Al Jazirah NewsPaper Friday  23/05/2008 G Issue 13021
الجمعة 18 جمادى الأول 1429   العدد  13021

الاستشارة والمستشار
عبدالله إبراهيم حمد البريدي

 

قيل: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه

وقيل: ما خاب من استشار

وقيل: وإن باب أمر عليك التوى - فشاور لبيباً ولا تعصه.

يسأل سائل: ولماذا استشير وقد وهبني الله عقلاً وفكراً؟

جواب هذا السائل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الخلق أمره الله تعالى باستشارة أصحابه، فكيف يستغني عنها غيره؟

إذا نخلص إلى أنه لا غنى لأحد منا عن استشارة من حوله لأمر أشكل عليه أو أزمة مر بها، وهل يخلو أحد من إشكال؟

يتفرع الحديث وتتشعب الأفكار عند التطرق لموضوع الاستشارة، وسأركز على أمرين أراهما أهم من غيرهما في باب الاستشارة.

الأمر الأول: فوائد الاستشارة:

1 - الاستشارة بحد ذاتها عبادة لله، إذا توافر فيها الإخلاص، لأن الله أمر بها وفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم فشاور أصحابه رضوان الله عليهم.

2 - في الاستشارة اكتشاف للعقول الناضجة النابغة، كما أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أهمه أمر قال لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (غص غواص).

3 - الاستشارة تؤدي إلى تأليف القلوب، فقد يستشير من هو أعلم من المستشار تحبباً وتقرباً إليه.

4 - فيها بعد عن المخاطرة، والتوحد بالرأي.

5 - في الاستشارة استعارة لعقول الآخرين، فيكون للمستشير عقول.

6 - في الاستشارة تدريب للمستشار على التفكير والتأمل.

7 - غُنْم الاستشارة للمشير وغرمها على غيره، وقد قال أحد الشعراء:

وأكثِر من الشورى فانك إن تُصب

تجد مادحاً أو تخطئ فتُعذر

الأمر الثاني: صفات المستشار:

كما أن فوائد الاستشارة كثيرة، فصفات المستشار كثيرة أيضاً ومنها:

1 - التقوى والصلاح فمن شاور أهل الفساد والهوى فهو:

كالذي شاوَرَ الدُجى في سُراهُ

وَاستغشَّ النُجومَ والأقمارا

2 - أن يكون المستشار ذو علم واطلاع بأمر الاستشارة.

3 - الأمانة وكتمان سر أو أسرار المستشير: (المستشار مؤتمن).

4 - اجتناب الهزل والجدية في الأمر، مهما كان أمر الاستشارة، فهي مسؤولية وأمانة.

5 - أن يكون ناصحاً للمستشير وصادقاً معه فإن رأى أنه لا يستطيع أن يبدي رأياً لأي سبب فليعتذر.

6 - استئذان المستشير في الاستعانة برأي آخر أو آخرين عند عدم معرفته للحق والصواب.

7 - طلب تفصيل الأمر، والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة منه حتى يصل إلى النتيجة أو الرأي الأمثل والأصح.

* رافد:

يقول الشاعر حنا الأسعد:

شاور أخا الحزم إن تُدهى بمشكلةٍ

فالمستبدون لا يخلون من ندمِ

ليس التفرّد بالآراء ممتدحاً

ولو تفرد مبدي الرأي بالحكمِ

فالحزم بالرأي أن تبدى مشاورة

إلى الثقاة أولى الإرشاد والهممِ

إن يشكل الأمر شاور من به ثقة

ديناً ورشداً فتأمن زلة القدمِ

al-boraidi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد