Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/05/2008 G Issue 13018
الثلاثاء 15 جمادى الأول 1429   العدد  13018
فيما لا تزال الأساليب السابقة غير مجدية
تقنيات واعدة لتشققات السمنة والحمل

تُعَد التشققات الجلديه(stretch marks) من أكثر المظاهر الجلدية بروزاً في فترات البلوغ لدى الرجال والنساء، وتؤثر هذه التشققات في أكثر من 50% من البالغين، وقد تصل في بعض المجتمعات إلى 90%، ونظراً لما تخلفه هذه التشققات من تشويه للجلد، فإنّ علاجها يعتبر هاماً جداً لكل من الأطباء والمصابين.

ولذا لا تكاد تجد شركة من الشركات مستحضرات التجميل لا تنتج مركباً يقاوم ويحارب ويعالج هذه التشققات!!.

أسبابها

من الناحية العلمية الطبية فإنّ من المتفق عليه أن الزيادة المفرطة في الوزن هي أحد الأسباب الرئيسيه لظهورها، كما هو الحال عند الحوامل. إلا أن هذا ليس كافياً .. إذ يوجد من النساء الحوامل من لا يحصل عندها شيء من ذلك، ما يدل على وجود عوامل أخرى مساعدة منها، التغيير الهرموني على سبيل المثال وبالأخص هرمون الكورتيزون، فالأشخاص الذين يأخذون جرعات علاجية عالية منه ولفترة طويلة يحصل لدى كثير منهم هذه التشققات وفي مناطق مختلفة من الجسم (صورة)، بل إن استخدام بعض المركبات الموضعية المحتوية على نسبة عالية من الكورتيزون تسبب أيضاً تشققات مع عدم زيادة في الوزن، مما يدل على ان هذه المركبات مسبب رئيسي لها.

وأما التشققات عند البالغين فهي الأكثر انتشاراً وتكون أكثر ظهوراً مع زيادة الوزن والسمنة، ولذا ينصح الشباب والفتيات بالمحافظة على وزن معتدل عند البلوغ يقلل من ظهورها.

التشققات الحمراء هي البداية

أول ما تظهر التشققات تكون عادة حمراء وصغيرة، وعلى الشاب والفتاة في هذه الفترة أن يبذل ما في وسعه أن لا يزيد وزنه لأن ذلك يقلل بشكل كبير من زيادتها ثم يبدأ اللون بعد ذلك بالاختفاء تدريجياً ثم تتحول بعد ذلك إلى اللون الأبيض ثم تستقر وقد تأخذ لون الجلد أحياناً.

الاختلال في النسيج

عند فحص التشققات مجهرياً يظهر ضمور في النسيج الضام من مادة الكولاجين وما حوله، وترق الطبقة العليا من الجلد، مما يحدث ما يشبه الفتق في الجلد، ويعتقد أن سبب ذلك التضخم السريع للطبقة الدهنية المبطنة للجلد. (... ...)

المركّبات الموضعية والتشققات

نظراً للطلب المتزايد من النساء خاصة لإيجاد علاج هذه التشققات، لم تفوت الشركات الفرصة في انتاج مستحضرات كثيرة كعلاج سحري لها، الا أنها تفتقد لأي اثبات تحريبي عملي، ولما كانت المشكلة تكمن في ضمور جزئي للكولاجين، صار البحث دؤوباً للمركبات المحفزة للكولاجين وكان على رأسها مركبات فيتامين أ، وحمض الجلايكول وما شابهها، حيث أثبت أنها قادرة على تحفيز انتاج الكولاجين، إلا أن هذه المركبات لم تظهر نجاحاً واضحاً لهذه المشكله، بل إن الذين استفادوا منها قليلاً، واحتاجوا لشهور عديدة لظهور نتائج جزئية، في معظم الأبحاث العلمية التي اجريت عليها.

العلاج الجراحي

وحيث لم تظهر نتائج مقنعه للعلاجات الموضعية، اتجه بعض جراحي التجميل إلى ايجاد حل جراحي باستئصال هذه التشققات وإعادة خياطتها جراحياً، الاّ أن هذه الطريقة وإن كانت تبدو جيدة، إلا أن أثر الخياطة الجراحية قد يكون أسوأ من التشققات نفسها، لذا لم تلق هذه الطريقة رواجاً كبيراً بين المرضى، الا في الحالات الشديدة جداً.

ثاني أكسيد الكربون تحت الجلد

ظهرت في الآونة الأخيرة طريقة سهلة لعلاج التشققات، وهو حقن مادة ثاني الاكسيد الكربون بإبرة رفيعة داخل هذة التشققات، وإعادة الحقن في فترات متلاحقه، وعلى الرغم من الوعود الوردية لهذة الطريقة الا انها ما زالت تفتقد إلى الإثبات العملي بفعاليتها، وإن ثبتت قستكون متناولة في أيدى كثير من المصابين لأنها رخيصة وآمنة ونحن بانتظار ظهور الإثبات العلمي لها.

تقنيات واعدة

وآمنة من أجهزة الليزر

ومع ظهور تقنيات مبتكره لأجهزة الليزر، بدأت محاولات جادة لأجهزه الليزر كعلاج آمن، فكانت البداية مع أجهزة الليزر المخصصه لعلاج الوحمات الدموية، فأظهرت هذه الأجهزة فاعلية في إزالة اللون الأحمر القاتم من هذه التشققات، ونظراً لإصرار بعض المرضى إلى الاستمرار في العلاج، وجد ان هذا النوع من الليزر يحفز بشكل بطيء انتاج الكولاجين، مما ادى الى اختفاء شبه كامل للتشققات الرقيقه (لا السميمية)، حتى اصبح هذا الجهاز شائعا لعلاج التشققات الحمراء، وكذا البيضاء الخفيفة (الرفيعة) الا ان يحصل الشخص على نتيجة مقبولة، مما يجعله لا يكسب قبولاً واسعاً لدى المصابين بهذه التشققات.

أجهزة التقشير

تُعد أجهزة الليزر المقشرة لكامل الجلد مثل co2 أوErbium من الأجهزة التي تزيل الطبقة السطحية للجلد، وتحدث انكماشا في انسجة الجلد الداخلية بما فيها الكولاجين مما ينعكس بشكل إيجابي على التشققات فيصغر حجمها وتوسعها، ومع مرور الوقت تساعد عمليه الالتئام على انتاج كمية اضافية من الكولاجين يضيف الى سد ملء الضمور الحاصل في الجلد، الا أن هذه الطريقة أيضا لم تلق كبيرا نتيجه لظهور اعراض جانبية لهذة الأجهزة من التصبغات وغيرها، بالإضافة إلى طول مدة الالتئام والعناية الفائق المطلوبة بعد العلاج.

أجهزة الضوء IPL

ومع انتشار اجهزة الضوء المكثف IPL، بدأت بعض الدراسات لتطبيق العلاج هذة المشكلة المعضلة، الا ان النتائج لم تكن بعيدة عن اجهزة الليزر السابقة لعلاج الوحمات الدمويه، بل وربما كانت بعض المضاعافات الجانبية مثل التصبغات اكثر بروزا مع هذه الأجهزة، وبقي الأمر كما هو عليه، فلم تضف هذه الأجهزة شيئاً زيادة على ما قبلها.

أجهزة التقشير الجزئي

Fraxil Resurfacing

امتداداً لأجهزة التقشير الكامل، ظهرت أجهزة التقشير الجزئي لحل الكثير من مضاعفات اجهزة التقشير الكامل، وقد أظهرت الدراسات المتعددة والكثيرة الى فعالية جيدة لهذه الأجهزة التقشيرية الجديدة في علاج ندبات حب الشباب الخفيفة والمتوسطة وعلاج ندبات الحروق السطحية والمتوسطة كذلك، اضافة الى الميزات الكبيرة من عدم ظهور المضاعفات الجانبيه المصاحبة لمثيلاتها من طيلة مدة الالتئام وظهور التصبغات، ومن هنا بدأت الدراسات الأولية في علاج التشققات سواء من الحمل أو غيرها وقد أظهرت نتائج جيدة ومرضية بشكل كبير للمعالجين بها، إلا ان أحد عيوبها مثل سابقتها ان تحتاج إلى عدة أشهر لحين ظهور هذه النتائج، والسبب في ذلك يعود إلى وقت حتى يتلاءم الجلد مع ما حوله، والثاني أن هذه أن هذه الأجهزة تحفز إنتاج الكولاجين ولكن تأخذ عدة اشهر حتى يتم تكون هذا الكولاجين الجديدة ويشد معضم الضمور الحاصل في الجلد، وليس من المعروف الى الآن ما إذا كان هذه النوع من الأجهزة سيكون فعالة لعلاج التشققات الشديدة والكبيرة، ومن النظر الطبي العلمي تعد هذه الأجهزة الأقرب في الوقت الحالي لإظهار نتائج جيدة وفاعلة وبالأخص للتشققات البيضاء الخفيفة والمتوسطة.

استشاري أمراض وزراعة الشعر وجراحة الليزر - رئيس وحدة الليزر كلية الطب - جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد