Al Jazirah NewsPaper Monday  02/06/2008 G Issue 13031
الأثنين 28 جمادى الأول 1429   العدد  13031
حوار الأديان في ميزان الإسلام
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي

لا شك أن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ودعا من خلالها إلى الحوار بين المنتسبين للأديان هي دعوة موفقة يمكن من خلالها بيان مزايا هذا الدين العظيم الذي هو دين جميع الأنبياء من لدن نوح عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم...

... الذي هو خاتم الأنبياء وشريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع. فليس خافياً على كل مسلم أن الأنبياء جميعاً دعوا إلى توحيد الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} ولهذا كان الحوار حتميا فيما هو دون الأصول والثوابت مما يتعايش فيه الناس ويشتركون فيه ويحقق مصلحة لجميع الشعوب بدون استثناء. فإن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والشفقة على كل بني الإنسان حتى لمن ليس لهم دين وشملت هذه الرحمة حتى الحيوان وحديث ذلك الرجل الذي سقى كلباً كان يأكل الثرى من الظمأ فسقاه الرجل فغُفر له معلوم لدى غالب المسلمين.

إذاً هذا الدين العظيم دين السلام والرحمة دين العدل والمساواة دين العلم والتعليم دين التعاون والتكاتف بين المسلمين والتعاون والاستفادة مع غير المسلمين دين المزايا العديدة التي ينبغي للمسلمين بيانها من خلال الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن لقول الخالق سبحانه:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}. فكانت هذه الخطوة خطوة مباركة لاسيما وأنها لا تتعلق بالعقائد وإنما تقتصر على سبل التعايش فكانت رابطة العالم سباقة في تنظيم الحوار المبدئي فيما لابد من معرفته عن الحوار ويشارك فيه العديد من علماء الإسلام في مكة المكرمة أسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود ويسدد الخطى وأن يكتب لهذه الفكرة النجاح إنه سميع مجيب.

عضو الجمعية الفقهية السعودية


or-nahar@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد