Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/05/2008 G Issue 13023
الأحد 20 جمادى الأول 1429   العدد  13023
جدتي

قرأت في صفحة متابعة في عدد سابق من (الجزيرة) خبراً بعنوان: (ضمن برنامج: ما أغلاك يا جدتي.. بنات نجران يقمن برنامجاً لتكريم الجدات)..

وذكرت بالمناسبة قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي تحت العنوان المذكور أعلاه وهي كالتالي:

لي جدةٌ ترأف بي

أحنى عليَّ من أبي

وكل شيء سرني

تذهب فيه مذهبي

(يعني تُسرُّ مثلي)

إن غضب الأهل عليَّ

كلُّهم لم تغضبِ

(حرّكت الباء بالكسرة وحقها السكون لضرورة الشعر)

مشى أبي يوماً إليَّ

مِشيةَ المؤدِّبِ

غضبانَ قد هدَّد بالضرب

وإن لم يضرَبِ

(مِشية: اسم هيئة وغضبان حال)

الأب يهدد ولا يضرب ويا ليت كل الآباء كذلك

فلم أجد لي منه غيرَ

جدتي من مهرَبِ

فجعلتني خلفها

أنجو بها وأختبى

(احتمى بجدته من أبيه، حيث الجدة أحنّ)

وهي تقول لأبي

بلهجة المؤنِّب:

ويحٌ له ويحٌ لهذا

الولد المعذِّبِ

(أي أنه يعذِّب أباه وأمه - ليس إلى درجة العذاب ولكنه الإزعاج والمضايقة)

وتستدرك الجدة قائلة للأب بعد أن حمَّلت الحفيد مسؤولية الإزعاج:

ألم تكنْ تصنعُ ما

يصنعُ إذْ أنتَ صبي؟

ولي تعليق:

- الجدة أم ولذلك فهي تُعطى السدس من الميراث.

- يظهر أن الجدة في القصيدة هي الجدة لأب أي أنها أم شوقي، حيث يعيشون في نفس البيت.

- يتراءى لي أن الجدة لأم أحن من الجدة لأب بدليل أن المطلقة ولها ابن أو ابنة إذا أرادت أن تتزوج جعلت حضانة الطفل - الطفلة إلى جدتها لأمها.

- أنا عايشت جدتي لأمي (أم السعيد) رحمها الله توفيت سنة 1948م عن عمر 96 سنة توفيت صوّامة قوّامة واعية ماتت وهي تتحدث إلينا وما كان أحب لنا أنا وإخوتي وأخواتي منها، كانت تعطينا الحلوى والفواكه والنقود.

- ونحن نقول: ما أعزُّ من الولَدِ إلا وَلَد الوَلَد.

- أخيراً.. هذه القصيدة كتبها شوقي للأطفال ضمن الشعر التعليمي الذي برع فيه وكان يأتي بالسهل الممتنع، وقد حاول حافظ إبراهيم وخليل مطران أن يتابعاه ولكن قصّر بهما الخطو فلم يشقا له غباراً، فكان شوقي يغرف من بحر وحافظ والمطران ينحتان من صخر.

نزار رفيق بشير-الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد