Al Jazirah NewsPaper Monday  26/05/2008 G Issue 13024
الأثنين 21 جمادى الأول 1429   العدد  13024
المدير العام لمعهد سعودي أوجيه للتدريب ل (الجزيرة):
2100 شاب يتم تدريبهم سنوياً.. ونعمل لافتتاح معهد عالٍ للفتيات لتأهيل 600 فتاة

حوار - عوض مانع القحطاني

أكد الدكتور عبدالله بن سعد العبيد المدير العام والمدير التنفيذي لمعهد سعودي أوجيه للتدريب أن الهدف من إنشاء المعهد هو إحداث نقلة نوعية لتطوير مخرجات التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل في المملكة. وأشار إلى أن المعهد حرص على عمل توأمة مع الجامعات العالمية لتحقيق هذا الهدف، وذكر أنه هدية من شركة سعودي أوجيه للشعب السعودي. وقال في حوار مع صحيفة الجزيرة: إن للمعهد رؤية ورسالة، ولهذا ينتهج طرق التدريس الحديثة ويقدمها مجاناً لخدمة الشباب السعودي ومساعدته في الاندماج بسوق العمل، ويقوم بتخريج 2100 شاب كل عام.

وأوضح الدكتور العبيد أن المتدرب قد يكلف المعهد 69 ألف ريال، في حين أنه يتقاضى من الشركات 24 ألف ريال فقط، وأن شركة سعودي أوجيه تقدم 600 منحة دراسية للفتيات سنوياً.. كما تطرق إلى عدد من القضايا المهمة التي ترتبط بالمعهد وبالشباب.. فإلى أسئلة الحوار:

* سعادة الدكتور عبدالله العبيد.. بداية ما الهدف من إقامة المعهد؟

- الهدف من إنشاء معهد سعودي أوجيه هو إحداث نقلة نوعية لتطوير مخرجات التعليم في المملكة العربية السعودية بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل. لقد أتت فكرة هذا المعهد من إنشاء بعض المدارس بداخله حتى يتم إعانة سوق العمل بمخرجاته وكانت بداية الفكرة أن تنشأ مدرسة خاصة بالإنشاء والبناء ثم تطور الموضوع إلى مدرسة تقنية أخرى فمدرسة التعليم المستمر وأخيراً مدرسة فندقية كاملة.

* كم الطاقة الاستيعابية للمعهد؟

- طاقة المعهد الاستيعابية 1200 طالب ويمكن مضاعفة الطاقة الاستيعابية إلى 2400 طالب إذا عمل المعهد ورديتين مستقلتين.

* ما البرامج التي يقوم بها المعهد في مجال التدريب؟

- المعهد لديه أربع مدارس مختلفة.. مدرسة تقنية، ومدرسة مهنية للإنشاء والبناء، ومدرسة التعليم المستمر والمدرسة الفندقية. ولكل مدرسة من هذه المدارس تخصصاتها التي تنفرد فيها عن الأخرى.

فالمدرسة التقنية تقدم برامج خاصة بالمجال التقني وتنقسم برامجها إلى نوعين من حيث الدرجة العلمية. ولدينا في كل المدارس دبلوم مدته سنتان ونصف إلى ثلاث سنوات وبرامج مهنية تراوح مدتها بين خمسة أشهر إلى 16 شهراً.

* هل هذا المعهد هو الوحيد الذي يقدم مثل هذه البرامج؟

- حسب علمنا من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني التي تشرف مباشرة على المعهد أن معهد سعودي أوجيه هو الأول على المستوى الأهلي الذي يرخص له بإنشاء مدارس من هذه النوعية، أقصد مدرسة الإنشاء والبناء - وليس كمدرسة تقنية - والتعليم المستمر.

* هل هذا المعهد برسوم معينة؟ وما مسارات التدريب فيه؟

- لا.. المعهد لا يقصد الربح إطلاقاً بل هو عمل تتوجه به شركة سعودي أوجيه للتدريب المهني للمواطنين من خلال تأهيل الشباب وتمكينهم من الدخول لسوق العمل. فالمعهد غير هادف للربح إطلاقاً. أما مسارات التدريب عندنا فهي على ثلاثة أنواع:

الأول: مسار لتأهيل الطلاب الذين صنفوا من قبل وزارة العمل بأنهم غير مؤهلين لدخول سوق العمل من حملة الثانوية العامة فما دون ويقدرون الآن بنحو 480 ألف عاطل عن العمل، ونحن نقوم بتدريب ما يقارب 2100 شاب سعودي سنوياً تدريباً مجانياً ويتحمل المعهد مصاريف هذه الدورات مع إعطائهم مكافآت شهرية.

ومدة البرنامج ثلاثة أشهر وبعدها يكون الطلاب مؤهلين لدخول السوق، ولدينا نحو 10 دورات تدريبية خلال السنة الواحدة.

المسار الثاني من التدريب هو تدريب الطلاب مع الوعد بالتوظيف؛ يعني تدرب الطلاب على بعض الدورات سواء التأهيلية أو التطويرية ونعدهم بالتوظيف ونقوم بالاتصال بشركات القطاع الخاص التي تتعامل مع نوعية الدورات التي يقوم بها المعهد، وهنا أفرق بين شركات المقاولات وشركات التشغيل وشركات البيع بالتجزئة.

ومعظم التخصصات التي نطرحها نحن في المسار الثاني تناسب شركات التشغيل وشركات المقاولات ونبذل الجهد في الحقيقة في توظيف خريجي المعهد من هذا المسار.

أما المسار الثالث فهو تدريب منتهٍ بالتوظيف، ويشمل جميع البرامج ومدتها بين 5 أشهر إلى سنتين ونصف ويلتحق به من حصل على المستوى الجامعي المتوسط كالكليات التقنية، وذلك بعد الثانوية العامة وندرب فيه الشباب السعودي والتعاقد معهم من بداية تدريبهم والمعهد في المسارين الأول والثاني يتحمل كل المصاريف مع إعطاء الطالب مكافأة شهرية.

أما المسار الثالث المنتهي بالتوظيف فالمعهد يتقاضى أجر التدريب فقط وليس فيه ربحية للمعهد إطلاقاً، وهذا يبتدئ من خلال الأسعار التي يقدمها المعهد حيث إنها أسعار تشجيعية جداً.. فمثلاً: بعض البرامج تكلفنا 69 ألف ريال سنوياً على الطالب الواحد، ومع ذلك نتقاضى 24 ألف ريال فقط على الطالب، ولدينا معامل ومختبرات تجاوزت تكلفتها 32 مليون ريال تقريباً.

* ما المستويات التي يقبلها المعهد؟

- بالنسبة للمستوى الجامعي المتوسط الذي يكون التدريس فيه باللغة الإنجليزية ويحصل الطالب فيه على الدبلوم لا بد أن يكون حاصلاً على الثانوية العامة وفي أغلب التخصصات لا بد أن يكون الطالب حاصلاً على الثانوية العامة علمي ما عدا تخصص واحد فقط في مدرسة الفندقة؛ أعني العمليات الفندقية دبلوم مدته سنتان ونصف يمكن قبول الطالب الذي حصل على الثانوية العامة أدبي وهناك بعض البرامج وهي قليلة جداً نقبل فيها خريجي الابتدائية.

والهدف من هذا هو مساعدة وزارة العمل التي نسير معها في خط موازٍ لاستيعاب 480 ألف عاطل بإعادة التأهيل ونذكر هنا آخر حديث لمعالي وزير العمل الذي أشار فيه إلى وجود 480 ألف عاطل عن العامل يعدون غير مؤهلين لدخول سوق العمل، ونحن نساعد وزارة العمل في تأهيل هؤلاء العاطلين لدخولهم سوق العمل، على حساب المعهد وإعطائهم مكافآت شهرية.

* ما نصيب المرأة من هذه الدورات؟

- من مجموع طلاب المعهد 2100 طالب تقدم شركة سعودي أوجيه 600 منحة دراسية للفتيات. نحن بدأنا هذا التوجه من عام 2005م ونستمر إلى عام 2011م من 500 إلى 600 فتاة يتم تدريبهن سنوياً لدخولهن السوق، وقد حصلنا على توجيه من إدارة المعهد مؤخراً برئاسة (أيمن الحريري) لافتتاح مدرسة أو معهد تدريب عالٍ مماثل للفتيات ونحن الآن بصدد الحصول على التراخيص اللازمة وسيكون موقعه داخل هذا الحرم ولكن منفصل تماماً عن قسم البنين.

أما الآن فنقوم بتدريب تأهيلي للفتيات لمدة ثلاثة أشهر فقط كل عام لـ600 فتاة سواء على الحاسب الآلي أو اللغة الإنجليزية وندفع تكاليف هذا التدريب في مراكز التدريب التجارية.

* كيف تستقبلون الطلاب في المعهد؟

- لنا طريقتان لجلب الطلاب للمعهد.. أولاً عن طريق الإعلان في الصحف والجرائد.. ثانياً عن طريق مكتب العمل والأشخاص الذين يتقدمون للوزارة ويبحثون عن العمل ومعظمهم غير مؤهلين لسوق العمل يتم إرسالهم لنا لتدريبهم، وفي آخر دفعة بدأت في 8-5- 2008م تقدم إلينا ما يتجاوز 950 طالباً تم قبولهم جميعاً ولكن للأسف الشديد انسحب منهم نحو 450 طالب في حين استمر معنا نحو 500 طالب إلى جانب قبولنا 424 طالب من بداية شهر مارس عام 2008م فليست هناك مسألة قبول الطلاب لأننا نقبل جميع من يتقدم لنا بغض النظر عن العدد ولكن الذين وجدنا عندهم جدية في التأهيل كان عددهم 424 طالباً في الفترة الأولى و470 طالباً في الفترة الثانية.

* ما مدى التنسيق بينكم وبين الجهات المعنية بسوق العمل؟

- لدينا في المعهد رؤية واضحة تتمحور حول وجود خلل في سوق العمل السعودي يتضح جلياً من خلال وجود شريحة كبيرة من الشباب المؤهل التأهيل العالي ووجود شباب آخرين غير مؤهلين إطلاقاً من حملة الثانوية وما دون.

ونعمل مع وزارة العمل على خط واحد لسد هذه الثغرة من خلال تأهيل الطلاب وإدخالهم سوق العمل السعودي.. إننا نعمل مع مكتب العمل ومع صندوق تنمية الموارد البشرية مباشرة وعملنا مع التنظيم الوطني للتدريب المشترك والآن لدينا توجه للاتصال بالمركز الوطني للتوظيف الذي أنشئ حديثاً وعين عليه الدكتور شريف بن عبدالوهاب الذي كان مدير عام التنظيم الوطني للتدريب المشترك هذا ما يخص القطاع العام. أما فيما يخص القطاع الخاص فلدينا لجنة أو فريق يعمل في مجال التسويق يقوم بزيارة الشركات التي ترتبط ارتباطاً مباشراً مع التخصصات التي يقدمها المعهد سواء كانت شركات الفنادق أو شركات المقاولات أو شركات تسويق أو شركات إنسانية تعمل في البنى التحتية بغض النظر عن نوع المشكلات، وتم عمل خطة متكاملة لعرض هذه التخصصات والاتصال بالشركات وهذا لا يكلفهم شيء إطلاقاً.

* هل توجدون وظائف للشباب بعد تدريبهم وتأهيلهم؟

- نعم في المعهد لدينا فريق عمل خاص للبحث عن الوظائف للشباب الخريجين والمعهد حديث العهد ولكن هناك أحد الأقسام فيه عدد محدود من الطلاب وسوف يتخرجون كدفعة أولى في نهاية شهر مايو الجاري واتفقنا مع إحدى الشركات على توظيفهم وعددهم 12 طالباً تخصصهم عمالة بناء.. هذا التخصص كان غير مرغوب به في المجتمع السعودي، وهناك بعض المهن الأخرى توجد عليها محاذير في المجتمع السعودي.

* هل لمستم تغير نظرة الشباب والمجتمع من هذه المهن؟

- إذا عرض على الطلاب السعوديين مجموعة من التخصصات يلجؤون إلى المهن الإدارية أو التقنية ذات العلاقة بالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. لكن إذا تم تحديد وجهة الطالب لبعض التخصصات غير المرغوبة اجتماعياً وفيها محاذير لقبولها اجتماعياً ففي الأغلب يتم إقناعه.. نحن تعاقدنا مع الهيئة المدنية الفرنسية للتدريب المهني لوضع البرنامج الخاص لما قبل التدريب.. هذا البرنامج مشكل من مجموعة من الإخصائيين النفسيين في مجال العمل ومن إخصائي التحضير، ويتم استقبال الطلبة على مدى ثلاثة أسابيع لإقناعهم بتوجهات معينة يرغبها سوق العمل لتجاوز المحاذير الاجتماعية المفروضة عليهم، ومن ناحية أخرى لقياس توجهاتهم الشخصية ولقياس نسب الذكاء لديهم بما يساعد الشركات الموظفة مستقبلاً على تحديد كل طالب المسار الوظيفي المناسب له.

* الكوادر التدريبية العاملة في المعهد هل هم سعوديون؟

- بعض التخصصات المطروحة في المعهد أساساً هي تخصصات غير مرغوبة اجتماعياً في المملكة مثل ما أشرت إليه قبل قليل مثل عمالة البناء والحدادة، الصفائح المعدنية، التمديدات الصحية.

ونادراً ما نجد الشباب السعودي يعمل في تلك التخصصات، ومع ذلك نحن نبحث دائماً عن الكوادر التدريبية السعودية، وجدنا حتى الآن بعض هؤلاء الخريجين من كليات التقنية وخصوصاً في مجال التمديدات الصحية ولدينا شاب سعودي يعمل مدرباً.

كما أن لدينا خطة لسعودة المدربين بدأنا فيها وسيتم مع بداية العام الدراسي قبول مجموعة من الطلبة السعوديين الحاصلين على بعض التخصصات النادرة كالمجالات الفندقية ومجالات البناء والتشييد وإعطائهم فرصة الحصول على هذا الدبلوم على حساب المعهد وتوظيفهم بعد تخرجهم في المعهد كأساتذة.

* إلى أي حد يوفر المعهد البيئة التدريبية المناسبة للطلاب لمواكبة البيئة العملية التي سوف يواجهها الطالب بعد التخرج؟

- نحن حرصنا عند إنشاء المعهد على توفير بيئة العمل المطابقة تماماً التي سيجدها المتدرب في الخارج، وإذا أخذنا مثالاً المدرسة الفندقية فتحت المدرسة الفندقية.. الوحيدة في المملكة التي يتوافر فيها التكامل وجميع ما يلزم الطالب للحصول على المعلومة سواء من وجود فندق صغير، مطعم، مغسلة ملابس، قسم خاص للتدبير المنزلي، بحيث يتم تدريب الطالب بجميع هذه الأقسام. وكذلك مدرسة البناء والتشييد تم تصميمها بحيث تتناسب مع بيئة العمل الخارجية، فالمعهد حريص على تعريف الطالب ببيئة متطابقة في داخل المعهد وخارجه.

وعلى مستوى التدريس حرصنا على انتهاج بعض طرق التدريس الحديثة كالتعليم الذاتي كما حرصنا على أن يكون التعليم مباشراً أو شخصاً بشخص بشكل منفرد وعلى محاولة شحذ أو حث الطالب على أن يبتكر وأن يبتدع وأن يشكل ذاتياً بغير توجيه وأسلوب التلقين أو الحشو الزائد بالمعلومات ابتعدنا عنها إطلاقاً.

* هناك معاهد تتباهى بشراكتها مع المؤسسات العلمية الكبرى في الخارج، فما هي مكانة سعودي أوجيه بين تلك المعاهد؟

نحن لما بدأنا المعهد حرصنا على عمل التوأمة مع الجامعات العالمية بهدف إفادة المخرجات التعليمية بالمعهد بغض النظر عن مسميات تلك الجامعات. فبحثنا لفترة طويلة وشكلت لجان خاصة لدراسة هذا الموضوع، وبحثنا عن الجامعات التي تقدم فعلاً المعلومة الصحيحة والطريقة السليمة في التدريس، ولم نبحث عن الأسماء المعنية في العالم، ثم تم التعاقد في الحقيقة مع جامعة في كندا وهي جامعة كبيلانو في فانكوفر لاعتماد مناهجها في مدرسة الفندقة وابتعدنا عن بعض الجامعات المتطورة في سويسرا وفرنسا وفضلنا الجامعات التي تقدم المعلومة بطريقة سليمة.

* هل الشهادة معتمدة من جهة وطنية أو خارجية؟

- نعم الشهادة معتمدة في الخارج.. فإذا حصل الطالب على الدبلوم لدينا يتم اعتماد عدد ساعات معينة بين 60 إلى 65 ساعة وباستطاعته إكمال دراسته للحصول على بكالوريوس في إحدى الجامعات التي تم التعاقد معها مثل جامعة كبيلانو في فانكوفر في كندا وكذلك جامعة الحريري في كندا.

والآن يتم التعاقد مع مزيد من الجامعات سواء في خارج المملكة أو داخلها ولدينا توجه داخل المملكة للتعاقد مع جامعات سعودية سواء خاصة أو حكومية.

* إلى أي حد استطعتم تحقيق أهدافكم التي وضعتموها في مجال التدريب؟

- للمعهد رؤية ورسالة واضحة نريد أن نتميز بها بين المعاهد التدريبية الأخرى ليس في الجانب التنافسي التجاري، بل بمخرجات التعليم ونبحث أن يكون الطالب لدينا عند التخرج سفيراً لنا، وأن نضع لمسات الخبرة التي حصلت عليها شركة سعودي أوجيه في العقود الثلاثة الماضية وأن يتم توظيفها فيما يخص مصلحة الطالب، تنافسنا مع المراكز المحلية ليس تنافساً تجارياً إطلاقاً، نحن نبحث على أن تكون مخرجات المعهد مناسبة لسوق العمل وأن تتم الاستفادة من الطالب عند التخرج فعلاً في مجال العمل الذي ينتمي إليه.

* هل تواجهكم أي عوائق في إنجاز عملكم؟

- الإجابة عن هذا السؤال مرتبطة بسؤال مضى.. نحن نعلم جيداً أن الشعب السعودي لديه كما ذكرت سابقاً محاذير اجتماعية مفروضة من الناحية النفسية، إن الجماعة التي تحيط بالشعب السعودي تمارس عليها ضغطاً؛ لئلا يمتهن بعض المهن التي تسيء إليها أو تفسر وتترجم على أنها إنقاص من رجولته أو إهانة للقبيلة التي ينتمي إليها.

هذا الأمر معروف لدي ولدى غيري من العاملين في هذا المجال.

نحن حرصنا، وكانت لي رؤية خاصة تختلف عن رؤية المعهد وأنا أريد فعلاً أن أحدث نقلة في تفكير الشعب السعودي وأبحث عن تغيير هذا المحظور الاجتماعي من خلال إقناع الشعب لممارسة أولاً التدريب على بعض المهن التي لا تحظى حقيقة بالقبول الاجتماعي. هذه إحدى العوائق التي تواجهنا ولكن نحن بصدد حل هذا العائق ودليل نجاحنا في هذا الجانب قبول بعض الطلبة في البرامج التي كانت محظورة في الماضي مثلاً: قسم الحدادة، والتمديدات الصحية.

بعض أفراد الشعب يقع بين مطرقة العوز المادي وسندان المحظور الاجتماعي، وأحدهم لا يستطيع طلب المعونة من والده بعد تخرجه، ولا يستطيع ممارسة مهنة معينة لأنها غير مقبولة اجتماعياً.

واليوم نحن من خلال الترويج لفكرة مستقبل المملكة العربية السعودية والعالم والنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة وارتباطها بالمهن التخصصية نرى ضرورة إقناع الشعب السعودي للتخصص في مهن معينة.. وقد استطعنا إلى حد ما النجاح في هذا المجال.. لم ننجح في هذا المضمار بشكل كبير؛ لأننا في بداية الطريق ولكن لدينا تفاؤل بأننا وضعنا أنفسنا على الأقل في بداية الطريق الصحيح.

وستتخرج قريباً لدينا مجموعة من عمالة البناء ولدينا برامج في التمديدات الصحية سيتم تخريج مجموعة منها.. إن هذا يعد بحد ذاته نجاحاً كبيراً ولو أن الأعداد قد تكون قليلة.

اليوم عندما نبدأ نحن في توظيف شباب في مجال الحدادة أو مجال التمديدات الصحية أو مجال عمالة البناء يتم طبعاً احتكاك هؤلاء الشباب مع شباب آخرين، نكون قد بدأنا في إزالة العوائق الاجتماعية التي كانت مفروضة علينا.

* هل لديكم برامج لمن هم على رأس العمل؟

- هذه إحدى توجهات المعهد، ولدينا عدد كبير من البرامج تتجاوز 42 برنامجاً تطويرياً على رأس العمل جميعها برامج تقنية ومهنية، نعرضها على الشركات ولاسيما البرامج القصيرة؛ لأنك لا تستطيع اليوم أن تقدم البرامج الطويلة للموظفين الموجودين على رأس العمل، وذلك لأن رب العمل سيخسر العامل أو الموظف لفترة طويلة.. لهذا رأينا أن يتم تدريبه على رأس العمل لفترات قصيرة وهذا هو المطلوب حتى لا نمعن في البطالة المقنعة، وهذه البرامج غير محدودة في هذا العدد إذ ما زلنا نزيد هذا الرقم يومياً ونبتكر ونخترع برامج تطويرية تتناسب مع الوظائف الموجودة حالياً وتحتاج إلى تطوير.

أنا أؤمن تماماً بأن كثيراً من الموظفين العاملين من القطاع الخاص، والقطاع العام بعيدون كل البعد عن الممارسة الفعلية للمهن عن الواقع، وبالتالي يحتاجون إلى العملية التطويرية حتى ينتجوا بشكل صحيح ونقضي حتى على الصراع النفسي الذي يعيشه الشعب السعودي أو غير السعودي في ممارسته المهنة التي لم يتعود عليه أو يدرسها في السابق. فنحن نحاول أن نسهم بهذا من خلال تدريبه على رأس العمل وإمداده بالمعلومات اللازمة لممارسته المهنة الجديدة.

وأناشد هنا الإعلام، وبالمناسبة كانت رسالتي للدكتوراه عن مواقف واتجاهات الشباب السعودي للعمل في القطاع الخاص، إحدى النتائج التي توصلت إليها كانت مطلوبة في عام 2003م ولا زالت حتى اليوم وهي أن على الإعلام دوراً كبيراً لا يجوز إغفاله في مساعدة المعاهد المتخصصة وفي مجالات مهنية غير مرغوبة اجتماعياً في المملكة.

أناشد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة أن تقدم رسالة مساعدة حتى يتم إقناع الشباب والرأي العام بأهمية التدريب على المهن.

أيضاً.. أجد إحدى العوائق التي أذكرها في السابق أن الشباب السعودي يبحث عن الشهادة الجامعية بغض النظر عما يرغبه.. فقط يرغب في الحصول على الشهادة الجامعية.

اليوم يأتي إلينا بعض الشباب الحاصلين على البكالوريوس من إحدى الجامعات الحكومية لم يجدوا وظيفة ولم يجدوا عملاً؛ لأن المخرجات في الجامعات الحكومية منذ فترة لم تتغير، تخصصات لم تتغير، أنا لا أطالب بإلغائها لكن أطالب على الأقل بتطويعها لتناسب التقنية الحديثة.. إذ يأتي إلينا خريجون في مجال الجغرافيا والتاريخ يرغبون في التأهيل لدخول سوق العمل؛ لأن المؤهل الذي حصلوا عليه لا يتناسب مع طبيعة العمل المتاح أمامهم.. لذلك على الإعلام دور كبير جداً لمساعدة وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم ومساعدة القطاع الخاص وعلى رأس هؤلاء مساعدة الشعب السعودي في تغيير النظرة القائمة لديه وبدل أن يهتم بالحصول على الشهادة الجامعية يهتم بالحصول على المؤهل التخصصي المرتبط بالمهن المستقبلية حتى يسد الثغرة الحاصلة اليوم أو الخلل الواقع في القوى العاملة.

هذه الشريحة التي ملأها غير السعوديين وتدر ملايين الريالات... إن الشاب السعودي لمّا يعرض عليه العمل في التمديدات الصحية يعتقد بأن مستقبله سيرتبط بفتح محل سباكة في طرف الشارع.. وهذا غير صحيح إطلاقاً فلدي أحد الطلاب في مجال البناء سوف يتخرج من هذا البرنامج عامل بناء يحمل الثانوية العامة (علمي) ولديه توجه بافتتاح مؤسسة مقاولات عندما يتخرج وهو لا يحتاج في الحقيقة إلى وظيفة، فعنده من المال ما يكفي لفتح مؤسسة المقاولات ولكن يبحث عن المعلومة.. يريد أن يدير مؤسسته في المستقبل بشكل سليم، فأراد أن يتعلم.

أكرر وأناشد الإعلام أن يسهم في هذا المجال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد