Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033

رحل وبقي له لسان صدق
د. حمد بن محمد آل فريان

 

مما لا شك فيه أن الحياة قدرها ألا تدوم على حال؛ يُبَشَّر فيها بمولود ويُعزَّى فيها بمفقود.

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوماً على آلة حدباء محمول

حقيقة متيقنة {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. ومع هذا يفجع المرء ويحزن جبلَّةً وطبعاً حينما يفقد عزيزاً ويأسف وتدمع عينه. لقد فجعنا نبأ وفاة معالي الدكتور الفاضل صالح بن عبدالله المالك الذي وافاه القدر المحتوم بعد معاناة مع مرض طال أمده، واجهه صابراً محتسباً.

لقد كان الفقيد رحمه الله مثالاً يحتذى في تعلمه وفي صبره وفي خلقه وسلوكه وفي عمله يبرهن على ذلك حصوله على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة ومثلها من كلية الآداب وحصوله أيضا على الماجستير وعلى الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من أرقى الجامعات العالمية وإجادته اللغة العربية نحواً وتصريفاً ومتناً، وإجادته اللغة الإنجليزية وهذا المحصول العلمي المتنوع يندر حصوله من بين الخريجين، مما يقيم الدليل على مقدرته وصبره ومثابرته وعلو همته وقد فعَّل علمه في ميادين عمله حينما كان أميناً عاماً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووكيلاً بعد ذلك لوزارة البلديات وبعد مباشرته عضواً في مجلس الشورى وأخيراً أميناً عاماً لمجلس الشورى ذاته لقد ترك في كل عمل تولاه بصمات نجاحه وإخلاصه يضاف إلى ذلك مساهماته الفذة في تقديم البحوث والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها.

لقد كان ذا قدرة في صياغة أطروحاته وكان متوازناً في آرائه مدافعاً عن دينه ولغته مخلصاً في عمله، وكان مشهوراً له بكرم الخلق ولطف المعاملة والمشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة وصفاء المحبة وكان ذلك سجية له وصبغة، وقد أكسبته محاسن صفاته محبة عارفيه والمتعاملين معه في الأعمال الرسمية والخاصة.

نسأل الله العلي القدير أن يجعل صبره واحتسابه في مواجهة مرضه في موازين حسناته وأن يغفر ذنبه ويصلح عقبه ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

عضو مجلس الشورى سابقاً


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد