Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/05/2008 G Issue 13023
الأحد 20 جمادى الأول 1429   العدد  13023
رقص الأقحوانة
التنكيت على فلتة زمانه
محمد يحيى القحطاني

أشعر بأن بيننا أشخاصاً يتمنون جنازة يمارسون فيها هواية اللطم، ولا مانع عند البعض منهم أن يطرز حفلة اللطم هذه بشيء من خفّة الدّم التي هي بالتأكيد تنم عن ضحالة في التفكير وسطحية مقيتة.

لا بأس في النقد ولكن دون أن يقفز على حواجز الأدب بين الناقد والمنقود خصوصاً فيما قرأت للكاتب محمد السحيمي يوم الخميس الماضي في صحيفة الوطن الأخيرة حين حاول بخفة دم متناهية أن يخلع من محمد عبده (عباءة) الريادة في الفن وطالبه بأن يغني فقط دون أن يُبدي رأياً في أي شيء وكأن فنان العرب كأحد أبناء السحيمي الصغار.

السحيمي في نشرته النقدية مال بأسلوبه إلى إلغاء خمسين عاماً من الغناء ونقله للأسف مع المبتدئين والصغار، وهو كعادته حاولَ (التنكيت) في أكثر من موقع في لحظة اعتقد فيها السحيمي أن فنان العرب تخرّج منذ يومين من برنامج للهواة، ثم إن هناك بعض الأمور التي لا تحتمل في نقدها فرد العضلات والتلاعب بالمفردات وكأننا في مباراة حواري.

من أكبر أخطائنا التي نقع فيها هي رؤيتنا لمفهوم الحرية في النقد حتى جعلناه سهاماً وسياطاً نضرب به كل من نخالف ولا يعجبنا ولا مانع أن نزحف فوق أسوار تاريخهم لنشعر بنشوة اللهو، والأدهى والأمرّ أننا شغوفون حدّ (الحبور) حين نستمع لفنان من خارج حدود (السعودية) حتى أن كل واحد فينا ليبحث عن لقب يهديه إيّاه وكأنهم يفهمون ونحن لا نفهم حتى لو كان صفراً يقف على يسارنا.

هذه مشكلة من يعتقد بعلو كعب ثقافته فيمارس علينا (فلسفة) باطلة مروجاً لفيروز يوماً ول (رحابنتها) يوماً آخر وهكذا دواليك، وهو لم يعلم بأن فنان العرب عند الكثيرين من (السعوديين) أفضل ألف مرة من ألف فيروز ورحباني.

محمد عبده لم يسقط كما توهم البعض وجيّش لذلك آخرون وتمنى البعض ولكنه أخطأ كما يفعل جميعنا وتراجع كما لم يفعل غالبيتنا وهي شجاعة أحسبها تصب في صالحه.

حفلة التفريغ لم تنتهِ، وحتى يعود الجميع إلى سباتهم سنرى ما لم نرَ وسيخرج من كان ساكتاً دهراً، ولأنه فنان العرب فقد أشغل الدنيا منذ أن قال بأنه (فلتة زمانه).



fm248@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 796 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد