Al Jazirah NewsPaper Monday  02/06/2008 G Issue 13031
الأثنين 28 جمادى الأول 1429   العدد  13031

فقيد الوطن
شعر: صالح بن حمد المالك

 

فقد الوطن ابنه البار المتميز علماً وعملاً وثقافة معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين مجلس الشورى.

ولقد وددت أنني كنت أول من بكاه، ولكن عاقني هول الصدمة وعظم المصيبة وانشغالي باستقبال المعزين صباحاً ومساءً. رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فسيح جناته.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

آن للدمع أن يسيل سخينا

ولذي الود أن يعيش حزينا

فلقد أخفت المنية نجماً

فيه هدي لمن مشوا مدلجينا

غيبته يد المنون وأمسى

بين إخوانه الكرام دفينا

إنها الساعة التي كنت أخشى

وتخيف بهولها الصابرينا

أفقدتنا الحبيب من كان حقا

نابها مخلصا وفيا أمينا

إنه صالح المميز أكرِم

بالذي ما ارتضى سلوكا مشينا

عاش في قومه شريفا نزيهاً

لم تدنسه شهوة الطامعينا

وتسامى إلى الفضائل عشقاً

وأقام له البناء المتينا

ولقد كان للثقافة فينا

رمزها الصادق المجد الفطينا

من عرفناه للمعارف خدناً

وعرفناه بالبحوث مكينا

وعرفناه طالباً لعلوم

وبإدراك ما أراد قمينا

إنه لذوي العزائم رمز

ومثال للنخبة النابهينا

فكره شعلة تضيء دروباً

مظلمات لمن بدوا حائرينا

وأرى حبه البلاد صدوقا

مثل حب البنين للوالدينا

والولاء لأرضه قد أتاه

من ولاء جدوده الأكرمينا

من أحبوا البلاد حب وفاء

وغدوا هم جنودها المفتدينا

إنه المخلص الكثير عطاء

والمثال الجميل للمبدعينا

جعل الحب منهجاً ورعاه

بوفاء رجالنا المخلصينا

ومضى حازماً بجدٍ وعزمٍ

واثقاً بإلهه مستعينا

نحو ما يرفع البلاد مقاماً

لتكون الأعز في العالمينا

لم يكن قط عاجزاً أو كسولاً

لا ولا كان يرتضي المهملينا

سيرة تبهر العقول نقاءً

وأداءً يحير الفاهمينا

وسلوك محبب وجميل

يعجب الصالحينا والمتقينا

ابن عمي أبو هشام تحلى

بصفات الهداة والمحسنينا

وسما بقناعة عن عيوب

قد تفشت في عالم الخاطئينا

إن فقد أبي هشام مصابُ

روّع الأهل كلهم أجمعينا

روّع المجلس الحبيب وأبكى

كل عضو وأحزن العاملينا

يا إلهي أعظم لنا الأجر فيه

ربنا ارع بناته والبنينا

يا إلهي وجد ومن عليه

برضاك يا أكرم الأكرمينا

رب أسكنه جنة الخلد فضلاً

رب أنزله منزل الصالحينا


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد