Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/05/2008 G Issue 13022
السبت 19 جمادى الأول 1429   العدد  13022
يارا
عبد الله بن بخيت

تخيل العالم بلا أرامكو أو نفط السعودية. كم سنة يمكن أن تعود المملكة إلى الوراء وكم سنة يعود العالم أيضاً، لا أحد يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولا يمكن تخيل ما لم يحدث في التاريخ، كل ما حدث في الماضي كان يجب أن يحدث، فالمسألة يمكن قراءتها من باب التخيل. المملكة الآن في قلب العالم الحديث بفضل القرار التاريخي الذي اتخذه الملك عبدالعزيز بالسماح للشركة الأمريكية بالتنقيب على أراضي بلاده. كان الزمن في حاجة إلى صلابة الملك عبدالعزيز وخياله البعيد. هذا ما أوصلنا إلى ما نعيشه اليوم.

تابع العالم قبل أيام قليلة مراسم الاحتفال الكبير الذي أقامته أرامكو بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيسها وتدفق النفط على أراضي المملكة. كان لرعاية خادم الحرمين الشرفين لهذه المناسبة دلالتها الواضحة. جاء خادم الحرمين ليعلن أن المسيرة مستمرة وستأخذ أبعاداً جديدة وسرعة أكبر. الكلمة التي ألقاها أمام الحشد كانت بياناً لبداية مرحلة جديدة من التنمية. شكر حفظه الله رجال أرامكو وشكر نساء أرامكو فضجت القاعة بالتصفيق والهتاف. كانت القاعة الضخمة تمتلئ بالرجال والنساء من كل مشارب الحياة ودروبها. لاحظنا جميعاً السعادة الكبيرة على وجوه النساء اللاتي شاركن في الاحتفال المجيد. بدت وجوههن أكثر إشراقة. فالشكر الكبير موجه لهن كما هو موجه لأمهاتهن اللاتي سبقنهن في هذه الشركة منذ أعوام طويلة.

الكل يعرف أن تجربة أرامكو لا تتوقف عند حفر الآبار وتطوير التكنولوجيا وتدريب المهندسين والمديرين بل تتعدى ذلك إلى الجانب الثقافي والفكري والاجتماعي حتى أضحت نموذجاً يتمنى كل السعوديين تعميمه على المجمتع السعودي بأسره. ثقة الشعب السعودي في قدرتها وفي إمكانياتها لا حدود لها وقد برهنت الأحداث على ذلك عندما أسند خادم الحرمين الشرفين رعاية وإدارة جامعة الملك عبدالله لها دون غيرها. هذه شهادة صريحة على إدراك الشعب السعودي ممثلاً بقائده للدور الثقافي الذي تضطلع به هذه الشركة. لم تكن مصادفة إذاً أن تعلن الشركة عن مشروعها الثقافي الكبير. مركز الملك عبدالعزيز للإثراء الثقافي. عنوان غير مسبوق لفكرة غير مسبوقة. سيضم هذا المركز مكتبة ومتحفاً للثراث والتاريخ الطبيعي وقاعة للعروض وقاعة أخرى للمسرح ومركزاً تعليمي ومتحفاً للأطفال بالإضافة إلى الخدمات الثقافية والترفيهيه الأخرى. لم أقدر على تخيل تصميمه وكيف يمكن أن يكون عندما ينتصب في مكان الحفل بعد سنتين ولكني على ثقة أن المركز سيأتي متفقاً مع عراقة أرامكو وقتالها المرير من أجل الحفاظ على تطلعاتها التحديثية المستمرة.

الشيء الوحيد الذي فات على الإخوة في أرامكو أن الضيوف الذين لبوا الدعوة للمشاركة في الحفل جاؤوا طوعاً وتقديراً للشركة العريقة العملاقة وليس لكي يقيّمهم موظفو أرامكوا اجتماعياً أو إدارياً. أقترح على الإخوة في أرامكو أن يعتذروا منهم بما يليق بمكانة الضيوف ومكانة أرامكو في نفوسهم.

فاكس 4702164



Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد