الرياض - الجزيرة

تحتفي وزارة التعليم العالي يوم السبت المقبل ومن خلال الملحقية الثقافية في واشنطن بتخرج الدفعة الأولى من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي من الطلبة الدارسين في أمريكا، ويبلغ عدد خريجي هذه الدفعة 245 مبتعثاً ومبتعثة.

ويأتي البرنامج الذي تم إطلاقه عام 1425هـ ليؤكد حرص القيادة الرشيدة على تنمية الموارد البشرية بالمملكة وليكون رافداً أساسياً لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والخاص. وقد استوعب البرنامج حتى تاريخه أكثر من 26 ألف مبتعث ومبتعثة يتم تأهيلهم من خلال البرنامج لخدمة التنمية الوطنية الشاملة التي تعيشها المملكة من خلال تخصصاتهم التي تلبي حاجات سوق العمل ومتطلبات خطط التنمية.

ويتواجد في أمريكا العدد الأكبر من مبتعثي البرنامج حيث يوجد 12000 طالب وطالبة بحكم أن المرحلة الأولى من البرنامج اقتصرت على أمريكا إلى جانب توفر أعداد كبيرة من الجامعات المرموقة فيها، فيما ارتفعت أعداد المبتعثين إلى دول الشرق وأستراليا في المرحلتين الثانية والثالثة بنسبة 25.5% تقريباً من إجمالي أعداد المبتعثين، وقد كانت هذه الزيادة نتيجة للزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لعدد من دول الشرق وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون، ومن ضمنها التعاون في المجالين التعليمي والثقافي.

وشهد البرنامج خلال مراحله الثلاث الماضية تطورات في أعداد المبتعثين وفي آلية الترشيح ونوعية التخصصات، حيث تم التركيز على ما يلبي حاجات سوق العمل ومتطلبات خطط التنمية.

فقد كان الابتعاث في بداية انطلاقة البرنامج مقتصراً على الولايات المتحدة الأمريكية وتم توسيع قاعدة دول الابتعاث لتشمل دول أوروبا الغربية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان والصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة والهند.

ويقوم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بابتعاث الطلاب والطالبات السعوديين إلى أفضل الجامعات العالمية في تلك الدول لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه، والزمالة الطبية في تخصصات الطب، طب الأسنان، الزمالة، الصيدلة، التمريض، العلوم الصحية (الأشعة، المختبرات الطبية، التقنية الطبية والعلاج الطبيعي)، الهندسة (المدنية، المعمارية، الكهربائية، الميكانيكية، الصناعية، الكيميائية، البيئية، الاتصالات والآلات والمعدات الثقيلة)، الحاسب الآلي (هندسة الحاسب، علوم الحاسب، الشبكات)، العلوم الأساسية (الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء) وتخصصات أخرى هي (القانون، المحاسبة، التجارة الالكترونية، التمويل، التأمين والتسويق).

هذا وقد شملت المرحلة الأولى من البرنامج خريجي الثانوية العامة بقسميها والبكالوريوس والماجستير، حيث تم في هذه المرحلة ابتعاث (9776) طالباً وطالبة للولايات المتحدة الأمريكية. فيما تم في المرحلة الثانية توسيع قاعدة دول الابتعاث وذلك بإضافة بريطانيا، وكندا، جمهورية الصين، كوريا الجنوبية، سنغافورة، أستراليا، اليابان، ونيوزيلندا، وتم فيها ابتعاث (5637) طالب وطالبة.

أما المرحلة الثالثة من البرنامج فتعد المرحلة الأكبر في تاريخ البرنامج سواء من حيث عدد الطلاب المبتعثين أو من حيث عدد دول الابتعاث التي شملها البرنامج، حيث تم توسيع قاعدة دول الابتعاث لتشمل إضافة إلى الدول التي شملتها المرحلة الثانية دول فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، هولندا، بولندا، والمجر، سلوفاكيا، التشيك، النمسا، وفي هذه المرحلة تم ابتعاث عدد (10442) طالباً وطالبة.

وتنظم وزارة التعليم العالي ممثلة في الإدارة العامة للبعثات ملتقى سنوي للطلاب المقبولين للبعثة يشتمل على سلسلة من المحاضرات والندوات تتضمن معلومات عن نظام الابتعاث وما للمبتعث من حقوق وما عليه من واجبات، ومعلومات عن بلاد الابتعاث، قوانينه، عاداته الاجتماعية، نظامه الدراسي والأكاديمي ونظامه الطبي، والسكني إضافة إلى التهيئة النفسية والاجتماعية وتطوير الذات إضافة إلى المحاضرات الدينية والتوعوية.

ويقوم بتقديم هذه المحاضرات نخبة من المختصين في تلك المجالات وخريجين سعوديين من بلدان الابتعاث بمشاركة أعضاء من سفارات بلدان الابتعاث وشخصيات قيادية ودينية. هذا وتستعد عدد من الملحقيات الثقافية السعودية للاحتفاء بالدفعات الأولى من البرنامج خلال الشهر القادم.

من جهة ثانية نال عدد من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين جوائز تقديرية من الجامعات التي يدرسون فيها كان آخرها حصول المبتعث السعودي بجامعة بتسبرج الأمريكية الطالب نزيه شجاع العثماني على جائزة التفوق كأفضل طالب دولي من خارج الولايات المتحدة الأمريكية في الجامعة، فيما حصل رئيس النادي السعودي بجامعة تكساس أي أند أم المبتعث عيد بن مساعد المطيري على جائزة (من هو) على مستوى الجامعات الأمريكية لعام 2007-2008، وهذه الجائزة تمنح سنوياً من قبل مؤسسة (من هو) في الجامعات الأمريكية للطلاب المتميزين في المجالين الأكاديمي والتميز العلمي، وأيضاً في المشاركة في فعاليات الجامعات وأنشطتها.