلقي باللائمة على لجنة الانضباط التي ظلت تبارك وأحياناً تغض الطرف عن تهوره وهيجانه حتى شعر بأن لا أحد سيردعه، ولا عقوبة ستقف في وجه تماديه وإيذائه..

ما قام به كيتا لم يكن تعرية لسلوكياته فحسب، وإنما أحرج وفضح قرارات ولوائح اللجنة، كما أثبت صحة ما سبق أن كررناه وحذّرنا منه، وأن لجنة الانضباط نفسها بحاجة لمن يضبطها، أما أولئك الذين استماتوا في الدفاع عنه، وحاولوا دائماً قلب الحقائق وأن كيتا بريء مما يوجه إليه، فهؤلاء لم ولن نستغرب منهم أساليب الفبركة وبث الأكاذيب وها هي الأيام والأحداث تكشفهم على حقيقتهم..

كل ما نتمناه وبعد أن وصلت الأمور إلى منتهاها، هو أن يكون لاتحاد الكرة إجراء تنظيمي يضع لجنة الانضباط في إطارها الصحيح ومعناها الحقيقي كجهة منضبطة فاعلة ومقنعة وقادرة على أداء واجباتها بعيداً عن أية خروقات أو تجاوزات أو تسهيلات لأندية على حساب أخرى كما حدث في الموسمين الأخيرين..

سقوط على المكشوف!

حينما يدفع المشترك في قنوات (ART) رسوم اشتراك سنوية تصل إلى (1200) ريال فعلى الشبكة واجب احترام مشاعره وتحقيق رغبته وفق الحدود والآداب والأخلاق المهنية، بيد أن ما يحدث في مواقف كثيرة يتنافى مع هذا المبدأ تماماً. ويكشف أنها مهتمة بأهوائها وعلاقاتها وعواطفها أكبر بكثير من اهتمامها برغبة وراحة ومتطلبات مشتركيها، أو حتى بأبسط واجباتها الإعلامية وأهدافها التجارية..

لا يليق بقنوات تدّعي الحيادة، وأنها من وإلى الجميع، الوقوع في (فضيحة) التستر على جريمة (كيتا) البشعة والمؤذية، وإخفائها على حساب الأمانة والمصداقية، ومن ثم عرضها بعد أن أحرجتها وتفوّقت عليها القناة الرياضية السعودية.. كما لا يحق لها تحت أي مسوغ ولأي سبب كان أن تتحوّل في نهائي كبير وبحضور قائد الأمة وأصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين وجماهير غفيرة وملايين المشاهدين وبكل طواقمها الفنية والإدارية والتقنية إلى عبارة عن (كاميرا) خاصة تتابع وتنقل في عز المباراة وتصاعد إثارتها وأحداثها حركات وسكنات رئيس الاتحاد السابق منصور البلوي وبطريقة استفزازية ومزعجة للمشاهد الذي ذهب ضحية عبثية القناة و(بربسة) القائمين عليها..

هي بتصرفاتها هذه ترتكب خطأ مهنياً فادحاً يضر بمصالحها وعلاقاتها مع المشاهدين، كما يغيّب دورها ويشوّه صورتها، ويضعف مركزها مع المنافسين، وتحديداً الجزيرة الرياضية التي لفتت الأنظار وأبهرت العالم في نقلها وإخراجها لنهائي كأس أمير دولة قطر وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة من إخفاق (ART).. إلى جانب المزايا والخدمات والبطولات الحصرية التي فازت بنقلها الجزيرة وفي مقدمتها بطولة كأس أمم أوروبا في الشهر القادم وبرسوم اشتراك معقولة (110) ريالات..

أخيراً.. هل تعترف (ART) بأخطائها وتهتم بشكلها وتحسّن صورتها وتستعيد ثقة المشاهدين بها؟! أم تستمر تكابر وتغامر وتمارس أدواراً تزيد من مشاكلها وتتصادم مع مشاهديها بدلاً من أن تتصالح معهم وتلبي مطالبهم وتحترم أذواقهم..!

هذا هو الحال

لم يأت هبوط ثلاثي حائل (الطائي والجبلين والغوطة) مصادفة أو لسوء طالع وإنما جاء لأسباب بعضها يتعلق بواقع وظروف منطقة حائل وانعكاسها لما تمر به وتعانيه إدارياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. وكرة القدم تؤثّر وتتأثر بما يجري حولها سلباً أو إيجاباً تطوراً أو تخلفاً.

كتبت قبل أسبوعين عن هذه الإشكالية والآن وبعد أن اكتمل العقد بهبوط الجبلين فمن المنطق أن نشير إلى أن الأسباب الأخرى في تدهور الكرة الحائلية تكمن في تكون وأجواء وطريقة إدارة الأندية نفسها وفي مستوى علاقة وقوة وتفاعل أعضاء الشرف.

وهنا لا بد أن تقبل الأندية مع نفسها ومع منسوبيها وقفة مصارحة وتتخلص من آفة المكابرة ومن توجيه الأخطاء وأسباب الإخفاق إلى غيرها.. هنالك خلل كبير وهو امتداد لما كانت عليه أندية حائل في الموسم الماضي، أي أننا أمام وضع متفاقم وبالتالي من غير المنطق أن نربط ما حدث بأمور طارئة أو مستجدة بقدر ارتباطها بمجموعة قضايا وهموم إدارية وفنية ومالية بلغت مداها في الموسم الأخير.

حالياً لا يشفي ولا يكفي البكاء والعويل على ما وقع ويجب على العقلاء وخبراء ومحبي أندية حائل العمل على إعادة ترتيب الكثير من الأوراق والخروج من الأزمة بتحركات نشطة وشاملة ومخلصة تبحث عن مصلحة هذه الأندية والارتقاء بها وتقوية بنائها لنرى الكرة الحائلية وقد عادت مجدداً إلى حيويتها وإلى مكانها الطبيعي في القمم ومع الكبار.

* * *

* في الوقت الذي رفض فيه النصراويون المساهمة في دعم وتكريم سامي الجابر ها هم الهلاليون يشاركون بقوة ويقدمون لماجد عبد الله المبالغ الطائلة والهدايا الثمينة والسيارات الفارهة!!

* ترك موضوع رئاسة الهلال دون تنظيم أو تحديد موعد نهائي وحاسم سيكون له آثار سلبية على النادي الأزرق..

* من جديد.. نجحت القناة الرياضية السعودية وقدمت في النهائي عملاً تلفزيونياً مهنياً متكاملاً لاقى إعجاب واستحسان مختلف المشاهدين، كما قدمت لنا مخرجاً متميزاً سيكون له شأن كبير هو المخرج سامي الفيصل..

* لا شك أن كل الجماهير السعودية وبمختلف انتماءاتها ستكون حاضرة ومتفاعلة غداً مع حفل تكريم النجم الكبير ماجد عبد الله.. يستاهل..

* إلى متى والجماهير الاتحادية، وبسبب تدخلات وتقليعات الرئيس السابق منصور البلوي بعيدة عن معرفة ما يدور داخل أروقة العميد، وما حكاية التصوير مع كيتا وأكذوبة التجديد معه إلا قليل من كثير من سياسة تغييب الجماهير المغلوبة على أمرها..

* من الظلم إقحام اسم المدافع الشبابي صالح صديق وتصويره على أنه المتسبّب في تهور كيتا وتصرفه اللا أخلاقي..

* صعود الرائد وأبها لدوري الأضواء نتيجة طبيعية وختام جميل ومتوقّع لفريقين كبيرين وجديرين بالتواجد مع النخبة الممتازة.



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد