Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
صالح المالك رحمه الله
د. علي بن صالح الخبتي

التقيت به للمرة الأولى قبل أكثر من عقدين من الزمان، كان مدعوا لإحدى المناسبات في مدينة تبوك، وكنت وقتها أعمل مديراً عاماً للتعليم هناك، وعندما حدثته للمرة الأولى شعرت أنني أعرفه منذ زمن طويل.. لا تجد صعوبة في التواصل معه، ينظر إليك مبتسماً ويحدثك عن كل الإيجابيات فيما يراه في كل ما يتعلق بك.. يعجبه حديثك فيثني عليه.. وتعجبه مدينتك فيحدثك عن جمالها ونظافتها ومميزاتها. وإذا خضت معه في حديث تجده يحدثك حديث العلماء العارفين ويصمت صمت الحكماء.. وإذا تعاملت معه تجد فيه لين الجانب في كل أمر إلا ما ينافي القيم والمثل والأخلاق.. وإذا ما كره من أحد خلقاً سأله هل هذا حق؟ وجعل الذي أمامه يعطيه الحق من نفسه.. لم أره يوماً شامتاً أو مستهزئاً أو ساباً.

طلبت لقاءه في منزله ذات ليلة، وعندما وصلت إلى منزله وجدته أمام باب المنزل والباب مغلق فاستغربت.. لكنه سارع بالقول سنتحدث في السيارة وأريدك أن تستمع الليلة. وقد صادفت تلك الليلة اللقاء الدوري لعائلة المالك.. وعندما وصلنا كنت الوحيد من خارج العائلة بين تلك العائلة الكريمة، وقد أخجلني في تقديمي لهم بطريقة أقل ما تنم عنه المحبة المتناهية. صالح المالك رحل وسيفقده أهله وأصدقاؤه وكل من يعرفه.. إنه حقاً (فقيده) ولا نملك إلا أن نقول (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). ودعاؤنا له بواسع الرحمة والمغفرة وقبول العذر ولأهله الصبر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد