Al Jazirah NewsPaper Monday  26/05/2008 G Issue 13024
الأثنين 21 جمادى الأول 1429   العدد  13024
مستعجل
لنكرِّم هذا الرجل المخلص
عبد الرحمن بن سعد السماري

الناس في علاقاتهم مع مدنهم وقراهم ومساقط رؤوسهم.. على درجات منهم من هو خير.. أي مصدر خير.. تجده في كل مناسبة.. داعماً وحاضراً ومتبرعاً ومعطياً..

** يتلمس الاحتياجات والمشاريع الناقصة.. يبحث عن أوجه القصور.. يبحث عن المحتاجين ويدفع من جيبه.. بل يبحث عن احتياجات المدن والقرى حول مدينته واحتياجات الناس كل الناس حوله.

** وآخر تتمنى قريته أو مدينته.. أنه لم يولد فيها.. فهو مصدر إزعاج ومشاكل. همه وهاجسه.. المشاكل والنزاعات..

** يغذي الخلافات ويوقف المشاريع.. ويشجع على المشاحنات.. بل هو جزء منها.. إذا رأى مشروعاً قائماً سارع لتعطيله حتى لا ينتهي.. وإذا رأى بوادر مشروع جديد.. سارع لإيقافه.. وإذا رأى جماعة متفقين سارع لزرع الخلاف بينهم..

** تجده في كل دائرة.. ومعه عشرات المعاريض والشكاوى.. يتنقل من دائرة إلى أخرى.. ليغذي المشاكل والخلافات والنزاعات والمشاحنات ويتعهد بتعطيل كل مشروع.. ومع ذلك.. لا يمكن أن يدفع هللة واحدة.. أو يكون مصدر فعل خير..

** وثالث لا هذا ولا ذاك.. يسمونه (إنسان صاد) أي غافل أو متغافل.. أو هو ذلك الإنسان الأناني.. الذي لا يهمه إلا نفسه.. لكنه لا يصدر منه أي عمل سلبي.. ولا يقف في وجه أي مشروع.. ولا يدور في فلك المشاكل والمشاحنات.. بل كما يقول المثل الشعبي.. (من خيره.. كفاية شره).

** أما النوع الأول.. فالكل يذكره بخير.. وإذا جاء ذكر اسمه.. قال الجميع (ونعم) وأثنوا عليه..

** هذا النوع.. الكل يحبه.. الصغير والكبير.. الفقير والغني.. هو مصدر خير وعطاء.. وأنموذج للمواطن المثالي.

** أما النوع الثاني.. فكلكم تعلمون ماذا يقال إذا مرَّ ذكره.. لا أحد يذكره بخير.. بل يذكر بغير ذلك..

** أما النوع الثالث.. فهو الصنف المسكوت عنه..

** تذكّرت ذلك.. وأنا أشاهد عطاءات بعض الرجال المخلصين الصادقين في بلادنا..

** نحن كلنا.. نشاهد عطاءات وبذل وتضحيات الرجال المخلصين الأوفياء لبلادهم ووطنهم بشكل عام.. ثم قريته أو مدينته أو مسقط رأسه.

** دعوني هنا.. أن أسوق أنموذجاً واحداً لهؤلاء الرجال المخلصين.. الذين خدموا مدنهم وقراهم.. وهو الشيخ صالح المطلق الحناكي.. هذا الإنسان الكبير.. الذي أعطى في كل اتجاه.. وشملت عطاءاته كل الميادين الخيرية.. والإنسانية.. والاجتماعية.. وكان بالفعل.. مصدر خير لبلده.. وكانت عطاءاته مشهودة.. وكان حضوره.. حضور خير.

** كلنا عايش بالفعل.. منجزات وعطاءات وإسهامات هذا الإنسان النبيل وماذا قدَّم لمدينته وكانت آخر هداياه ومساهماته جامع مستشفى الرس العام.. ومركزاً متكاملاً لغسيل الكلى بنفس المستشفى والذي تم إنشاؤه وتجهيزه على نفقته.. وكلنا قرأ ما كتبه المقاول فهد إبراهيم الضلعان في هذه الجريدة عن الأعمال الخيرية لهذا الإنسان والتي نفذتها مؤسسة الضلعان ليس في محافظة الرس فقط.. بل في مدن وقرى في المملكة..

** هذا الرجل الذي يحمل الخير الكثير.. تشاهد الشاحنات تنطلق من بيته ومستودعاته تحمل الأرزاق والخير والمواد التموينية لتوزع على الفقراء والمحتاجين.. وبالذات.. مع قدوم شهر رمضان وفي كل مناسبة.. يتلمس احتياجات الناس في الأعياد وفي بداية العام الدراسي وفي بداية السنة وفي المناسبات والمواسم..

** إنسان يمتلئ مجلسه وبيته بالناس.. وكله كرم وفزعات.. وله مواقف لا تعد ولا تحصى.. في بلده (الرس) له لمسات كثيرة.. وله إنجازات لا يمكن تعدادها هنا.. لأن أهل الرس وغيرهم.. يعرفونها.

** هذا الرجل.. يعمل بهدوء وصمت.. بعيداً عن الإعلام.. وبعيداً عن الصحافة.. وبعيداً عن الصور.. ويحرص على أن يكون عمله في هدوء وصمت.

** لقد سمعنا.. وقرأنا.. مطالبات بأن يكرّم هذا الرجل.. وهو بالفعل.. يستحق ذلك.. لأنه أعطى مدينته.. الشيء الكثير.. في وقت غاب الكثير عنها..

** إننا يجب أن نشجع الرجال الصادقين المخلصين..

** يجب أن نشعر هؤلاء.. بأن عطاءاتهم محل تقدير.. وأنه لا يستوي الذي يعمل ويعطي مع المتقاعس.. أو مع الذي عطاءاته كلها في الاتجاه السلبي..

** يجب ألا نغفل عن هؤلاء الرجال الذين تركوا بصمات واضحة في مدنهم.. يجب أن يكرّموا.. ففي هذا حافز لهم على المزيد من العطاء.. وحافز للآخرين على الدخول في ميدان العطاء.

** هناك مدن كثيرة في بلادنا تكرِّم رجالها المخلصين.. بل إن بعض المدن تكرِّم كل عام شخصية بارزة في ميادين مختلفة.. فلماذا.. لا تبادر مدينة الرس.. مدينة الوفاء والكرم والشهامة والشجاعة.. مدينة (رجال الحزم) بتكريم هذا الرجل.. تكريم كل رجالاتها المخلصين في شتى الميادين؟

** نتمنى.. لو نسمع رأي المجلس البلدي.. ورأي لجنة الأهالي في هذا الاقتراح الذي يطالب به أبناء الرس في كل مناسبة..



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد