Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033

الشاهد بيت واحد
المذموم في القعود والسير معاً
أحمد عبدالله الدامغ

 

من الناس من يختار القعود عن السير فيما هو صالح سواء كان عاماً لمجتمعه أو خاصاً لنفسه، فتراه حينما يجمع بنو قومه على فعل ما فيه مصلحة عامة كالقيام بأمر لا يتم إلا بتضافر الجهود وتآزر القوى، واتحاد الرأي على تنفيذه، يشذ عنهم ويفضل القعود على مشاركتهم إما تهاوناً عن مشاركتهم أو ذلاً مثبطاً له أو تآمراً مع من ما يكون ضد ما اتفق على القيام به، أو كراهية لفعل الإصلاح الذي تقوم عليه الحياة السعيدة التي ينشدها الناس ويكدحون ويناضلون ويجاهدون ويقاومون من أجلها.

أما إذا كان الأمر فيه سعي لإفساد مصالح بني قومه فتراه أسرع من الريح المرسلة، يشد أزر عدوهم عليهم ويرضى بإذلال عدوهم لهم، لا يبارك مسعاهم فيما يعود بالنفع عليهم وعلى بلادهم، ولا يتضامن معهم في النهوض لطلب المكارم بقدر ما يخف معهم إن كانوا يسعون في سبيل المآثم.

ولقد صور هاتين الحالتين المذمومتين في القعود وفي السير الشاعر العراقي إبراهيم أدهم الزهاوي المولود ببغداد عام 1321هـ والمتوفى ببغداد عام 1382هـ في مطلع قصيدة له تضمنها ديوانه (ديوان إبراهيم أدهم الزهاوي) الذي جمعه وحققه أ. عبدالله الجبوري، وجعل عنوانها (إلى العرب) وهو قوله:

قعدنا ولكن عن طلاب المكارم

وسرنا ولكن في طلاب المآثم (1)

***

(1) ديوانه ص103


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد