يواكب مجال تشخيص أمراض القلب تلك التطورات الطبية المستمرة، لا سيما في ظل تزايد الضغوط العملية والحياتية على الأشخاص وبالتالي تزايد حالات إصابات القلب. حيث أحدثت الأجهزة المتطورة نقله نوعية في التشخيص لتكون عاملاً مساعداً في الوصول إلى الخطة العلاجية المناسبة لعلاج أمراض القلب.. وتوجد طرق عديدة لتجنب تفاقم أمراض القلب، كما توجد علاجات مستمرة من شأنها أن تثبط هذا المرض. وفي حوارنا هذا مع الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي يكشف لنا ما هي أمراض القلب وأعراضها وكيفية التعامل معها وعلاجاتها.
أمراض القلب منها خلقي ومنها مكتسب
* دكتورعودة.. ما هي أنواع أمراض القلب؟..
- هناك نوعان لأمراض القلب (الخلقية): والتي تكون عند الولادة مثل تشوهات القلب والفتحات بين الأذينين والبطينين. (المكتسبة): وهي تصيب الكبار والصغار فهناك عند الأطفال التهاب شغاف القلب والتهاب عضلة القلب
القلب والروماتزم وإصابات الصمامات وغيرها، وعند الكبار لدينا أيضا هذه الأمراض وغيرها مثل إصابات الشرايين التاجية وجلطات القلب وار ضغط والتهابات التأمور واضطرابات النظم وكهربية القلب.
أعراض القلب متنوعة بحسب الحالة والآلام الواخزة منشؤها جدار القلب الخارجي
* ما هي أبرز الأعراض التي تصاحب مرضى القلب؟.. وكيف نفرق بينها وبين الأعراض المشابهة لها؟
- أعراض القلب متنوعة حسب الحالة المرضية، ففي حالات ارتفاع الضغط قد لا يشعر المريض بشيء, وأحيانا قد يحس الشخص بصداع صباحي قفوي في مؤخرة الرأس وأحيانا غثيان أو دوخة وقد يكون العارض الأول جلطة دماغية.
أما عن أعراض أمراض الشرايين التاجية فهي الشعور بآلام في الصدر (خناق في الصدر) وخاصة في منتصف الصدر بشكل ضاغط أو عاصر, وقد ينتشر إلى الكتف الأيمن أو الأيسر وهو الإحساس بثقل في الصدر.. أما الآلام الواخزة والحادة والتي تزيد مع التنفس قد يكون منشؤها الجدار الخارجي للقلب (التهاب التأمور). ومن الأعراض أيضا ضيق النفس وزيادة سرعته وخاصة مع الجهد أو عند الاستلقاء مساء للنوم، وكذلك تورم الطرفين السفليين. وهناك أيضا الخفقان وسرعة ضربات القلب أو الشعور بضربات قوية. كما يوجد أيضا أعراض أخرى لأمراض القلب بحسب الحالة.
جهاز c.t.scan يتمتع بتقنية ودقة وسرعة عالية جدا في التشخيص
* تتعدد الفحوصات التشخيصية للقلب، كيف ترون الطرق المثلى لاكتشاف هذه الأمراض؟
- أصبحت طرق التشخيص أكثر دقة وسهولة وتعتمد على التقنيات الكمبيوترية بالدرجة الأولى، من حيث تخطيط القلب العادي إلى اختبار الجهد وكذلك الإيكو القلبي (تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية) مع الألوان وثلاثي الأبعاد.
ويوجد لدينا مؤخراً تصوير شرايين القلب عن طريق التصوير المقطعي (c.t.scan) للقلب. ومركز الدكتور سليمان الحبيب كان سباقا في إحضار هذا الجهاز. حيث يعتبر الأول من نوعه في القطاع الخاص فهو أحدث جهاز من هذا النوع وذوي تقنية عالية جدا. وقد قمنا بتدريب خاص على الجهاز وبشهادة خاصة للعمل بحرفية وكفاءة عالية وإجراء الفحوصات وقراءة النتائج والتوجيه بما يلزم المريض.
ونستطيع خلال ثوان قليلة فقط أخذ مئات الصور للشرايين التاجية بعد حقن كمية بسيطة من المادة الملونة في أحد أوردة الذراع بدون إجراء القسطرة المعتادة، كما نستطيع وبدقة عالية الوصول إلى تشخيص دقيق لحالة الشرايين التاجية هل هي ضيقة أو مسدودة، بالإضافة إلى ذلك تظهر نسبة التضيق ومكانه وماذا يجب أن نفعل به. كما يميز هذا الجهاز السرعة بإجراء الفحوصات حيث أنه يعتمد على 64 مقطع, وهذا ما يلزم أن يكون نبض المريض أقل من 65 نبضة في الدقيقة لنحصل على صورة واضحة جدا ودقيقة، وكمية أشعة أقل من مثيلاتها. فهذا التصوير حاليا يغني عن القسطرة التشخيصية ولكن لا يقوم مكانها للعلاج ولذلك يجب مراجعة استشاري القلب المتمرس الذي لديه خبرة لاختيار النوع الأمثل من الطرق التشخيصية.
الأعراض مؤشر
لإصابة القلب بمرض ما
* كيف يتم التعامل مع هذه الأعراض أثناء حدوثها؟
- إن سرعة الوصول إلى طبيب القلب المختص أمر ضروري لأنه بعد مشيئة الله قادر على الفصل بين ما هو مرض قلبي يستدعي العلاج الفوري أو دخول المستشفى، وبين ما هو عارض لمشاكل بسيطة في جدار الصدر نفسه، أو من الأعضاء الأخرى كالمريء أو المعدة.
فعليه التوجه إلى طبيب القلب المختص ليشرح له كيفية الأعراض ومدتها وزمنها. وبالتالي قد يصل الطبيب إلى تشخيص تفريقي يوجهه نحو المرض، ولكن قد يحتاج المريض أيضاً إلى فحوصات أخرى للكشف عن هذه الأعراض.
الأكثر إصابة به مرضى الضغط والسكر والمدخنون.
* ما هي الفئات الأكثر تعرضاً لأمراض القلب؟.. وكيف يمكن تجنب هذه الأمراض؟..
- الفئات الأكثر تعرضاً لأمراض القلب هم الناس الذين لديهم وراثة عائلية لأمراض القلب، والذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم والذين يعانون من داء السكري والمدخنين والبدناء، بالإضافة إلى ذلك المتعرضون لضغوط نفسية شديدة.
وبلا شك فإن الوقاية من أمراض القلب خير من الوقوع في المرض إن أمكن، ويمكن تقليل نسبة الإصابة بأمراض القلب بالتوقف عن التدخين للمدخن, والإقلال من تناول الدهون الحيوانية مثل اللحوم الحمراء وتنظيم السكر والضغط، والابتعاد عن الضغوط النفسية إن أمكن، كذلك يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة من حمية وأخذ العلاجات اللازمة للحفاظ على السكر والضغط والكولسترول ضمن الحدود الطبيعية وكذلك التوقف.
أمراض القلب شهدت نقلة نوعية من حيث التشخيص والعلاجات
* دكتور محمد.. ماذا عن العلاجات المتوفرة حاليا لمرضى القلب؟.
- لقد شهدت أمراض القلب نقلة نوعية في السنوات الأخيرة من حيث التشخيص والعلاجات, فقد توفر لدينا في الوقت الحالي كمية كبيرة جدا من أفضل العلاجات للضغط والكولسترول وكذلك لمعالجة احتشاء القلب في مراحله الحادة (الجلطات والذبحات الصدرية) من مميعات للدم وأدوية موسعة للشرايين، وكذلك وسائل حديثة مثل فتح الشريان بالقسطرة ووضع الدعامات وكثير من أمراض القلب العلاجية أصبحت تعالج بدون فتح الصدر عن طريق القساطر.