Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/06/2008 G Issue 13030
الأحد 27 جمادى الأول 1429   العدد  13030
هذرلوجيا
القراصنة أيضاً
سليمان الفليح

غليونه القذر المُدمّى والضباب

وكوّه ألحان الصغير

ورفاقه المتآمرون يثرثرون

البحر مقبرة الضمير

ويقلبون كؤوسهم ويقهقهون

هذا العجوز ألا يكف عن الشخير

صور تعود به، تعود إلى الوراء

إلى جزيرته وشاطئها وآلاف السفائن

والرجال

والمومسات

بثيابهن الباليات

يجمعن أعواد الثقاب

وينتظرن على الرصيف

والسحب تبكي والخريف

ورفاقه المتآمرون

عما قريب يقلعون ويتركون

هذا العجوز

ليستعيد، وأي ذكرى يستعيد

أفضائح الأمس القريب أم البعيد

في الشرق في أرض المعابد والكنوز

واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين

ويظل (لص البحر) يضحك والسماء

تبكي وتُبكى والخريف..)

* * *

* هكذا يصف الشاعر الراحل عبدالوهاب البياتي قراصنة الغرب، لصوص البحار الذين كل همهم قطع البحر على السفائن وسلب المراكب واصطياد العبيد من سواحل إفريقيا والمتاجرة بهم في أمريكا وأوروبا، تلك المهنة التي تعتبر كما قلنا لطخة سوداء على وجه الرجل الأبيض حتى يرث الله الأرض وما عليها.

* * *

أما ما علينا نحن، فكما قلنا في المقال السابق أن قرصنة الاتجار بالرقيق فهي مهنة يكاد يخلو منها تاريخنا العربي منذ العصور الوسطى حيث ازدهرت هذه المهنة الحقيرة في الغرب التي أدت إلى التمييز العنصري في بلادهم إلى اليوم فبينما (يعيروننا) اليوم بالرقيق!!

فأي رقيق بقي لدينا في ظل الشريعة السمحة كما أنه من مآثر الدين الحنيف وأخلاقنا العربية أن الأسود قد أصبح أخاً للأبيض وينتمي إليه بالدين والدم والقبيلة والوظيفة والمنصب، فأين الرق الذي يعيدنا به الغرب اليوم ومنظماته غير الإنسانية (العوراء) والتي تكيل بمكيالين وتنظر لنا بالعين العوراء فقط بينما تنظر إلى مجتمعاتها بالعين الصحيحة (الكليلة) عن كل عيب فيها بما فيه التمييز العنصري البغيض.

بقي أن أشير هنا إلى (قراصنة عرب شرفاء انبثقوا من تكنولوجيا الغرب - ألا وهم (الهكرز) قراصنة الإنترنت، أو صعاليك الفضاء الذين أخذوا يتحدون الغرب بمهارة فائقة ويغزون (المواقع) المعادية للإسلام على الشبكة العنكبوتية ويقومون بتدميرها أو إطلاق الفيروسات النبيلة عليها وخصوصاً المواقع الصهيونية التي تبث أكاذيبها المسمومة عبر الفضاء الرحب، ومع أننا ضد الحجب والتدمير إلا أن المواقع الصهيونية جديرة بهذا الخراب الجميل، وليحيا القراصنة الجدد (هكرز) العرب إذ هكذا تكون الحرب!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد