Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
إلى جنة الخلد يا أبا هشام
عبدالله العلي النعيم

تأخرت في رثاء أخي وصديقي وزميلي المرحوم بإذن الله معالي الدكتور الشهم صالح بن عبدالله المالك؛ وذلك لأستوعب المقالات الكثيرة التي امتلأت بها الصحف رثاء ووداعاً للفقيد الغالي.

كان المرحوم نِعم الصديق والرفيق، كان متواضعاً إلى أبعد حدود التواضع، وكان طلق المحيا باسِمَ الوجه، يحترم الصغير والكبير،

يفرح بحل مشاكل الآخرين. تقلد عدة مناصب، لكني زاملته عن قُرب عندما كان وكيلاً لوزارة الشؤون البلدية والقروية متعاوناً مع الجميع، يؤمن باللامركزية ويعطي الثقة والتشجيع لمن يعملون معه وتحت رئاسته؛ ولذلك كان الإنجاز كبيراً. يبتسم بوجه المراجع؛ ما يمكّن المراجع من شرح سبب مجيئه، ينطبق عليه في ذلك الحديث الشريف (إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حبب الخير إليهم وحببهم إلى الخير، هم الآمنون من عذاب الله) وفي نص آخر (لا تمسهم النار يوم القيامة).

اختارته القيادة الحكيمة مع أول دفعة في مجلس الشورى، وكان خلال الاثني عشر عاماً التي قضاها عضواً في المجلس فعّالاً ونشيطاً ومشاركاً في مناقشات اللجان وجلسات المجلس، يساعده في ذلك فكر صائب وحضور بديهة، وقدرة على الإقناع، وفصاحة في اللسان وعمق في التفكير؛ لذلك كان يأسر مَن يخاطبه ويجلب انتباهه إليه؛ ما أهّله لأن يتسنم المركز الكبير (أميناً عاماً للمجلس). شغل ذلك المنصب القيادي فترة من الزمن، لكن قدر الله عز وجل منعه من مواصلة عمله، فأُصيب بالمرض الذي أقعده فترة طويلة، ذهب خلالها إلى الولايات المتحدة، ومع أن المرض شديد فقد كان - رحمه الله - متفائلاً إلى أبعد الحدود عندما نتحدث معه تلفونياً، كان يشيع الفرحة مع محدثه أنه سليم معافى، وعندما عاد إلى الرياض ودخل المستشفى كان يأنس بمن يزوره ويبادله الأحاديث وكأنه في كامل الصحة، وكان يعاني ولكنه صبور ومؤمن بإرادة الله.

أخذ الله أمانته، وفقدنا بفقده رجلاً فاعلاً معطاء حريصاً على الواجب مقدراً لكل المسؤوليات.

لا شك أن المرحوم وهو في جنات الخلد يتمتع بما يتمتع به أولياء الله الصالحون وعباده المؤمنون.

إن من علامات الرضا والاحترام ذلك الجمع الهائل الذي ودّعه الوداع الأخير في مقبرة النسيم، وكذلك الوفود الكبيرة والحشد اليومي الهائل الذي زار أبناءه واخوته للعزاء، وهذا دليل على مكانته في قلوب الآخرين.

نَمْ قرير العين يا أبا هشام في جنة الخلد إن شاء الله، والعزاء فيك لأبنائك ولإخوانك وأقاربك وأصدقائك وكل محب لفعل الخير مثلما أنت محب لذلك.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، والموت حق على كل نفس، ولعلنا إن شاء الله نجتمع بك في روضات الجنات.

أمين منطقة الرياض سابقاً



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد