Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/05/2008 G Issue 13022
السبت 19 جمادى الأول 1429   العدد  13022
نهارات أخرى
نعم (إكرام النفس هواها)!
فاطمة العتيبي

قال علي -رضي الله عنه- (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء)..

* فالأخلاق بعضها منكر وبعضها خير

والأعمال بعضها منكر وبعضها خير

والأهواء بعضها منكر وبعضها خير..

والنفس الخيّرة تهفو إلى الخير وتتوق إليه ويصبح من إكرامها أن تتبعها هواها حيث الخير والصلاح والترفع عن النفاق والكذب والبحث عن المصالح على حساب الآخرين وحتى وإن تعبأ العالم حولك بهذه السلوكيات فظل كما أنت تهفو إلى حيث هوى نفسك.. حيث الخير والسمو.. فأكرم نفسك بأن تتبعها هواها السامي.

** حينما كنت أنصت لإلحاح أهلي على ضيوفهم للبقاء للغداء أو العشاء.. كان ثمة معركة تدور في هذه الأثناء فهذا يصر وهذا يصر.. وحينما يبدي الضيف رغبة ملحة بالرحيل لظروفه كانت العبارة الشهيرة التي تنهي مثل هذا الحوار الذي يتكرر هو (إكرام النفس هواها).

يقولها الضيف لمضيفيه طلبا منهم أن يجعلوا كرمهم له يظهر بأن يتركوا لنفسه هواها..

** هطلت هذه العبارة على الورق في أحد مقالاتي.. في هذه الزاوية وتحديدا (دلل نفسك) كنت أتحدث فيها عن النفس السامية المتطلعة دائما للنقاء التي تفيض بعلوها وترفعها عن الركض الدنيوي الساذج والنميمة والأكاذيب والأحقاد..

كنت أقول (كن كما تريد أنت لا كما يريد لك الآخرون أن تكون (إكرام النفس هواها)).

** وليقيني بأن الأنفس التي تفيض بالإيمان والنقاء والمتعلقة بالبياض وصفاء الروح لا تهفو إلا لخير إنها الدربة على حب الخير..

وتربية النفس على كراهة كل مخالف للطبيعة الإنسانية السوية.. تكفل أن يكون للنفس هوى خير..

ما الذي يجعلنا نهفو بأفئدتنا ناحية البيت الحرام..

وباتجاه تلاواته وصلواته والطواف في صحنه..

أليس اتباعا لهوى النفس التي تجد هدأتها بين أرجائه.. قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} (31) سورة آل عمران.

إن اتباع الخير.. هو اتباع لهوى النفس الخيرة التي تقودك باتجاه منابع الخير..

وتجعلك مثلما من يجلس على جمر حين ترى أو تشهد أو تسمع ما يخالف نفسك التواقة للصفاء والخير والسمو..

** القراءة المنقطعة والمجتزأة وتفسيره وفق هوى النفس الباحثة عن ما هو عكر تماما مثلما من يقرأ {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ} ويقف دون أن يتم {وَأَنتُمْ سُكَارَى}.

** اقتطاع عبارة من سياقها العام وتأويلها بما يخالف المعني بها هو اعتلال يلزم صاحبه مداواة نفسه كي تكون دائما ذات رؤية ووجهة خير..

** جعلنا الله من أصحاب القلوب العامرة بالحب للناس والخير لهم.. وجعل نفوسنا تهفو نحو هواها السامي المرتفع عن كل ما هو أذى.



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد