Al Jazirah NewsPaper Monday  26/05/2008 G Issue 13024
الأثنين 21 جمادى الأول 1429   العدد  13024
التوفيق بين السياسيين المتخاصمين يمثل التحدي الرئيسي لولايته
سليمان رمز للوحدة اللبنانية ورئيس توافقي حافظ على حياده

بيروت - رويترز

استطاع الرئيس ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني الذي انتخبه البرلمان رئيسا للجمهورية أمس الأحد الحفاظ على وحدة الجيش خلال ثلاث سنوات من الاضطرابات دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية جديدة.

وكرئيس جديد للبنان يتمثل التحدي الرئيسي أمامه في محاولة التوفيق بين السياسيين المتخاصمين الذين اتفقوا على توليه رئاسة بلد أصيب بالشلل بسبب صراعهم على السلطة.

وأبقى سليمان الذي يتولى قيادة الجيش منذ عشر سنوات الجيش بعيدا عن الاشتباكات التي اندلعت هذا الشهر عندما أشعل الصراع السياسي أسوأ صراع مدني منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990م.

وبدلاً من التصدي للمسلحين انتشرت قواته فقط للحفاظ على السلام بعد انتهاء المعارك بانتصار مقاتلي حزب الله أقوى الجماعات اللبنانية على الإطلاق والذي كانت تربطه بها علاقات طيبة في الماضي.

وقوبل تعامله مع الازمة الأخيرة بالثناء من قبل حزب الله بينما أثار استياء الائتلاف الحاكم بسبب ما ينظر اليه على انه عدم تصدي الجيش لهجوم الحزب.

ورغم انتقادها للجيش لم تسحب فصائل الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا دعمها لسليمان كمرشح توافقي لمنصب الرئيس الذي كانوا يأملون أن يشغله أحد زعمائهم.

ويتولى سليمان ( 59 عاماً ) منصباً شغر في نوفمبر تشرين الثاني عندما انتهت ولاية الرئيس السابق اميل لحود حليف دمشق الذي كان ينظر إليه خصومه على أنه دمية في يد سوريا.

وعين سليمان قائدا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا تهيمن على لبنان .. ونسق عن قرب مع القوات السورية قبل انسحابها من لبنان في عام 2005 تحت ضغوط لبنانية ودولية أثارها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وكرئيس للبنان سيتعين عليه مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان.

وكان سليمان غير راغب أو غير قادر على منع حزب الله المدعوم من سوريا وايران من بناء ترسانته وتجديدها بعد الحرب التي خاضها في عام 2006 مع إسرائيل.

وإذا كانت التوترات الطائفية في لبنان قد اختبرت وحدة الجيش فإن موارده تحملت أعباء أيضا بانتشار 15 ألف جندي في الجنوب بعد حرب عام 2006 وبسبب المعارك الطويلة مع متشددين إسلاميين في الشمال في عام 2007م.

وأشرف سليمان وهو ماروني من قرية عمشيت على انتشار القوات في الجنوب بموجب قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

ويتولى الرئاسة في لبنان ماروني بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي.

وعلت صورة سليمان كشخصية وطنية خلال المعارك التي استمرت 15 أسبوعا بين الجيش وإسلاميين متشددين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان قبل نحو عام.

والتف اللبنانيون حول الجيش خلال حملته ضد المتشددين التي قتل خلالها أكثر من 420 شخصا بينهم 169 جنديا قبل أن يتمكن الجيش من القضاء على التمرد.

ويجيد سليمان اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد.

وتخرج سليمان من الأكاديمية العسكرية في عام 1970 ويحمل إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد