Al Jazirah NewsPaper Monday  26/05/2008 G Issue 13024
الأثنين 21 جمادى الأول 1429   العدد  13024
لما هو آتٍ
يبقى...!
د. خيريّة إبراهيم السَّقاف

لم يكن في وسعي الاعتذار...

وكان عليَّ ترتيب الوقت وتخطيطه، بحيث يكون يومان لهنّ في أسبوع مضى، نتحدث فيه عن تجربة معلِّمة الصفوف المتوسطة مع خصائص نمو الفتيات في هذه المرحلة ... ولعلّ السبب كان منبثقاً من نشوة عميقة وجدتها في وجوه مجموعة أخرى، حين كانت الدارسات في الصفوف التي يقمن فيها بتنفيذ عملية التدريس، قد أمطرنهن ثناءً وإعجاباً لم يحدث أن سمعن له مثيلاً، فاكتسين بحلل الفرح وتوطَّدت في دواخلهن الثقة بأنفسهن، فعبَّرن عنها بثوب جميل ولون زاهٍ وعطر فوّاح، وسرحن شعورهن بطريقة جديدة، وارتدين الحذاء العالي على غير ما كان عليه هدوء مظهرهن ...

كان هذا مؤشراً لفجوة وهمّة قد تتردّى فيها كثير من ضوابط الفصل، بين ما يمكن أن تفعله المعلمة في مواقف الثناء وحولها سوار الإعجاب وما لا يمكن ...

لعلّ الحديث في الشأن التربوي طبق ساخن يغري بالالتهام ...

لكن طاولة التربية عادة ما تخلو من الذوّاقة المرتادين ....

أوه يا خيريّة قد أثقلت علينا ...

نريد حديثاً ينقلنا لعالم مريح بعيداً عن تعب الحياة ... حديثاً كما البلسم يداوي خدوش المواقف وقسوة المواجهات ...

حديثاً يمطرنا بحبات من السكَّر واللوز ... وقد امتلأت المواطئ بالطحالب ...

بينما هنّ قلن: سنقرأك هناك فيما هو آتٍ: دوِّني لنا حصاد يومين ... سيبقى معنا ما نبضنا ...

الشأن التربوي في هذا المعترك بالغ الحاجة للمواجهات والمناقشات والتداول ... أكثر من أهمية الأسهم ورؤوس الأموال ... وأبلغ متعة من مواكبة أحداث المسلسلات اليومية ...

ربما لأنّ حاجة المعلمة لا تقل عن حاجة طالبتها لصياغات تسدِّد ثقوباً في رداء الأداء بل تنقي طحالب في عجينة السلوك ...

في هذا العصر يبدو أنّ الميزان كما الرحى دورهما أن يفصلا بين السالب والموجب ... وما يقبل المرونة والتجاوز وما يسد لهاة التنفس في جسد الواقع المكتظ بكل حركة، وينفع أن تكون في اتجاه أشرعة التربية واتجاهات ريحها ...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد