Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
رحم الله معالي الدكتور صالح المالك
نزار رفيق بشير

وأنا والله يحزنني من مات كائناً من كان ويحزنني وفاة الطيبين والكرماء ويحزنني وفاة المشايخ والعلماء ويحزنني أكثر وفاة الشعراء الذين هم فعلاً شعراء لا مفكرون ولا متشاعرون.

قرأت في عدد سابق من (الجزيرة) نعياً لمعالي أمين مجلس الشورى الدكتور صالح المالك وقرأت كلمة الرثاء التي كتبها سعادة رئيس التحرير وهي تقطر دماً ودموعاً وأنا لا أجد أضعف من الأقوياء أمام الموت فلِمَ لا يحزن الحزين ولِمَ لا يبكي الباكي؟.. إن البكاء يا أبا بشار في مثل هذه الحال هو الذي يغشانا لضعفنا وعجزنا أمام الموت.

والعرب كانوا يحتفلون بميلاد شاعر في القبيلة ونحن الآن نحزن لوفاة الشاعر الشيخ صالح.. فقد صدر له ديوان من الشعر قبل فترة ليست طويلة بعنوان: (إخوانيات) يمثل شخصية الفقيد أصدق تمثيل لمن لا يعرفه.. فقد أهداه إلى أقاربه وأصدقائه وزملائه أعضاء مجلس الشورى وسماه جهد المقل وأنا أقول بل المكثر، فإن من يقول قصيدة يسمى شاعراً فماذا يسمى من يصدر ديواناً.. وهو يذكر إخوانه في مجلس الشورى بالأوقات الجميلة التي (كنا نقضيها في المجلس واللقاءات والاجتماعات كثيراً ما نتفق وقلما نختلف وكل ذلك اجتهاد من الجميع يجمعنا هدف واحد خدمة الدين ثم المليك والوطن).

ويقول الشاعر المرحوم في المقدمة إن ديوانه سجل لبعض أحداث حياته وخلاصة تجربته وبعض ما مر به ويستعرض في المقدمة بعض قصائد الديوان:

فقد سجل في قصيدة (تفاءل) صورة مما يحدث في مجلس الشورى، وفي قصيدة (عتاب وردان) يجد القارئ عتباً رقيقاً بروح المداعبة الفكهة اللطيفة.

وعارض في قصيدة (صورتان للمجلس البلدي) عارض المرحوم الشاعر المصري بيرم التونسي في شكايته من المجلس البلدي. ولم ينس الناس فجمع معجماً للأكلات الشعبية في قصيدة (القمح أسوار الصحراء) فتغزل بالثريد وغيره ولم ينس آلام الناس من المساهمات فكتب قصيدة (البورصة والغابة) عرض فيها صورتين للبورصة من وجهتي نظر مختلفتين.

وما أنا الآن بصدد من يستعرض الشعر ولكنني في مجال الرثاء فأقول: رحم الله الدكتور الشاعر صالح بن عبدالله المالك رحمة واسعة وأدخله واسع جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه وأصدقاءه ومعارفه وخصوصاً أولاده وأسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة آل المالك جميل الصبر وأحسن العزاء.

وأقول للباكين ما قاله صلى الله عليه وسلم حين استغرب أحد الصحابة بكاءه عليه الصلاة والسلام لدى وفاة ابنه إبراهيم: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

وقال سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد