Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
أضواء
التعريف بالإسلام الحقيقي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لطالما اشتكينا من عدم فهم الآخرين وخصوصاً الغربيين لطبيعة الإسلام وسماحته والمضامين الإنسانية التي تضمنتها الرسالة المحمدية من تقبل للآخر ومعاملة الآخرين معاملة متوازنة من خلال جملة حقوق يقابلها واجبات تتطلبها علاقات المجتمع الواحد.

وقد تفشت ظاهرة الخوف من الإسلام (إسلام فوبيا) في الغرب عموماً بعد حادثة 11 سبتمبر حيث وُصم المسلمون بالإرهابيين، وبأن الدين الإسلامي يحث على العنف وأن أتباعه يلجؤون إلى الإرهاب لفرض معتقداتهم.

هذه النظرة العدائية التي وسعت دائرة الكراهية ضد كل ما هو مسلم، من مهاجرين أو زائرين، وحتى للدول الإسلامية، وشمل ذلك الثقافة والحضارة الإسلامية. وقد لاحظ تنامي الكراهية ضد المسلمين عدد من المفكرين الغربيين الذين أخضعوا هذه الظاهرة للدراسة والبحث، ولقد وجد هؤلاء المفكرون الذين توصلوا إلى نتيجة علمية نتيجة تلك الأبحاث بأن الدين الإسلامي دين موحد، وهو إنساني يتفوق على غيره من الأديان في تعميق الانتماء الإنساني ويوازن بين واجبات الفرد والمجتمع وفق علاقة إيمانية بالخالق الواحد.

وقد وجد هؤلاء المفكرون والباحثون أن ما توصلوا إليه يجب أن يصل إلى جمهرة المتلقين في الغرب، وبالذات في أمريكا وأوروبا لسد الفجوة المعرفية التي يعاني منها الغربيون في فهمهم للإسلام والمسلمين، إلا أن هذه الجهود ظلت وإلى وقت قريب تفتقر للتمويل والمتابعة والتنسيق.

من بين هؤلاء المفكرين الأستاذ الدكتور جون إسبوسيتو وهو مفكر أمريكي أنشأ مركزاً للتسامح الإسلامي المسيحي في جامعة جورجتاون، وقام بالعديد من الرحلات للبلدان الإسلامية، فزار المملكة العربية السعودية ومصر وباكستان، وألف العديد من الكتب، وأجرى أبحاثاً عديدة جميعها تدور حول الإسلام والدين الإسلامي والثقافة الإسلامية. وقد التقيت هذا المفكر بعد مائة يوم من حوادث 11 سبتمبر 2001م في مركز التسامح الإسلامي المسيحي في جامعة جورجتاون واشتكى لي من قلة التمويل مما يحرم الغربيين من الاطلاع على أبحاثه التي تنصف الإسلام والمسلمين وتلغي عنهم صفة الإرهاب التي يحاول المتطرفون إلصاقها بهم. وقد زودني بعدد من الأبحاث والدراسات عارضاً نشرها دون مقابل من أجل نشر المعرفة، وقد نشر بعض منها في صحيفة الجزيرة، إلا أننا ننشر باللغة العربية، والأبحاث موجهة للغربيين الذين يقرؤون باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، ولهذا فقد سررت جداً حينما وصلني كتاب (Who Sperks For Islam) الذي وضعه البروفيسور جون إسبويتو وداليا مجاهد باللغة الإنجليزية والذي قامت بنشره منظمة غلوب العالمية وفق البرنامج الذي أبرمته المنظمة مع مؤسسة التعايش. والهدف من هذه العلاقة هو إحداث تغيير في طريقة تفكير العالم وقادته من خلال تقديم مجموعة من الحقائق المميزة التي تتضمن وجهات نظر الشعوب المسلمة في العالم وكذلك آراء الشعوب الغربية. وقد أطلق على هذا المشروع اسم (المسلمون والغرب - مبادرة الحقائق) www.muslimwestfacts.com التي تم تصميمها بهدف تعزيز مستويات الفهم بين المسلمين والشعوب الغربية من خلال تبادل وجهات النظر الحقيقية للشعوب وقادة الفكر والرأي في العالم الإسلامي والغرب.

وقد طرحت غالوب في الكتاب أسئلة مختلفة تدور في عقول الملايين، التي كان من بينها: هل يلام الإسلام على الإرهاب؟ من هم المتطرفون؟ أين هم المعتدلون؟ ما الذي تريده النساء المسلمات حقيقة؟ وغيرها من الأسئلة التي ستكون لإجاباتها أثر مهم على المدى البعيد، وسيساعد على بناء جسور الثقة بين العالم الإسلامي والغرب.

وبدوري أشكر الأخ الفاضل محمد عبداللطيف جميل لإهدائي هذا الكتاب وإتاحة الفرصة لي بالتعريف به.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد