Al Jazirah NewsPaper Monday  02/06/2008 G Issue 13031
الأثنين 28 جمادى الأول 1429   العدد  13031
الملك الإنسان يطلق إستراتيجية حوار الأديان
د. وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

لقيت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإطلاق حوار صريح بين الأديان السماوية الثلاث ترحيباً عالمياً شعوبياً واسعاً كما وحظيت بدعم وتأييد العلماء والفقهاء والمثقفين في جميع أنحاء العالم دعوة الملك عبدالله لحوار الأديان تحرك سياسي واع لتعزيز (ثقافة التسامح والتعايش بين الدول والشعوب مع تقبل الجميع للدخول في حوار حضاري يساهم في حماية القيم الإنسانية من العبث.

لذلك لقيت الدعوة الكريمة ترحيباً عالمياً واسعاً حيث من المتوقع ان يتمخض عنها نتائج ايجابية تعم الجميع بعد أن يترجمها المؤتمر الإسلامي العالمي الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي إلى حوار بين اتباع الديانات السماوية يحقق أهداف الجميع ويجيرها إلى عمل جماعي يمكن أن يتطور عبر جهود وفعاليات متعددة لتحقيق الغايات الإنسانية المشتركة المنشودة وفي مقدمتها الامن والسلام والاستقرار للجميع.

لذا فإن توقيت المؤتمر توقيت مصيري هام جاء في زمن عصيب تنامت فيه حدة الفتنة العالمية بين الدول والشعوب كما وارتفعت فيه نسب الكره والبغضاء والصراع بين الأديان، بل وحتى في مذاهب الديانة الواحدة. كما يأتي المؤتمر في وقت عصيب لا زالت فيه لغة الإرهاب متداولة في عقول واجندة بعض الفئات والمجموعات والتنظيمات الإرهابية التي توجه عناصرها لتهديد الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

المؤتمر إذن يعتبر وسيلة سياسية إستراتيجية فاعلة وأداة تفاهم وحوار ناجع للعمل على بناء مرحلة تعايش فكرية وثقافية وحضارية انتقالية إيجابية جديدة بين الأديان تسارع ومن ثم تسهم في تحريك المسارات العملية النفسية والسلوكية الايجابية للتواصل والتعاون والتفاعل بين الشعوب التي تختلف في دياناتها لكن تشترك في كونها جميعا من الديانات السماوية.

إنها حقاً رسالة إنسانية سلمية من الملك الإنسان ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تأتي في خضم رسالاته الإنسانية المستمرة لبناء وتشييد جسور التفاعل والتواصل والحوار بين الشعوب والحضارات والأديان السماوية والتي تواصلت منذ أن شرع في توجيهها للعالم كله منذ عقود طويلة هدفه يحفظه الله الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار الاقليمي والعالمي ومحاربة الإرهاب والتطرف والتشدد، والقضاء على بؤر الكره والحقد والضغينة بين البشر، وفتح آفاق ومجالات ومواطن للتعايش بين المجتمعات الإنسانية.

ومن المتوقع أن يعالج المؤتمر قضايا إستراتيجية هامة منها على سبيل المثال: التأكيد على احترام حقوق المجتمعات الإنسانية في اختيار دياناتها وممارسة عباداتها وطقوسها الدينية وعدم التقليل من شأن الديانات أو ذمها وقدحها والتشكيك فيها. التركيز على ضرورة بناء وعي عالمي متعدد الثقافات والحضارات ومتقبل للاختلافات الموجودة بين البشر، بمقدوره التسامح والتعايش مع الآخرين حتى في حال الاختلاف التام معهم وضرورة احترام كافة محاور ومنطلقات الخلاف. ضرورة التعريف بالأديان السماوية وتشجيع الحوارات الثقافية والحضارية وتبادل الزيارات والمؤتمر واللقاءات السنوية بين النخب السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والرياضية.

حوار الأديان منجز تاريخي ومصيري جديد يضاف إلى منجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مسيرته الإنسانية التاريخية لإعلاء صوت الحق ونشر العدل والسلام في العالم والحفاظ على كافة مقومات أمنه واستقراره ورفاهيته. إنه صوت إنساني عملاق ينطلق من مملكة الإنسانية بقيادة الملك الإنسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد