Al Jazirah NewsPaper Monday  26/05/2008 G Issue 13024
الأثنين 21 جمادى الأول 1429   العدد  13024
أضواء
حتى لا يتدمر الخريجون نفسياً..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تدخل المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية وتجد أكثرها يشغل وظائفها المتوسطة -من كتبة السجلات والتقارير والفنيين من أخصائيي الأشعة والعلاج الطبيعي والصيادلة- الإخوة الوافدون من العرب وغير العرب.

تتوجه إلى البلديات الفرعية والأمانات تجد أيضاً الإخوة الوافدين يشغلون وظائف المساحين والأعمال الكتابية.. في القرى والمدن الصغيرة نجد أن معظم المدرسين والمعلمين من الإخوة الوافدين والأخوات الوافدات.

هذا في الدوائر الحكومية، أما في المؤسسات والشركات التي تتبع القطاع الخاص فحدث ولا حرج؛ فالسعوديون أقلية في كل شركة ومؤسسة، ليس فقط في التخصصات النادرة ولا في الوظائف التي لا يقبل عليها المواطنون، فمعظم الوظائف الوسطى التي يتقدم لها الخريجيون من أبناء المملكة يشغلها الوافدون سواء في المؤسسات الحكومية أو مؤسسات وشركات القطاع الخاص.

الجامعات السعودية والكليات والمعاهد تدفع لسوق العمل السعودي آلاف الشباب الذين يتمنون خدمة وطنهم وعوائلهم وبناء مستقبلهم، إلا أن الأبواب موصدة أمامهم، فكل عام تجدد العقود للوافدين، فيما يبقى الشباب الجامعي والخريجون بلا عمل.

من خلال متابعتي لما ينشر لا يزال العديد من خريجي كليات التربية وكليات المعلمين من الشباب والشابات ينتظرون دورهم في العمل كمدرسين في المدارس، ولم يتم توظيف سوى دفعات قليلة وهو ما ينطبق أيضاً على خريجي المعاهد الصحية، فأمامي الآن (استعطاف) لمواطن يقول في رسالته إنه (مدمر نفسياً) وإنه من خريجي المعاهد الصحية في الرياض دفعة 13 وإنه مضى على تخرجه أكثر من ثلاث سنوات وهو ينتظر ظهور اسمه على قوائم التوظيف ولكن دون جدوى.

وتعرفت على شاب سعودي خريج كلية العلوم الطبية - قسم أشعة، تخرج (فني أشعة) منذ أكثر من عام، هو من أهل المدينة المنورة ولا يزال باقياً في الرياض لأنه لا يستطيع أن يعود لعائلته بعد أن أنهى دراسته دون أن يخبرهم بأنه حقق أملهم وأصبح موظفاً، هو الآخر مدمر نفسياً.. ومثله كثيرون يعيشون البطالة، ومستشفياتنا ومراكزنا الصحية ومدارسنا ومؤسساتنا الحكومية يرتع بها الوافدون، أما الشركات والمؤسسات التابعة للقطاع الخاص فهي مستعمرات مغلقة لغير السعوديين..!!



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد