Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
الشركات الكبرى والصغرى.. وئام أم خصام
د. عقيل محمد العقيل

نادراً ما تولد الشركات عملاقة حيث عادة ما تنشأ شركات صغيرة تنمو بمرور الزمن خصوصا إذا كانت قائمة على رؤية واضحة حتى تصبح شركات عملاقة قيادية، وبالتالي فإن الشركات الصغيرة هي نواة للشركات الكبيرة التي تقود القطاعات الاقتصادية وتطورها بالتعاون مع الجهات الحكومية المنظمة، وهنا تكمن أهمية الشركات الصغيرة بالإضافة لكونها شركات تستوعب أكثر من 70% من العاملين في معظم دول العالم، ولكونها شركات تقدم خدمات ضرورية للشركات الكبيرة تدعم نجاح الأخيرة ونموها.

الحكومات أدركت أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة ووضعت وطبقت الكثير من الخطط لتنميتها لرفع الناتج المحلي الإجمالي من ناحية ولتوفير الفرص الوظيفية لمواطنيها من ناحية أخرى، ولاشك أن الدول المتقدمة حققت نجاحات باهرة في هذا المجال، ولنا في شركة مايكروسوفت عبرة لمن أراد أن يعرف أهمية الشركات الصغيرة وإمكانية نموها بشكل متسارع.

فالشركات الكبرى في الدول المتقدمة أدركت أيضا أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة القادرة على تقديم منتجات وسيطة وخدمات عالية الجودة معقولة التكلفة في الأوقات المناسبة في تعزيز قدراتها ورفع معدلات نموها، لذلك حرصت على بناء علاقة شراكة مع هذه المؤسسات بما يضمن تحقيق مصلحة الطرفين واستمراريتهما دون تغليب مصلحة طرف على آخر، والشراكة هنا تعني حرص الطرف الأكبر على تنمية الطرف الأصغر وربحيته، كما تعني حرص الطرف الأصغر على مصلحة وربحية الطرف الأكبر، فهي علاقة تبادل منفعة لا علاقة تطفل كما يريدها البعض.

ما هو الوضع في بلادنا؟ للأسف ما زالت ثقافة الشراكة بين الكبار والصغار غائبة والغالب علاقة طرفين يسعى كل منهما لتحقيق مكاسب على حساب الآخر، وهو ما يؤدي الى عدم قيام علاقات استراتيجية بين الشركات الكبرى والصغرى إلا فيما ندر، وهو ما يؤدي بالتبعية الى ضعف إمكانيات الشركات الصغرى في النمو مما يجعلها دائما في أزمة توفير رواتب موظفيها فضلا أن تفكر في النمو والتطور.

والحل باعتقادي أن تقوم لجان شباب الأعمال في الغرف التجارية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة والمسؤولة عن تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات القيادية في كافة القطاعات للتوعية بمتطلبات الشراكة بين الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وآليات تحقيقها وفوائدها من أجل علاقة وئام بدل علاقة الخصام القائمة حالياً، فهل نرى مثل هذه الخطوة قريبا؟ آمل ذلك.



alakil@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد